أسد سوريا أرنب الجولان … ممانعة .. .مقاومة … تصدي …
كتبه : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – في 8-11-2012
تُذكرنا الحرب التي يشنها الأسد وشبيحته على الشعب السوري ، بحرب الإبادة التي شنها ستالين على المسلمين تحت شعارات التقدم ومحاربة التخلف والرجعية وما شابه ذلك ، فقد أباد ستالين ثمانية عشر مليونا من شعب الشيشان المسلم ، وقام بتهجيره تحت قوة السلاح إلى سيبيريا ثم ذهب إلى مزبلة التاريخ ، كما تُذكرنا بحرب الهكسوس المتوحشين قبل الميلاد ، وبحرب المغول الذي قتل عشرات الألوف في بغداد وحدها .
الأسد متوحش على شعبه باسم الوطنية والتقدمية والوحدة ، وباسم استهداف جبهة الصمود وقوى الممانعة ، وباسم المؤامرة على سوريا ، وهو أرنب أمام إسرائيل ، فلم يتمكن من تحرير شبر واحد من الجولان ولن يستطيع ، ولم نسمع منه إلا التهديدات الفارغة والجعجعات الجوفاء ، فهذا هو شأن وحال المفلسين فكريا وسياسيا …
هذا هو نظام المقاومة والممانعة!! ، فالعدو يستبيح سماءه وترابه متى شاء وكيفما شاء ، وفي كل مرة يقول مرددا : لا أحد يستطيع أن يفرض علينا مكان وزمان المعركة ويقول : سنرد في الوقت والزمان المناسبين ؛ ليستخف كما يشاء بعقول من حوله بتصريحاته التي صارت ساخرة عند أحرار شعبه وشرفاء الأمة …
لقد أشاد شارون بحافظ الأسد عندما كان شارون وزيرا للدفاع ، واعتبر شارون أن لحافظ الأسد تاريخا مشرفا مع إسرائيل ، وانه ذو حنكة سياسية … كان هذا التصريح في ظل دعاة الوحدة والحرية وتحرير فلسطين!! من رجالات وحدة حرية اشتراكية وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، وفي ظل نظام المقاومة والممانعة… ثم أين الجولان من أرنبها ؟ وأين نظام الممانعة والمقاومة من المقاومة التي يتغنى بها ؟ فلم نسمع منذ عشرات السنين عن فتح الحدود السورية أمام المقاومين ، وهو يقوم اليوم بتدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في دمشق ودرعا وحمص والرمل ، كما دمرها من قبل في لبنان بتحالفه مع أعداء الشعب الفلسطيني …
حُماة العزة والكرامة والديار!! دخلوا لبنان سنة 1976 !! من أجل تصفية الثورة الفلسطينية ، وقاموا بمذبحة مخيم تل الزعتر الفلسطيني في لبنان سنة 1976 ذهب ضحيتها أربعة آلاف فلسطيني ، ومذبحة مخيمي البداوي ونهر البارد في طرابلس لبنان سنة 1983 ، وهو من وراء مذبحة طرابلس سنة 1986التي ذهب ضحيتها مئات الشباب الفلسطيني واللبناني … وهو من وراء العميل ميشيل سماحة لإشعال نار الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في لبنان ، وهو من وراء قتل رفيق الحريري ووسام الحسن وكثير من شرفاء لبنان ، ويحاول الآن إثارة القلاقل في الأردن وتركيا …
الجيش العربي السوري حامي البلاد والعباد والديار !! لم يترك نوعا من الأسلحة إلا استخدمها ضد شعبه من النساء والأطفال والشيوخ ، تحت مسميات المؤامرة على سوريا ، واستهداف جبهة الممانعة … كذبا وبهتانا ، فالوطني لا يمكن أن يقتل شعبه ولا بأي شكل من الأشكال ، لقد شاهدنا كيف يقتل جيش الأسد وشبيحته المدنيين العزل ، وكيف تستغيث النساء ، وكيف تبكي الأطفال … وكيف يهدم المساجد والكنائس والمساكن فوق الرؤوس ، حتى الأماكن التاريخية الأثرية لم تسلم من بطشه ، كالمسجد الأموي وآثار تدمر ومختلف القلاع الأثرية القديمة ، فهل الممانعة والصمود تقتل وتفتك بالآمنين بدلا من توفير الأمن والرخاء لهم ، وبدلا من حمايتهم والذود عنهم؟
لقد شاهدنا كيف يتسلُّى الجيش العربي السوري في حرق الأسرى وفي تقطيع جثثهم ، وشاهدنا كيف يطلبون من الناس أن يقولوا : لا إله إلا بشار … وشاهدنا كيف يتسلون في صعود دباباتهم فوق سيارات المواطنين ، وكيف يعذبون الأسرى ويقتلون الأطفال تحت التعذيب ، وسمعنا عن حكايات كثيرة تتعلق في اغتصاب العفيفات الشريفات ، ورأينا سرقاتهم للمحلات التجارية ، وشاهدنا وسمعنا كيف استباح جيش الأسد وشبيحته دماء وأموال وإعراض الناس … شاهدنا كيف يضرب البعث السوري شعبه بالقنابل العنقودية وبراميل المتفجرات وصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات …
لقد ملأ رجال الممانعة والصمود في سوريا السجون من أبناء شعبهم ، حتى استخدموا ملاعب كرة القدم والمدارس و بعض المراكز الحكومية والعسكرية سجونا جديدة ، ومن تلك السجون مطار حماة ، حتى أن عددًا كبيرًا من المعتقلين قضوا تحت التعذيب وفق المرصد السوري ، ووفقا لناشط أمضى فترة اعتقال في مطار حماة ، أنه يتم تكديس السجناء في ملاجئ الطائرات ليصل عددهم أحيانًا في الملجأ الواحد إلى أكثر من 500 سجينا ، وأضاف الناشط : يمكن للمرء أن يتخيل كيف يكون الوضع في فصل الصيف ، عندما تزيد درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية ، وهو ما أدى إلى موت الكثيرين…
محاربوا الامبريالية من رجال البعث والجيش العربي السوري !! ، ارتكبوا مذابح ضد شعبهم تقشعر لها الأبدان ، مذبحة حلب عام 1980، ومذبحة النساء في تدمر 1980 فقتل ( 120 ) امرأة ودفنهم بقبر جماعي ، ومذبحة حماة الثانية عام 1982 قتل فيها خمسون ألفا ، ودمروا مدينة تدمر فوق رؤوس ساكنيها ، ومذبحة سجن تدمر عام 1983 ذهب ضحيتها أربعة آلاف وخمسمائة سجين ، ومذبحة حماة راح ضحيتها الآلاف ، يقتلون شعبهم وهم يهتفون حط المشمش على التفاح دين محمد ولَّّى وراح … ، اختطفوا سوريا منذ خمسين عاما وهم لا زالوا يكذبون ويضللون …
نظام المقاومة والممانعة البعثي العبثي !! يُضَيع خمسة وعشرين قرية في حرب 1973 ، وكادت دمشق أن تسقط بيد اليهود لولا تدخل الجيش العراقي الذي قام بصد الهجوم عليها …
دعاة الاشتراكية !! يسلمون الجولان لليهود سنة 1967 من دون إطلاق طلقة واحدة دفاعا عن الجولان , وأعلن حافظ الأسد عن سقوطها قبل أن تسقط بيد اليهود بيومين ليصبح بعدها رئيسا لسوريا !! …
دعاة محاربة الامبريالية !! من حٌماة العروبة ورجال المقاومة والممانعة !! شاركوا أمريكا في حروبها ضد العرب في حفر الباطن ، وشاركوها في الحرب على العراق … فيا للمقاومة والممانعة من كذبة كبرى ، خاصة عندما يعلن في مؤتم القمة الذي عقد في القاهرة سنة 1996 أن السلام هو خياره الاستراتيجي والوحيد !! …
الجيش العربي السوري!! يعاقب شعبه بما لم يعرفه التاريخ من قبل ، فيقطعون لحوم الشهداء ويضحكون تلذذا أمام عدسات الإعلام … هذا هو جيش البعث حامي العروبة والديار… !!
رجال البعث السوري !! يقومون بأعمال السلب والنهب ، فعجبا لزمان صار فيه الذئب حاميا ، والحمار قاضيا ، والثعلب حارسا …
دعاة تحرير الجولان !! يقومون بابتزاز أهالي المعتقلين ، وبأعمال سمسرة للإفراج عن ذويهم مقابل أموال طائلة ، يطالبون بفدية مقدارها أربعة ملايين ليرة سورية …
الرفاق البعثيين !! يستعملون كماشات للامساك بخصي المعتقلين ، وبثقب أياديهم ،أو أرجلهم باستعمال مثقاب كهربائي …
رفاق الحرية والكرامة الأسدية !! يلقون بالسجين من أبناء شعبهم في الطرقات وقد ذبحوه من الوريد إلى الوريد ، وهم الذين قتلوا تحت التعذيب الألوف من المعتقلين …
لا احد يستطيع إنكار هذه الحقائق التي أثبتها الإعلام على مسمع ومرأى من العالم .
هكذا يفعل أرنب الجولان في شعبه فقد أثبت أنه أسد على شعبه وأرنب أمام عدو سوريا …
هذا هو شأن قوى أكذوبة الممانعة والمقاومة والتصدي اليوم !! ، تلك القوى التي ترتدي ألبسة الوطنية كيفما يحلو لها وعلى مقاساتها ، وتتشدق بالحرية والتحرير ، والكرامة العربية ، والممانعة والتصدي والصمود والمقاومة ، هذه هي معاني المقاومة والصمود والتصدي يجري ترجمتها على أرض الواقع ، فلم تتمكن من التصدي للطيران إسرائيل حينما ضرب مفاعلها النووي وحينما اغتالت المناضلين فوق ترابها الوطني …
في سوريا الحبيبة مشاهد تقطع الأكباد وتدمي القلوب ، فهل يؤتمن هؤلاء الرفاق … رجال البعث … الجيش العربي السوري … جبهة الصمود … والتحرر … والتصدي … والممانعة … والمقاومة … والوحدة الوطنية … وال وال …. على وطن وشعب وقضية وأمة ؟
لقد انقشع الغبار وعرفت الجماهير الحقيقة ، فشعب ينشد حريته بدمه لن يُقهر أبدا بإذن الله تعالى ، وإن الاستهتار بقيم البشر وبأخلاق الإنسانية لن يدوم طويلا فهكذا أثبت التاريخ ، ولتخرس الأقلام المأجورة ، فمصير صاحبكم إلى مزبلة التاريخ هو وزمرته ، وأشد ساعات الليل حلكة هي ما قبل الفجر ، ولا حرية بدون دم …
وللحرية الحمراء باب * * * * بكل يد مدرجة يُدق
Aucun commentaire