Home»International»الفساد لا يختزل في اختلاس الأموال دائما

الفساد لا يختزل في اختلاس الأموال دائما

0
Shares
PinterestGoogle+

اعتاد الناس أن يختزلوا مدلول الفساد في اختلاس الأ موال وبعض آخر يربطه بالانحلال الخلقي الذي يؤدي بصاحبه إلى ارتكاب فاحشة الزنا ، والصواب أن هذا المدلول على عظم آثاره الوخيمة والمسيئة للفرد وللجماعة ، يوجد إلى جانبه ألوان شتى يمكن وضعها في دائرة الفساد على الرغم من استهانة أصحابها بها حتى أضحت شبه عادة تنخر المجتمع ، فالذي لايصلح نفسه ويشحد عزيمته ليقدم عملا نوعيا لغيره ويكتفي بانتظارتاريخ تقاضي راتبه ، هذا قد يتسبب في الإفساد والهدم ولايعرف للبناء مدلولا أينما كان موقعه وأيا كان نوع العمل الذى يقدمه ، فالذي يعمل مع المصالح البلدية في جمع النفايات لايمكن أن يترك وراءه شارعا نظيفا مالم يؤمن بدور النظافة وبأنه يقوم بعمل جميل عليه أن يتفانى لإتقانه ، وقيامه بغير هذا ووضعه نصب عينيه أن المهم خروجه للعمل ليفلت من الغياب وليتقاضى الأجر هذا يضر أكثر مما بنفع . والذي يعمل بميدان الصحة لاينجح مالم يؤرقه مرض الآخرين وحالهم فامتناعه عن المدامة وهرولته للإضرابات والغيابات  تعطيل لمصالح الناس وزيادة في أنينهم وألمهم بل وإغلاق لباب من الخيرفتحه الله عليه ، وأشير إلى أن أمتنا ابتليت بشيء ذميم اسمه الإضراب وكأن الدفاع عن الحق لايأتي إلا بالإضراب ، ومدلول الإضراب تعطيل العمل وحتى في شرعنا العظيم : ( آخر الدواء الكي ) ،لأن وقت العمل ليس ملك للعامل بقدر ماهو ملك للآخرين وأنا تمنيت أن تكون الوقفات والاحتجاجات باعتبارها أشكالا نضالية في الوقت الذي يكون في ملك صاحبه لإحراج سالب الحقوق ولنوفى أجرنا مع الله عز وجل ففي بعض الدول الإسلامية التي قطعت أشواطا مهمة يجعل الناس جزء من وقتهم وقفا لأعمال خيرية في مجال تخصصهم ،فالأستاذ لايكون ناجحا مالم يكن همه ما يحصله تلامذته ومالم يكن همه التضحية حتى من وقته الخاص ، لكن ومع الأسف أصبحنا نعيش التقصيروغلبت علينا المصالح الذاتية وأصبحنا نحسب على معلم البشرية وعلى الشريعة التي جاء بها عليه الصلاة و السلام بالقول فقط ونسينا العمل ورحنا نقتنص أسباب الراحة  ، طبعا لاننسى جنود الخفاء رجال يعملوا بجد وإخلاص وبضحون بوقتهم الخاص ، ولكن كنا نتمنى ولازلنا أن تصبح الأغلبية من هؤلاء من بناة الوطن فقد قال الحبيب المصطفى . ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) وقال الله عز وجل : (( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيرو ا ما بأنفسهم )) والغريب في الأمر أن الذي يعمل نود جميعا أن يتمدرس على يديه أبناؤنا ولانقتدي به ولا نحاكيه ولا نقدم النصح للمتهاون ، بل أحيانا يتم الدفاع عنه ، والموظف في مكتبه قد تذهب لطلب حاجتك فلا تجده أو قد ينظر إليك ويستقبلك بدونية ولولا بعض الصالحين المخلصين الذين يعرفون حسن الخلق ويحملون هم الواجب والذين يذكرونك بقول المصطفى ( الخير في أمتي إلى يوم القيامة ) لأصابك اليأس ،  وقس على هذه الأمثلة كل المجالات ، فحديثنا عن الإصلاح ومحاربة الفساد لا يتأتى مالم تصلح الأنفس بسيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ولن يصلح حال هذه الأمة إلا بماصلح به حال الرعيل الأول ، والعمل عبادة ولن ننهض من كبوتنا مالم يكن العمل الجاد ديدننا ، من هنا ندعو كل مقصر أن يتقي الله في من يسهر على تقديم الخدمات لهم وليعلم أنه يتقاضى أجرا وأن الله سائله أوفى أم فرط  ؟  يقول عز وجل : (( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )) وقوله أيضا : (( واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )) .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. متتبع
    21/10/2012 at 17:01

    أليس مديرو المؤسسات التعليمية يناضلون بالإضراب عن البريد ومقاطعة التواصل مع النيابة ولم يجرؤ الأساتذة على انتقادهم على اعتبار أنهم يدافعون عن حقوقهم . أليس بعض الكلام يحمل تناقضا واتهاما إلى فئة هم اقرب إلى معاناتها ومشاكلها .

    بمنطوق فكر صاحب المقال على رؤساء المؤسسات التعليمية عدم الإضراب أي عدم مقاطعة البريد الذي فيه إضرار بمصالح الأساتذة والتلاميذ ، ما دام فيه اعتداء على حق من حقوق المواطنين ، فلماذا السادة المديرون والسيدات المديرات يقاطعون البريد إذا لم تكن لهم مشاكل في حاجة إلى نضال من اجل حلها ، فما هي بدائل السيد المدير في الدفاع عن قضايا تواجهها الوزارة والحكومة بآذان صماء …

    فكيف ينظر فقط إلى الأستاذ والممرض وعامل البلدية … كمتهمين ويتم تناسي باقي الفئات الأخرى التي تمارس نفس الفعل الاحتجاجي الذي يناسبها ، بينما هذه الفئات تلقي بأثقالها على كاهل الأستاذ فكم من ادوار هي من صميم عمل رئيس المؤسسة من حراسة وإحصاءات وتعبئة النتائج و … تلقى على كاهل الأستاذ بينما رؤساء المؤسسات يلهثون وراء التعويضات . عندما يدافع الأساتذة عن حقوقهم بالإضراب والوقفات الاحتجاجية اتجاه الحكومة يقذفون بالتهاون وعدم الشعور بالمسؤولية . لماذا لا يوجه الخطاب إلى المسؤولين لدفعهم لحل المشاكل … بدل توجبه اللوم إلى بعضنا البعض …

  2. بركمي متتبع
    21/10/2012 at 22:34

    وماذا عن جني زيتون المؤسسة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *