مع جيسي جي والقناة الثانية قولوا العام زين
بينما أنا أتجول في إحدى الليالي بين
قنواتنا التلفزية علي أجد ما أروح به عن
نفسي من عناء التعب والهموم ، فإذا بي
أصادف مشهدا غريبا بما تحمله الكلمة من
معنى ، إنها امرأة لاتحمل من الوصف إلا
الإسم بملابس شبه عارية ،
يبدو أنها نسيت أن ترتدي ملابسها لهول
ما تتعاطاه ، أو أنها نقلت على وجه
السرعة من غرفتها بإحدى فنادق العاصمة
الرباط إلى منصة الغناء مباشرة ، صلعاء
الشعر الذي يمثل نصف جمال المرأة ،
وجهها يوحي بوقاحتهاوصقافتها.لهول
الصدمة التي لم أكن أتوقعها ظننت نفسي
أشاهد قناة أجنبية ، لكن للأسف إنها
قناة مغربية .
ليس اللوم على هذا الشيطان المقنع بل
اللوم كل اللوم على من سمح لها بالصعود
إلى المنصة وهي على هذا الحال وعلى
القناة المحترمة التي تأتينا كل مرة
بالجديد الذي تقشعر منه الأبدان ويندى
له الجبين ، متناسية بأننا دولة إسلامية
، متلاعبة بمشاعر المواطنين ، ضاربة
خدوش الحياء والحشمة عبر الحائط .
لما أعدت النظر فيما رأيت وتقصيت
جيداوجدت جل من أعرفهم مستاؤون هم كذلك
مما رأوا .إنها المغنية البريطانية
« جيسي جي » التي استضافها مهرجان موازين
والتي جاءت خصيصا لتظهر ما كان يجب أن
تخفي ، فبعد شاكيرا ها نحن اليوم أمام
فضيحة من العيار الثقيل شاء من شاء وكره
من كره .فكما يقول المثل الشعبي « الموت
والوخضة « فمن جهة إهدار للمال في
السهرات التي لا تكاد تنتهي في الوقت
الذي يعرف فيه العالم أزمة اقتصادية
خانقة وتعرف نسبة البطالة والفقر قفزة
صاروخية .ومن جهة ثانية المشاهد المخلة
بالآداب التي لايمكن أن يمر هذا
المهرجان دون عرضها باسم الفن والثقافة
والحضارة .أما القناة المحترمة فهي
القناة الثانية التي تحرص أشد الحرص
دائما لنقل السهرات الملغومة ، فعوض
تقديم برامج ثقافية هادفة وتقديم دروس
دعم للتلاميذ لتحفيزهم خصوصا وهم
مقبلون على امتحانات إشهادية تقدم لهم
دروسا في الغناء والرقص بجميع أنواعه .
فحذاري من القنابل الموقوتة التي
تفجرها القناة بين الفينة والأخرى دون
استئذان ، فبعد المسلسلات المدبلجة جاء
دور السهرات الخليعة في انتظار ما ستجود
به علينا في الأيام القادمة فمزيدا من
التألق لقناة المغاربة …
بقلم عبد الجبار بوعزيز
1 Comment
نعم، صحيح، اشاطرك الرأي و راي كل من كتب في الموضوع واضيف بان العقول الصغيرة تناقش مشاكل الناس والعقول الكبيرة تناقش مشاكل العالم.