هل يُؤثَّث المشهد السياسي الحالي لحكومة ملتحية ثانية؟
بقلم عبد الله لحسايني
هل يُؤثَّث المشهد لحكومة ملتحية ثانية؟
بعد قراءة سريعة لمجمل ملامح الدعوة الجديدة للحراك يبدوا أن الموضوع يتعلق بموضة جديدة تتطلب تميزا عن سابقتها بحيث يجب رفع السقف إلى حدود مقبولة ، تكسر روتين التظاهرات العشرينية السابقة و لا تغامر بسقف أكبر ما قد يرفضه الشارع
لهذا أتوقع من خلال هذه الملاحظة أن يكون كبش الفداء هو رأس الحكومة بحيث ندخل في مرحلة ما سماها وزير الأوقاف السابق عبد الكبير المدغري ، الحكومة الملتحية الثانية والتي ستركز أكثر شيء على تطبيق الملامح الدينية أكثر من الملتحية الأولى وسيبقى هم ومعضلات الشعب مؤجلا إلى أجل غير مسمى
وشخصيا أرجح أن تكون الحكومة الملتحية الثانية برئاسة العدل والإحسان التي مكنها وفاة مرشدها من التحرر من عقدة المصالحة مع النظام ولو على استحياء بمبرر يحفظ ماء وجه الطرفين وهو أن من مصلحة النظام أن يتغزل بالجماعة لتدخل على الخط لكونها هي الوحيدة الأكثر كفاءة لهذه المرحلة وكأن المرحلة الحالية وتداعيات ما سبق يقاس على مقاسها
فهي التي يمكنها خلق توازن مع التيارات المختلفة خصوصا السلفية منها والتي تضغط بشكل غير مسبوق خصوصا مع تيارات الأخونة العالمية الأمريكية القطرية
وهي التي تتميز بانضباط وتعبئة وفكر لا يمكن مقارنته من حيث جودته وقيمته بحركة الاصلاح والتوحيد أي العدالة والتنمية الحاكم
وكذا من الأحسن استغلال هذا الزخم الشعبي التنظيمي قبل أن يبرد جثمان المرشد الذي لا تزال روحه تسيطر على ضمائر الكثير مما يزيد في ضبط الجماعة ومقاومتها لأي تغيير مفاجئ قد يبعثر أوراقا كثيرة، الوضع في غنى عنها اليوم
كما أن تحول الجماعة ببطئ نحو الحزب هو مما يدل على صدق ما نتنبؤ به ، فتغيير مرتبة تسيير الجماعة من المرشد إلى الأمين العام – الذي يوصف به قادة الأحزاب – ليس فقط لأن درجة الإرشاد لا يبلغها إلا من هم في مرتبة وعلم وكاريزمية الشيخ الفقيد ، بل لأن الذهاب بسرعة محسوبة نحو الاندماج السياسي والتشكل بصيغة الحزب هو من يفرض بعض هذه التسميات في بعض الأحيان
وبالتالي فاليوم وأكثر من أي وقت مضى تبقى الجماعة الأوفر حظا لتسيير دفة الحكومة إذا ما تمت أي صيغة توفيقية تجمع بين رؤية النظام والجماعة ولو إلى حين.
عبد الله
لحسايني
Aucun commentaire