اللغة العربية ام اللغات ولو كره الكارهون
هل تحتاج اللغة العربية الى تحديد يوم عالمي للاحتفال بها,اليست الايام كلها اعيادا لهذه اللغة العريقة,لغة القران,واذا كانت اليونيسكو حددت لها يوم 18 من شهر دجنبر كيوم عالمي للاحتفال بها,باعتبارها احدى اللغات الست عالميا,فلا يسعنا الا ان نشكر هذه المنظمة جزيل الشكر,ولكن في نفس الوقت نتساءل اين اهلها؟ لماذا يعتز كل شخص بلغته فيرفع شأنها عاليا,ولماذا نحتقر لغتنا ؟ حتى ان البعض ينظر لها انها لغة عقيما لا تساير التحضر,وصار شبابنا يفتخر بالتكلم بلغات اجنبية,ويشمئز من التكلم بلغة اجداده ودينه وقرانه,واتذكر هنا المرحوم حافظ ابراهيم حين صدح بلسان اللغة العربية,وهي تتساءل عن اسباب هجرها,فدب الشك في نفسها قائلة:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي+وناديت قومي فاحتسبت حياتي
ولكنها في نفس الوقت تدافع عن نفسها,وتدحض افتراءات اعدائها على انها لغة عقيما,لغة الشعر والمقامات والنثر وصنوف الاداب,وليست لغة بامكانها مسايرة العلوم الحديثة,وهاهي تقول:
ولدت ولما لم اجد لعرائسي+رجالا واكفاء وأدت بناتي
أنا البحر في أحشائه الدر كامن+فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
لم يختر الاسلام اللغة العربية صدفة,او على سواد عيون اهلها,انما هي لغة البيان والاعجاز,سلسة التعبير,سهلة النطق,واذا كانت الدول التي تتبجح بالديمقراطية,تشترط في منح الجنسية للاشخاص بناء على الامور المادية,فان من تعلم اللغة العربية فهو عربي مهما كانت جنسيته,مصداقا لقول معلم البشرية,(من تكلم اللغة العربية فهو عربي)
والغريب في الامر,ان اهلها هم من يساهمون في نحرها,وكنا نعول على الاعلام ان يلعب دوره القومي,في صيانتها,لكن للاسف نقف مشدوهين احيانا ونحن نرى ان الاعلام هو من يرتكب الجريمة النكراء في حقها,فما راي القارئ الكريم في اعلامي,يتكلمها على هواه ضاربا عرض الحائط نحوها وتراكيبها وصرفها,ورسوم خطها؟
اننا لا نخاف على اللغة العربية من طمسها رغم كيد الكائدين لان كتاب الله يحفظها الى ان تقوم الساعة,لكن ما يحز في نفسنا هو عدم فهمها,بالابتعاد عن قواعدها,لان من اذن الاسلام بالحرب,اذن اللغة العربية بالحرب ايضا,والكل يعلم ان المخططات الامبريالية تضع في اولوياتها,طمس اللغات حتى تنال من الشعوب مرادها,فامريكا اثناء احتلالها للفيتنام لعبت على هذا الوتر,وارادت طمس اللغة المحلية رغم خروجها صاغرة من البلد,لتترك سمومها المتمثلة في جعل البلد متخلفا,لكن اهلها انتبهوا لمخططها ,ووضعوا في اولوياتهم التشبث بلغتهم الام,وجاهدوا في سبيل ذلك حسب المؤرخين ما يناهز الخمسين سنة.
فاين جهادنا نحن لنستل الشوائب التي علقت بلغتنا؟ فهذه ام على سبيل المثال يطلب منها ابنها شيئا باللغة العربية الفصحى لا تفهمه,فان عاود الكرة معها بلغة اخرى فهمته ولبت مطلبه .حتى اصبحت لغتنا كالثوب المرقع,وصدق من قال:
فجئت كثوب ضم سبعين رقعة+مشكلة الالوان مختلفات.
رحم الله اعلام اللغة,جاهدوا في الله حق جهاده لصيانها ,وحفظها من الشوائب ,واطال الله عمر من يكابد من اجلها وما اكثرهم,
9 Comments
اخي على حيمري اسجل لك هذا السبق الفريد في هذا المقال الرائع الشامل والجميل الذي يمجد لغة القران واني اعرفك مهتما غاية الاهتمام باللغة العربية وليس من الصدف ان اسميك المدير الاديب والشاعر الفنان لما عرفته فيك من فصاحة وبلاغة وبعد النظر والدقة في الاحكام وخير دليل مقالاتك الرائعة ببوابة وجدة سيتي الرائدة واذكرك بهذا الحديث النبوي الشريف الذي يمجد لغة الضاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم = احب العرب لثلاث لاني عربي والقران عربي ولسان اهل الجنة عربي = وقال ايضا تعلموا العربية وعلموها فانها لسان الله الذي سيخاطب به الامم يوم القيامة = صدق رسول الله اخي علي لك مودتي
قلنا ليكوم بأن اللغة العربية متوكلش الخبز ولولا الانجليزية والفرنسية اللتان أغنيتا قاموسها لانقرضت منذ أواخر القرن السادس عشر، تاريخ الثورة الصناعية.
الله يرحم الوالدين
لاجدال في قيمة لغتنا العربية،في غناها وقدراتها وطاقاتها التعبيرية ولكن واقع الحال في عصرنا يؤشر على اهمال البحث العلمي اللساني في هذه اللغة ،وما يتداول باحتشام لا يزيد عن اسقاطات ومحاكاة لغيرها من اللغات.فمتى يشرع باحثونا وجامعاتنا ومعاهدنا المختصة في دراسة اللغة العربية وفق منظورات منهجية على مقاساتها-وهي أوسع بكثير من غيرها- ؟ أليس عيبا ان نجد قصورا واضحا في توظيف لغتنا العريقة في المجالات المعلوماتية،بينما لغات لم تكن تذكر أصبحت ذات وزن في هذا المجال؟أليس عيبا ان تجد لائحة اللغات في البرامج الحاسوبية مشتملة على « لغات » عربية: من مثل عربية المغرب-عربية الجزائر -عربية تونس….وهكذا ولولا البترودولار لما توفر لنا هذا النزر القليل.لغتنا جميلة وعريقة وقادرة على مسايرة التطور ولكن ليس بالأماني والتمجيد وانما بالعمل العلمي الجاد.
قلنا ليكوم بأن اللغة الانجليزية والفرنسية لن تعطي خبزاً ولا تسقط سماء ذهباً من جدّ وجدَ ومن زرع حصد المشكلة ليست في اللغات وإنما المشكلة في الشعوب
هل اللغات هي التي تاتيك بالخبز,فحتى الحمار الذي لا يفقه شيئا ولا يتكلم اي لغة ياكل في البراري والقفار.واني اخالك من المتحاملين على اللغة العربية,وانت ممن يمجدون لغات اسيادهم ,واني حسب ردك تستطيع بيع وطنك من اجل الخبز الذي تتكلم عنه وليكن في علمك ان العرب هم من ساهموا في حضارة اسيادك الذين تتكلم عنهم,ولا زال التاريخ يشهد عن اروع الاختراعات العربية التي تنسبها بغير وجه حق لاسيادك الانجليز والفرنسيين,وليكن في علمك ان من ساهم في تخلف الامة هم امثالك,وليكن في علمك ان قواعد اللغة العربية هي من اغنت قواعد اللغات الاخرى,فان كنت تمقت العربية,فانك تمقت معاذ الله رسول الهدى الذي جاء بدين بها,واوصى خيرا بها,وتتبرا من لغة يكلم الله بها العباد يوم الحشر,فعليك بالفرنسية او الانجليزية لتواجه بها خالقك يوم البعث,واختم ردي عليك.
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا اذا ذهب الحياء
اذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء
اسي بلوم اعتقد ان تفكيرك جد محدود وانك خبزي مادمت تعتقد ان لغة الفرنسيس او النكليز هي التي سوف تشبع بطنك الخاوي وتفكيرك المتقوب التصارى يعزون لغتهم وانت تذلها اسيدي باز؟هل تفهم ان اللغة سوق حسب الفيلسوف روزيلاندي ولكل لغة اناسها واقوامها صحح معلوماتك الفارغة وانظر الى الالمان والاسبان كيف يمجدون لغتهم ولن يتحدثوا سواها ولو اتقنوا الف لغة ياامي؟
أسيادي نعم ونعم الأ وأكن لهم كل الاحترام والتقدير لكل ما قدموه من خير وأعمال جليلة للبشرية بما فيهم »حضرتك » وأنت من أسيادك أم تراهم أولائك الذين يكنون لك كل الذل والاحتقار؛ يستبيحون حريتك وحقوقك يركنونك في الدرك الأسفل من المجتمع ويبجلون ويمجدون أسيادي وأنت في دار غفلون. أو ما رأيك يا ح. ع?
كما لا تنسى أن تقلي بماذا سيخاطب ربي أسيادي الفرنسيين والانجليز الذين اعتنقوا الاسلام على يد سي ع. الله نهاري، يوم القيامة?