سبحان الله الذي قال في كتابه العزيز (( يريدون  ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله  متم نوره ولو كره الكافرون )) طبيعة الصراع بين الخير والشر ليست وليدة زماننا ولكنها قديمة قدم الإنسان ، لذلك صدر العديد من الناس يضيق كلما شاع نور الله وانتشر هداه ، فيرمى المتشبث بحبل الله بالتطرف والظلام والرجعية ، فأما التطرف فيريدون بمدلوله مجانبة الصواب السائد المتعارف عليه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كل ما هو موجود ومتعارف عليه يعد صوابا ؟ هل السفور و التبرج صوابا ؟ هل شرب الخمر والتدخين صوابا ؟  هل منع الإسلاميين من ممارسة مهامهم بعد الاحتكام إلى الصناديق صوابا ؟  إن التطرف يمارسونه من يقتلون الأطفال والمدنيين العزل في العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان وفي سوريا ، إن التطرف يمارسه من يسعى لإلغاء الآخر ومن تتلطخ يده بالفساد من قبيل أكلة المال العام والذين بنوا مجدهم على أنقاض الآخرين من المستضعفين ، إن المتطرفين هم من قال الله عز وجل فيهم (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))  أناس يغيظهم أن تتحسن أحوال المسلمين وأن يكون مصدر تحسنهم هو الإسلام ، وحري بهم أن يرجعوا إلى بداية دعوة المصطفى عليه الصلاة والسلام ليتذكروا مصير جبروت أبي جهل وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة الذي نزل فيه قول الله تعالى (( ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر ))

وأما الظلام  فكلمة مغرضة  يتستر وراءها أصحاب الشهوات والنزوات وأتباع الغرب والمنبهرون بحضارته ، والذين يبحثون عن الإفساد في الظل ويسمون الفسق والفجور نورا  واتباع  شرع الله  ظلاما (( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ))

توحيد الله وحب الدين فطرة فطر الله عباده عليها وستنتصر دعوة الله عز وجل أحب من أحب وكره من كره لأن هذا الدين هو الحق وما سواه هو الباطل ولا يصح إلا الصحيح ،  يقول عز وجل (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ))