نيابة الناظور على طريق التنزيل المحلي لمشروع » دعم تدبير المؤسسات التعليمية المغربية » PAGESM
نيابة الناظور على طريق التنزيل المحلي لمشروع » دعم تدبير المؤسسات التعليمية المغربية »
PAGESM
علي بلجراف
(*)
1 . السياق التاريخي للمشروع
يندرج هذا المشروع ، كما هو معلوم ضمن الشراكة والتعاون المغربي الكندي وهو ليس وليد اليوم بل يمتد في التاريخ إذ يرجع إلى سنة 2003 عندما كانت وزارة التربية الوطنية منهمكة في عملية أجرأة مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتجسيدها على الأرض . ولقد كان الإسهام الكندي في هذا المجال يتركز حول المساعدة على إعمال التخطيط الاستراتيجي من أجل ترجمة الأهداف والمبادىء إلى نتائج ملموسة متحققة في الواقع .
وإذا كان المشروع الحالي المعروف اختصارا ب » PAGESM » بمعنى » Programme d’appui à la gestion des établissements scolaires marocaines » ، يهدف ، في خطوطه الكبرى ‘ إلى تطوير الحكامة المحلية في قطاع التربية الوطنية ، فإنه يأتي بعد تراكمات سابقة سواء مع الطرف الكندي نفسه أو مع شركاء آخرين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر » مشروع ألف » للوكالة الأمريكية للتعاون الدولي ومشروع » بروكاديم » للوكالة الكندية .
استهدف مشروع بروكاديم الذي امتد من 2006 إلى 2010 ، كما هو معلوم ، تعزيز القدرات التدبيرية للإدارة التربوية المغربية في ظل اللامركزية واللاتمركز كخيار استراتيجي للدولة المغربية في التربية الوطنية على غرار باقي القطاعات حيث غدت المؤسسة التعليمية ، بما تضمه من مجالس وآليات ، إلى جانب الإدارة ، وعلى رأسها مجلس تدبير المؤسسة ، بمثابة الذرة الأولى أو المكون الأول للتنظيم اللامركزي وممارسة الدموقراطية القطاعية محليا في إطار الاختيار العام الرامي إلى تثبيت وتعزيز الديموقراطية المحلية الشاملة
.
2 . أهداف المشروع
يريد مشروع » PAGESM » نفسه إذن مشروعا يستثمر كل ما تحصل في إطار التعاون الدولي والشراكة ليس فقط مع الطرف الكندي بل وأيضا مع كل الأطراف الدولية الأخرى وبصفة خاصة في مجالات : الاشتغال بمنهجية المشروع ومشروع المؤسسة بوجه خاص والتدبير المتمحور حول النتائج (GAR ) وفي مجال إعمال المقاربات التدبيرية المعروفة كالمقاربة الحقوقية والتشاركية ومقاربة النوع الاجتماعي ، كما يريد نفسه مشروعا يتجاوز كل ما تراكم نحو الأفضل المتمثل في تطوير تدبير المؤسسة من أجل تحسين الجودة
.
3 . مكونات المشروع ورهاناته الأساسية
على خلاف مشاريع سابقة ، يستهدف PAGESM ، من حيث إشعاعه وامتداده ، كل أكاديميات التربية والتكوين بالمغرب وكل النيابات الإقليمية داخل المجال الترابي للأكاديميات وكل المؤسسات التعليمية داخل كل نيابة . وعلى امتداد التراب الوطني ، يتفرع المشروع إلى أربعة مكونات أساسية إلى جانب مكون خامس أفقي . يتمحور المكون الأول حول مشروع المؤسسة انطلاقا من مسلمة شبه مبرهنة مفادها أن إنجاز الإصلاح على المستوى المحلي يمر بالضرورة عبر مشروع المؤسسة كأداة منهجية وكإطار ولوحة قيادة للعمل . أما المكون الثاني فيتركز حول موضوعة التكوين قصد تعزيز القدرا ت التدبيرية لممتهني الإدارة التربوية وقصد تطوير مهمة مدير مؤسسة لتصبح إطارا فعليا ليس فقط بطريق التمكن المعرفي النظري بل وأساسا بطريق التبادل والتقاسم واقتراح الحلول للمشكلات التدبيرية المحلية والإقليمية والجهوية في إطار مجموعات من الأنداد او النظراء . من هنا أهمية عمل التشبيك والاشتغال بمجموعات الممارسات المهنية (ِCPP)المشكلة من مجموع المديرات والمديرين المزاولين ضمن منطقة تربوية معينة . ويرمي المكون الثالث إلى الاشتغال بطريقة تشاركية ومن خلال استثمار القوة الاقتراحية للمعنيين المباشرين ، على تطوير معايير انتقاء المديريهم وتقويم أدائهم بهدف الوصول إلى تحديث طريقة الانتقاء ومسار التكوين وتغيير طريقة تقويم أداء المدير القائمة على التفتيش التقليدي لإرسائها على المصاحبة والمواكبة الميدانية المستمرة . ولأن المساواة والإنصاف إن لم نقل المناصفة بين الجنسين في حاجة عندنا إلى مزيد من الجهد من أجل التكريس ، فإن المكون الرابع للمشروع يشتغل على مقاربة النوع داخل المنظومة التربوية على الصعيد المحلي وتجسيدها في صورتين أساسيتين على الأقل تتعلق أولاهما بالولوج إلى المدرسة والأخرى بالولوج إلى مواقع المسؤولية ومن بينها مسؤولية إدارة المؤسسات التعليمية . في حين يقع المكون الخامس والأخير على المستوى الأفقي ويخص المواكبة والتتبع الجهويين من أجل إثمار المشروع في كل مكوناته .
وإذا كانت أهمية هذا المشروع وفائدته ، وهو على الورق ، كسابقيه ، غير خافية ، بالنظر إلى أهدافه ورهاناته الكبرى ، فإنه يبقى أن نشير في النهاية إلى ضرورة إعمال التساؤل حول شروط و تفاصيل وملابسات تنزيله الميداني لضمان نتائج فعلية من ورائه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مفتش فلسفة بنيابة الناظور
Aucun commentaire