دعوة الى التدريس بالدارجة ……
نظمت مؤسسة » زاكورة » التي يترأسها رجل الأعمال المغربي السيد نور الدين عيوش , ندوة دولية حول إصلاح التعليم أيام 4 و5 أكتوبر الماضي ,بحضور شخصيات وزانة أمثال السيد فؤاد عالي الهمة وعمر عزيمان رئيس المجلس الأعلى للتعليم ووزراء سابقين للتعليم من ضمنهم السيد رشيد بالمختار الذي استوزر التعليم أسبوعا بعد ذلك. وعندما سئل السيد نور الدين عيوش عما بعد التوصيات ,أجاب قائلا:
« الكلمة للعمل الآن، على وزير التربية الوطنية أن يبدأ في العمل وهو شخص له إمكانيات كبيرة وتجربة في الميدان وحضر معنا أشغال هذه الندوة، وأعتقد أن عليه أن يبدأ في العمل ولا ينتظر. طبعا لا يمكنه فعل كل شيء دفعة واحدة، لكن عليه أن يبدأ بما هو سهل، وهناك أشياء كثيرة يمكن الانطلاق منها لأنها لا تتطلّب لا ميزانيات ولا أي شيء، وحتى التوصيات التي خلصت إليها الندوة، هي في مجملها سهلة وبسيطة وواضحة »
على القارئ الكريم أن يتفحص معاني الكلمات ,منها مثلا:
– الكلمة للعمل الآن. تعني أن وزير التربية مجرد آلة للتنفيذ…..
– وأعتقد أن عليه أن يبدأ في العمل ولا ينتظر.
– وهناك أشياء كثيرة يمكن الانطلاق منها.
هذه الأمور السهلة البسيطة تتلخص في ما يلي:
1- التدريس بالدارجة . حيث يعتبر السيد عيوش التعليم الأولي بصيغته الحالية يبقى تقليديا ويقتصر على الكتاتيب وبعض الأمور المشابهة . فهو يرى أنه علينا تعليمه بلغة الأم ,أي الدارجة . وأضاف قائلا :
» لا يجب أن يبقى التعليم الأولي دينيا فقط، بل على أطفالنا أن يتعلموا الحياة ويغنوا وينشطوا ولا نوجههم إلى الحفظ فقط »
وعندما سئل عن عواقب هذه الدعوة الى التدريس بالدارجة بدل اللغة العربية وأجاب قائلا:
» نعم نحن واعون بذلك وهذا تخوّف موجود، لكن علينا أن نتوقف عن إخفاء الحقيقة ونوقف هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن اللغة العربية ويكذبون على المغاربة. أقسم لكم بالله أنني أعرف أشخاصا لا داعي لذكر أسمائهم، يتصدرون الدفاع عن اللغة العربية، بينما أبناؤهم يدرسون في مدارس البعثات الأجنبية ثم يكملون تعليمهم في الخارج. لماذا يستمر هؤلاء في كذبهم هذا؟ لقتل هذا الشعب؟ الدارجة هي اللغة التي يتحدثها أغلب المغاربة، وعلينا أن نعتني بهذه اللغة ونضع لها قواعد ونحو وقاموس ونقرّب بينها وبين اللغة العربية « .
بما يعني أننا سنراجع كل قيمنا ومفاهيمنا في مجال التدريس , ثم نقول :
» باباي على اللغة العربية , ومرحبا باللهجات والدارجات ….. »
بالله عليكم الى أين نحن نسير؟ كل يغرد لليلاه . إذا كان تلامذتنا يتراجع مستواهم سنة بعد أخرى من حيث إتقانهم للغات عامة وللغة العربية بوجه خاص, ومع ذلك تجد من يغرد الى تهميش اللغة العربية وتقليص دورها . لست هنا لأكشف عن عائلته , أصلها وتربيتها ….. ولكن :
– أيسمح برفع توصيات كهاته الى الجهات العليا ؟
– ويسمح برفع توصيات مفادها تقليص الدروس الدينية وتشجيع الأطفال على الرقص والغناء؟
– ألا يكفينا ما وصلنا إليه من غزو غربي خرب تقاليدنا وقلب مفاهيمنا وصنع منا مجتمعا يحب اللهو والشذوذ والمزاح والغفلة والهوى والرقص والغناء والفجور والانحراف والنقمة على تقاليدنا العريقة التي تحفظ للأسرة مكانتها وللمدرسة والمدرس قيمته وللمجتمع تقاليده وأعرافه المنبثقة من دين يساوي بين الناس عامة ويزرع روح التسامح والفضيلة والأخلاق النبيلة والمؤازرة عند الشدة والأخذ بيد الفقير واحترام الإنسان كمخلوق كرمه الله عز وجل ….. الى إنسان آلي يحب ذاته وينزع الى معصية خالقه في كل نواهيه وطاعة بعض مخلوقاته ولو خالفت تقاليده وتعاليم دينه.
فهل نعتبر هذه توصيات ؟ أم انحرافات تذمر ماضينا وحاضرنا وترسم مستقبلنا وفق أجندة لا دينية…..
2 Comments
إن اقتراح التدريس بالدارجة أسوأ بكثير من « بدل لحمار باغيول » فاللغة العربية ومهما كان لغة أكاديمية، أي لغة علم ومعرفة، وراكمت قرونا من الاشتغال بهذه الصفة.أما الدارجة، فهي لغة شفهيه تصلح للتواصل الاجتماعي المباشر ليس إلا. وهل يعرف السيد عيوش السينمائي، على الأقل، كم من الوقت يلزم للسانيين والنحويين لاستخراج قواعد لغة ما وترتيبها وصياغتها لتصبح صالحة للتلقين المدرسي؟ فليعلم أن هذا الوقت يقاس بالعقود. ثم هب أنا قمنا بهذا، فماذا بعد؟ كيف سنتواصل مع العالم المنتج للمعرفة المتطورة وفي مختلف المجالات باللغتين الفرنسية والإنجليزية أساسا لنواكبه؟
ثم أية جامعة أو معهد عالي بالخارج سيقبل طلبة تلقوا تكوينهم بالدارجة؟ وأين ومع من سيشتغل هذا الخريج « الدارجي »؟.وهل السيد عيوش سينصح أحفاده بالتوجه إلى المدارس المغربية المكونة بالدارجة وترك مدارس البعثات الأجنبية؟
إن تسليم ملف التعليم للسيدين بلمختار وعزيمان القصد منه هو إبعاد هذا الملف عن مجال السياسة والأحزاب، حتى يعود الأمل في إصلاحه، وهذه إرادة ملكية وشعبية. لذا، فليس من حق فصيل سياسي معين معروف بتوجهه الفرنكفوني المعادي للغة العربية أن يستغفل غيره من مكونات المشهد السياسي ومعهم المجتمع، ليستأثر بملف التعليم ويصنع من أبناء الشعب المغربي المستضعفين أميين مدبلمين،وهي لا قدر الله ديبلومات » حدها طنجة »، لتبقى أبواب الخارج العلمية والمعرفية عموما مفتوحة في وجه آل عيوش وآل الهمة وآل بنجلون وآل الفهري وآل بناني، وهلم آلات، التي تعرفون على أية حال
توضيح: لست من المدافعين عن استمرار تدريس العلوم بالسلك الثانوي باللغة العربية
أحيي أخي العزيز السيد قاسمي المكي على هذه الغيرة وهذا الصدق والصراحة , للرد على دعاة الخراب والفساد.