من دورة تكوينية لفائدة هيئة التأطير التربوي إلى جلسة استشارية في أكاديمية الجهة الشرقية
سبحان مبدل الأحوال ؛ فبين عشية وضحاها وقبل ليل يغشاها وبقدرة قادر تحولت دورة التكوين المستمر المخصصة لهيئة التفتيش إلى مجرد جلسة استشارية ؛ هذا ما صرح به السيد مدير الأكاديمية في الكلمة الافتتاحية للدورة صبيحة يوم العاشر من الشهر الحالي. لقد تم تجاوز منطوق ومفهوم ومعلوم الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي قضى من جملة ما قضى أن تستفيد كل فئات وفعاليات قطاع التربية من تكوين مستمر يجعلها في مستوى مواكبة المستجدات من أجل النهوض بالقطاع.
لقد أشعرت هيئة التأطير التربوي قبل أسابيع بدنو موعد خضوعها لتكوين مستمر استشارة صورية شعارها : ( شاور وخالف ) وتم إشعارها بالمحاور التي عزمت الوزارة إجراء التكوين فيها ؛ وما إن تم الكشف عن محاور التكوين حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؛ و تبين أن هذا التكوين لم يأت استجابة لحاجيات رجال ونساء هيئة التأطير ؛ وإنما جاء لتوفير قسمة ونصيب لمسئول سابق في قسم البرامج . وحتى لا يقال عن جهاز التفتيش إنه دائما يشاكس ويعاكس قبل المفتشون على مضض المحاور المقترحة وقالوا آمين وسبحان ربك رب العزة عما يصفون شريطة أن تتاح الفرصة لأهل الاختصاص ممن له أهلية تكوين جهاز التفتيش من أساتذة التعليم العالي من كليات علوم التربية على سبيل المثال أو مركز تكوين المفتشين . وبعد سكوت الأكاديمية عن الكلام المباح لأيام نطقت بالمتوقع المنتظر وهو ضيق ذات اليد لاستحضار مؤطرين من الحجم المنشود. وضربت بعد ذلك الأسداس في الأخماس وقيل لماذا لا يكون التكوين بالنسبة لهذه الفئة ذاتيا وأهلها يمثلون قمة هرم قطاع التربية و قيل حاشا أن يخضعوا لتكوين وهم المكونون. وتمت الصفقة بهذا الشكل ضاربة عرض الحائط كما أسلفت المنطوق والمفهوم والمعلوم من الميثاق الذي يلزم قوما ولا يلزم آخرين.وفي آخر لحظة تبين أن المسئول السابق عن مديرية البرامج لن يحضر؛ ولو حضر لما أفاد في موضوع تتشعب اختصاصاته بتشعب المواد؛ ولن يجدي حديثه نفعا؛ وهو حديث لن يتجاوز تناول مساطر التأليف المدرسي مما لا يفيد ميدانيا حسب الحاجيات والمتطلبات. وأمام الفراغ الذي خلفه غياب المسئول المركزي السابق ؛ علما بأن الأكاديمية قد نفضت يدها من القضية ؛ وألقت بالمسئولية للجنة الله أعلم بما تخفي صدور بعض أعضائها ؛ وقد يكون الدفع بالتي هي أحسن منهم سببا في الولاية الحميمة بعد العداوة البغيضة كما فتح الله على قارئهم في افتتاح الدورة ؛ والحالة هذه قامت اللجنة بتدارك الفراغ ؛ وهمست في آذان السماعين لها ليسدوا مسد المسئول الغائب طمعا في جزء من قسمته ؛ ورحم الله من قال : ( اللي ما جاء مع العروس ما يجيء مع أمها).
وانقسم المفتشون طرائق قددا منهم من فزع إلى أطر التعليم العالي ؛ وكان في ذلك فرصة للسيد المدير في الكلمة الافتتاحية ليشكر تواضعهم وشجاعتهم الأدبية النادرة للإعلان عن الحاجة إلى تكوين غيري خلاف من آثروا التكوين الذاتي غرورا واستكبارا حسب المفهوم من منطوق السيد المدير؛ ومنهم من استقدم زملاء سبقت لهم حسنى المشاركة في التأليف ؛ ومنهم من اكتفى بالاستشارة بديلا عن التكوين كما صرح بذلك السيد المدير رسميا في جلسة الافتتاح.
وأما عدة التكوين فقد كلفت الوزارة ثمنا باهظا وهو عبارة عن ملف من ورق مقوى ألصقت عليه ورقة كتبت عليها عبارة : ( دورة تكوينية لفائدة هيئة التأطير التربوي ) وهي عبارة كذبتها كلمة السيد المدير التي وصفت اللقاء بالتشاوري .
وبداخل الملف ورقتان ضمتا برنامج يومي التكوين أوالاستشارة وورقتان يتيمتان؛ فضلا عن حفلتي شاي ووجبتي غذاء.
ففي الوقت الذي ينتظر المدرسون من الوزارة أو ممن يمثلها في الجهة جديدا يسهم في تطوير عملهم تلجأ إلى دواء مشهور يعرف بدواء الخوخ من أجل تبرير صرف ميزانية المتعلمون أولى بها .
Loading...Dans le même sujetفي نفس الموضوع
كاتبة الدولة المكلفة بقطاع التربية تطلب انتقاء عينة من أطر المراقبة التربوية في اجتماعها بمقر أكاديمية الجهة الشرقيةما أحوج أكاديمية الجهة الشرقية إلى ويكيليكس للكشف عما دار فيها خلال سبع سنوات خلتشباب الشواهد ضحايا ثالوث البطالة وشح مناصب القطاع العام واستغلال القطاع الخاصهيئة التفتيش لم تجن شيئا لا من جمعيتها ولا من نقابتها وفي ذلك عبرة لغيرها
8 Comments
أشكر السيد محمد الشركي على استماتته في اثارة مشاكل الإشراف التربوي المزمنة والحادة وفي مقدمتها إشكالية التكوين المستمر…لا يسعنا إلا أن نردد لا حول و لا قوة بالله العلي العظيم…لقد بلغ الارتجال حد العبث…عن اي تكوين يتحدثون؟ما هي شروطه؟ما هي استراتيجياته؟ما الغاية منه؟ما محله من الإعراب داخل المسار المهني للهيأة و داخل المنظومة ككل؟(إذا صح الحديث عن منظومة)؟هل تم تشخيص الصعوبات الميدانية و الحاجيات المهنية؟أم أن الغاية هي البهرجة و تبذير المال العمومي فيما لا يجدي …على نقابة المفتشبين و النقابات الأخرى التحرك لأجل محاربة هذا العبث المستشري… و الله لا يضيع أجر المحسنين.و السلام عليكم.
حكى لي استاذ انه وبعد انتهاء احد المنتديات قال لنائب الوزارة بانهم لم يستفدوا شيئا من هذا المنتدى فرد عليه النائب : الا ما استفتو والو راكم كليتو الدجاج
soyons objectifs le directeur de l’accademie n a ps declaré le changemement de la reunion comme vs le dites ..et d’ailleurs on a benificié des exposée tres riches et tres ciblé..il faut pas nier la realité des choses ALLAH NS CONTROLE..
إلى صاحب التعليق
has.m لقد حضر الجلسة ما يربو عن مائتي مشارك وسمعوا السيد المدير يقول بالحرف إن الدورة ليست تكوينية وإنما استشارية وهو ما بعني أن ظروف التكوين وشروطه لم تتحقق
فأنا لا أتحدث عن واقعة حدثت في الصين ولم يحضرها إلا أنا وأنت كشاهدين
الفائدة خصلت بفضل المجهودات التي بذلها المفتشون في ورشاتهم وبمجهوداتهم الشخصية وليس بتكوين تلقونه من جهة أخرى
نعم الله يراقبنا ونعم الرقيب فعليك أن تقول الحق ولا تجامل ولا تتملق وكن شجاعا واكشف عن اسمك ليعرفك الحاضرون ويعرفون مصداقيتك إذا لم تكن مجرد مغرد كما هو حال البعض من الوصوليين الانهازيين الذين تدفعهم مصالحهم الشخصية إلى بهرجة وتنميق كمل تدبير فاشل إرضاء للمسئول
السلام عليكم . شكرا للأخ محمد الشركي على جرأته و صراحته و تناوله لمواضيع ضلت مبهمة و لمدة طويلة. ان أطر المراقبة التربوية تحتاج فعلا الى تكوين لأن الحقل يعرف مستجدات متسارعة تفرض عليهم المسايرة ليكونوا في مستوى التأطير لفئة عريضة من رجال التعليم خاصة و ادا علمنا أن الوزارة لبت لهم كل مطالبهم . أقول هدا الكلام وأنا أعرف أنهم خلال الدورة التكوينية الأخيرة و التي نظمت بنيابات الجهة الشرقية لم يكونوا مقنعين و منهم ومع كامل الأسف اكتفى بقراءة جمل سلطها عاكس الضوء على الحائط دون شرح مما أغضب الأطر التربوية وجعلهم يفقدون الثقة في امكانية الاستفادة مستقبلا من هده الفئة التي ابدعت في الاستماتة لتلبية كانل مطالبها.
بادئ ذي بدء اشكر السيد محمد الشركي على نصرته للحق ودفاعه عن الكلمة الصادقة اينما وجدت وعلى مواقفه الثابتة التي لاتميل حيث مالت الريح كما هو شان البعض . ما قلته اخي سليم فمدير الاكاديمية حين تحدث عن تعذر حضور ( المكون المرتقب او المنتظر ) مباشرة ربطه بالتكوين وقال هذا لانعتبره لقاء تكوينيا وانما تشاوريا والواضح ان العبارة وسياق ورودها ( صفعة او بنية ) لمن سد مسد الغائب الذي كان منتظرا حضوره . والنقطة الثانية هو اشادته باعتراف شعبتين بنقص تكوينهما فالتجؤوا الى الكلية ليتكونوا واضاف ان هذا يشرفهم ويشرف الاكاديمية لاننا نادرا ما نجد من يعترف بنقصه . نعم الكمال لله ونحن جميعا في حاجة الىتكوين والانسان ما دام حيا فهو يتكون ولكن السياق والطريقة التي قيلت بها تخرجها من براءة التعبير اطر المراقبة التربوية ليسوا ايا كان يجمعون ليوزع عليهم الثناء المجاني فاذا كان بينهم من يشتغل على هذه الديداكتيكا فليعلم من ( سموا ) مسؤولين على ان النسبة العظمى ليست كذلك وصاحب المقال واجد من هؤلاء وانا اجله واقدر مواقفه وثباته .
بالفعل لقد تم نسيان ما يصطلح عليه بالتكوين الداتي.بالنسبة لعلوم الحياة والارض كان من المقرر ان يقوم مفتش للمادة بتاطير اليوم المخصص لوراثة الساكنة.وهدا المفتش معروف لدى زملائه بالاجتهاد والتواضع العلميين.مما كان سيعزز مكانة هيئة التاطير والمراقبة في اعين الادارة التربوية.لكن تم استبدال المفتش باستادجامعي .
تحية صادقة إلى الأخ قدوري الحسين الذي فتح لنا هذا الباب المهم والتاريخي للتعبير عن آرائنا وتوجهاتنا وهمومنا . وتحية مودة وعرفان إلى زميلي في المهنة السيد الشركي محمد مفتش مادة اللغة العربية .أشكرك أخي على صراحتك وصدقك وجرأتك وطيبوبة قلبك وارتباطه بكل شبر من وطننا الحبيب : المغرب ، الذي نتعلق به وبراعي الأمة جلالة الملك محمد السادس أدام الله عزه ونصره . أؤيدك أخي الشركي في كل مواقفك التاريخية التي سجلها التاريخ بمداد من العزة والفخر .
وأضيف يا أخي بأن ما جاء في مواد الميثاق الوطني للتربية والتكوين ينص على تنظيم دورات تكوينية لفائدة رجال ونساء التعليم ، وما يهم منها أطر التفتيش لم ير النور بعد ، بل إن النوايا المبيتة لبعض المسؤولين عن القطاع ليس في رغبتهم تكوين المفتشين ، لأنه لا يعقل أن يكون المكون ، وفيم ستكونه ؟ في القياس والتقويم ؟ في الكفايات ؟ في أسس التربية ومدارسها عبر التاريخ الإنساني ؟ في المنهاج الجديد؟ في التوثيق الإداري وهو يمارسه ؟ ….؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا زلت لم ألتق برجل تعليم واحد استفاد من هذا التكوين وعاد بالنفع على ممارسته ومردوديته التربوية . إن التكوين الحقيقي للمفتش هو الترخيص له دون دبلوم الدراسات المعمقة ، بالالتحاق بكلية علوم التربية . إنه أهل وكفء للتأليف التربوي وغيره ، بل هو قادر على الإنتاج المعرفي في مختلف ضروب المعرفة .أما أن يستدعى أحدهم من الوزارة ليقرأ مداخلة أو تقريرا عن تقنية تأليف كتاب مدرسي ، وعن دفتر التحملات ، فما أعتقد أن هذا يفيد المفتش التربوي اللهم إلا إذا كان من المرتزقة والوصوليين الذين ينتهزون الفرص للآنقضاض على التغذية والتعويض .وما أكثرهم في زمن تردى فيه القطاع التعليمي وترهل معه رجل التعليم الذي كان في الستينات يقام له ويقعد. فما أحوجنا اليوم إلى ذلك الرجل ـ الذي أنت واحد منه ـ الذي يعرف حدود مسؤولياته ،ويتفانى من أجل القيام بواجباته ،ويعلن جهارا بمحاربة كل منكر مصداقا لقوله (ص): » من رأى منكم منكرا فليغيره …. » . آه على زمن اللهاث والتسابق والجشع ، ضاع قطاع التربية وماتت التضحيات التي شهدناها في رجال أخلصوا للمهنة ، وتقاعدوا أو ماتوا وهم شرفاء . فشكرا جزيلا لذلك الرعيل الأول ، ورحم الله شهداء التعليم . وأقولها كلمة صريحة لأنهم بالفعل عملوا بإخلاص وتفان وعلمونا كيف ينبغي أن يكون رجل التربية والتعليم .
وشكرا أخي الشركي