عين بني مطهر………. تنتظر الذي ياتي ولا ياتي
عند أقدام « الكارة » تستريح عين بني مطهر منتظرة الذي يأتي أو لا يأتي.يمر الزّمن رتيبا غير مستعجل . لا شيء يدل على أن التطور سيمرّ من هنا . رغم بعض مساحيق البلدّية , فوسط المدينة مازال عبارة عن محلات قديمة تشهد على مرور اليهود والفرنسيين . مجمل الدكاكين آيلة للسقوط تنتظر مطرا غزيرا غاب وغابت معه الكمأة عن المنطقة منذ سنين.تنتظر مطرا ربما ينهي قصة مستعمر مرّ من هنا وما زال يترك أثرا من تراب وكنيسة نصفها خراب.
بركم( أو بركنت) تعيش على تربية الأغنام و تهريب الحلال والحرام . فالمنطقة حدودية وكل شيء مباح مادامت هناك مردودية.كان الجنوب الإسباني مورد رزق لكثير من أبناء المنطقة في السنوات الأخيرة قبل أن تفتك بأهل الأندلس أزمة المال و يُسرّحَ العمال .كان المهاجرون مصدر رزق لعائلاتهم عملا بنظرية القطارالسائدة حيث يصير المهاجر قاطرة تجر ما شاء الله من عربات . فالعلاقات القبلية والأسرية لا زالت متينة وإعالة الأسرة واجب على المتزوج والعازب.مظاهر الفقر بادية للعيان رغم بعض مساحيق الغنى التي تأثث المكان من كبار مربي الماشية ومن المهربين وبعض المضاربين.
واقع بئيس ليس كغيره في مناطق عديدة من مملكتنا السعيدة. يعيش الناس فقرهم بحياء وكبرياء. أول ما يثير انتباهك وأنت تنزل في وسط المدينة هو قلّة المتسولين. فرغم تجليات الهشاشة التي تلفك أينما وليت وجهك فيمكنك أن تحتسي شايك في المقهى دون أن تزعجك يد ممدودة . يتبادر إلى ذهنك وأنت تقف في محطة سيارات الأجرة(وسط المدينة) ما يقع على طول وعرض مغربنا الحبيب حين يستوقفك شاب قوي البنية وهو لابس بذلة مكوية وربطة عنق ليحكي لك بحذق قصة الحبل العابرة للمدن » تقطع بيا لحبل » وكيف أنه جاء ليزور أحد معارفه ولم يجده أو حضر لاجتياز مباراة فنفدت نقوده ولا يطلب إلاّ العودة من حيث جاء.فلا يكفيه بالطبع الدرهم المعتاد بل يريد مكافأة محترمة وورقة نقدية على حقوق التأليف ومهارته السردية. وقد تصادف سيدة بلثام يركبها طفل مُكتَرَى لبضعة أيام تحكي لك بدورها قصة الأرملة والسبعة أيتام. أو شابة في مقتبل العمر توزع ورقة عليها فقرة من قصة عنوانها « مات أبونا » ولكي تتيقن أنها معدة للنّشر فقد أصبحت توزَّع مرقونة .
أوقف سيارتك حيث تشاء فلن تباغتك سلاحف النينجا – أصحاب الصدريات الصفراء -الذين يسيطرون على كل شارع وزقاق في المدن الأخرى . وإذا لم تؤد التعريفة المطلوبة فبعضهم مستعد لتطبيق مبدأ قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق.وإذا حان وقت الصلاة فادخل وضع حذاءك حيث شئت وصل مع الجموع ثم اختم بالنوافل في خشوع فلست مضطرا إلى وضع بلغتك كسترة. وأنت داخل المسجد تجد أكوام الأحذية مكدسة على العتبة والدراجات مركونة قرب الباب دون قفل. تتأكد حينها أن العالم لا زال بخير وأن الكرامة لا ثمن لها وأن الناس هنا يستحقون اهتماما خاصا فأنفتهم تأبى أن تنحني أمام الخصاصة.
حين تفكر قليلا تجد المسألة تستعصي على الفهم :كيف يكون هذا حال منطقة تمتد سهولها على مد البصر وتنام و تصحو فوق ثاني فرشة مائية إفريقية وبها شباب معطل بالمئات كل ما يفعلونه هو تدمير طاقاتهم بسموم الجائرة الشرقية؟!.
1 Comment
تعبير صادق من استاذ صادق لا اعرف هل لا زلت في بركم ام انتقلت لكن دايما اتذكرك باناقتك و شخصيتك القوية و المتميزة تتلمذت علي يدك سنة ٢٠٠١ الي ٢٠٠٣اتمني العودة الي بلدي و اهلي