عفاك يا خيي : إن كل شخص، ساقه القدر إلى الإنتماء وجدانيا و عاطفيا و حتى جغرافيا إلى إقليم جرادة، يعشق حد الثمالة هذه  التربة المنتمية إلى المغرب العميق، مغرب التهميش، مغرب لا مبالاة السلطة المركزية،مغرب براثن الفقر التي ترزح تحتها أغلبية ساكنة إقليم اختلط عليها الحابل بالنابل.
خيي عفاك: لقد خلف إغلاق المنجم واقعا اجتماعيا مؤسفا، و غياب بنيات تحتية،و هشاشة عمرانية، و خدمات متدنية، و نخبا يمكن خندقة فئاتها الغير اليسيرة في مصاف أشباه الأميين و بالأحرى الأميين، و الذين لا يمكن بأي حال – نظرا لعجزهم البنيوي – أن يساهموا في إنقاذ الإقليم المنكوب.
عفاك يا خيي: لقد خلف منجم الفحم، مشاكل اجتماعية، من أمراض و حوادث مهنية،و أرامل  و أيتام، و هلم مآسي.
خيي عفاك: إن هذه الفئة الهشة الغير واعية بحقوقها، وهي تستحق تبلور بنيات مدنية متفانية في تمثيليتها.
عفاك ياخيي: إن غياب تأطير فعلي لهذه الشريحة – اللهم بعض التبني الموسمي البرغماتي – أفرز، تطفلا ، يمكن أن نسقط عليه اي شيء، غير التمثيل.
عفاك ياخيي: يجب أن نبتعد جميعا عن تحقيق المآرب الشخصية، و نداوي ذواتنا من النرجسية و الأمراض النفسية.
عفاك يا خيي:كم نحن محتاجون إلى معرفة نقط قوتنا و مكامن ضعفنا علنا نكتشف مستوانا، و رحم الله عبدا عرف قدره.
خيي عفاك: إن مرضى السيليكوز ، محتاجون إلى من يدافع عنهم من خلال ملف مطلبي يصاغ بشكل تشاركي معهم، يستحضر كل المشاكل و الحلول الممكنة،و تتم بعد ذلك المرافعة أمام الجهات المسؤولة الحكومية و المحلية. و هذا يحتاج إلى كفاءات مسلحة بالمعرفة الإستراتيجية.
خيي عفاك: كفانا جميعا  من التفكير البدائي  و العشوائية المقيتة، التي لا تدفعنا إلا إلى النكوص.
عفاك يا خيي كما قالت الفنانة لطيفة رأفت: ما هكذا تورد الإبل بجرادة !!!!!!!!