تابعت قرار إلغاء السيد وزير التربية الوطنية لثانويات التميز, وتابعت ما تبع ذلك من استياء لتلاميذ وأساتذة ثانوية عبد الكريم الخطابي ,ومن ردود القراء  الكرام من خلال موقع جريدة هيسبرس – هذه الجريدة التي تنشر ما يحلو لها,حيث راسلتها مرارا لنشر بعض المقالات ذات الطابع الوطني,إلا نني أظن تهليلها لتوجهات معينة ,كما هو حال بعض الجرائد الالكترونية المحلية والتي تتحفظ عندما يمس مقالي توجها ما….فأين هي الشفافية المزعومة؟-

ما كان علي إلا أن أوضح وجهة نظري حول قرار إلغاء مدارس التميز . وسأحاول تقسيم الطرح الى فصلين:

الفصل الأول يتعلق بمدارس التميز.فليعلم السيد الوزير,أن هذه المؤسسات لا تتوفر على تمييز يذكر,وإن كنت أتفق جملة وتفصيلا مع ما ذكره صديقي السيد محمد الشركي حول غياب النظرة الشمولية والمستقبلية في برمجة مثل هذه الاختيارات التي لم توفر لها ظروف تذكر.فقد تابعت مراحلها الأولى بزيارة الى عين المكان,لأجد المؤسسة تنطلق دون فضاء مناسب ولا ظروف تربوية مواتية,حيث لم تتوصل المؤسسة بالأساتذة المبرزين كما تنص على ذلك المذكرة المنظمة لذلك, واضطرت النيابة الى إقامة حركة محلية وانتقاء أساتذة محليين ممن توفرت فيهم كفاءات معينة,كما وفر السيد النائب الإقليمي آنذاك السيد محمد البور حافلة لنقل التلاميذ قصد المبيت في ظروف حسنة , والتمدرس بثانوية عبد الكريم الخطابي.من جهة أخرى فليعلم السيد الوزير أن هؤلاء التلاميذ من المتحصلين على معدلات عالية في مستوى الثالثة إعدادي من عامة الشعب,وبعد اجتيازهم لمباراة أقيمت جهويا لتلاميذ أكاديميتين : تازة  الحسيمة وأكاديمية الجهة الشرقية.وهم عامة التلاميذ من المتفوقين ,وممن غامر أولياؤهم بإرسالهم وإبعادهم عنهم  في سن حرجة,للإقامة بثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور,حيث عاينت السيد رئيس المؤسسة وقتها يقنع الآباء بشتى الوسائل لتسجيل أبنائهم في تلك الأقسام التي اختير لها جناح خاص وإقامة خارج المؤسسة,والتي خضعت داخليتها وفضاءاتها لإصلاح تم فيما بعد بحوالي مليار ونصف.

   – ألم يتساءل السيد الوزير عن مبرمجي هذه الاختيارات؟

  –  ألم يفتح ملف هذه المؤسسات,قبل الحسم انطلاقا من إملاءات؟

  – ألم يهتم السيد الوزير بمصير تلاميذ اختاروا توجها بعيدا عن أهلهم وذويهم محاولة منهم للبحث عن مستقبل غامض كما ذكر ذلك السيد محمد الشركي؟

  – ما هو الامتياز الذي وفر لهم؟ألا تشبه أقسامهم شعبة العلوم الرياضية؟هل يتواجد بينهم أبناء فلان وفلان؟ أم أبناء عامة النعمان؟ ……

2 – الفصل الثاني يتعلق بالتمييز الحقيقي بين المتعلمين: ذلك أن التعليم الخاص نال من تعليمنا العام ما ناله من تفويت بنايات التعليم الى الخواص وفق صفقات مشبوهة,ومن ساعات إضافية جعلت أبناء الأعيان يتنعمون , وباقي أبناء الشعب يتفرجون ويعانون, ومن معاهد تقام بها انتقاءات مشبوهة,وتدبير عشوائي , وليست بعض المعاهد ببعيدة عن مقر وزارة السيد الوزير, ولا كيفية الانتقاء بغائبة عن كل متتبع ومتتبعة لشؤون التعليم.ولا بد من طرح بعض التساؤلات على ناصحي السيد الوزير:

    – أين يدرس أبناء الأعيان؟ في التعليم العام أم الخاص؟وبكم يدرسون؟

   – أين يدرس أبناء الأعيان بعد حصولهم على الباكلوريا ,وبمعدلات خيالية وغير حقيقية, كباقي الشعب يتنافسون على المعاهد؟ أم أنهم يلجون مؤسسات أجنبية دون متاعب ؟

   – كيف يوظف أبناء الأعيان ؟ هل يجتازون مباريات تلو المباريات؟أم يوظفون خارج التغطيات؟ بل والكثير منهم يلج مباشرة أعلى المناصب والمستويات؟ألا يعلم السيد الوزير أن أبناءهم يصبحون  في أعلى المناصب بين عشية وضحاها؟

  – من يستضيف الأساتذة المتميزين الى بيوتهم لتقديم حصص الدعم,أبناء مدارس التميز المساكين ,أم أبناء الأعيان المنعمين ؟

 إننا مع التكافؤ في الفرص, ومع المساواة,ومع عدم التمييز في كل شيء….من اختيار لإحداث المؤسسات ينبني على حقيقة الحاجيات,ومن اختيار للمسئولين يقف على حقيقة الكفاءات , ومن محاسبة لكل من تسبب في كل هذه الهفوات التي ألمت بتعليمنا عن طريق البحث والتفحص والتدقيق,وعدم التراجع في محاسبة ومعاقبة المخلين….بدأ بالصفقات,الى البنايات,الى كافة الاختيارات التربوية وبعيدا عن مهرجين ومهرجات,ممن يغيرون ألوانهم حسب لون السيد الوزير,وممن يتكيفون مع هذا النهج أو ذاك.لا يملكون مبادئ معينة,ولا أنفة معينة …..وله أن يسأل عن ماضي من يتقربون منه كيف كانوا في عهد الوزير السابق..المظاهر خداعة والتصحيح ضروري, لكن التروي مطلوب والعجلة قد توقع في الهاوية…..