الحكومة المنتظرة : كيف نريدها وكيف يريدها الغرب ؟

            كما هو معلوم ، حظي الأستاذ عبد الإله بنكيران ، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، بالطوق السياسي من طرف الملك محمد السادس ، وذلك بعد تصدر هذا الحزب الانتخابات البرلمانية التاريخية ليوم 25 نونبر 2011  ، وقد حظي قبل ذلك بالتعبيرعن الثقة من طرف عدد كبير من المواطنين المغاربة بالتصويت على مرشحي حزبه في مختلف الدوائر الانتخابية.

       ونظراً للظرفية التي يمر منها العالم العربي منذ الأمس القريب ، والمغرب جزء منه ، لا يجب الحلم بأن يكون هذا الطوق الملكي مصنوعاً من الحرير ولا مرصعاً بالجواهر ولا منمقاً بالورد ، بقدر ما يكون نارياً ثقيلاً سيضر بالحزب وحكومة الأستاذ بنكيران إذا ما سلكت نفس السياسات التي سلكتها الحكومات السابقة ، وسنضطر من جديد لمشاهدة مسلسل شبيه بمسلسل حكومة التناوب بالعهد القريب .

ماذا نريد من حكومتنا المقبلة ؟

        فقط ، لو عملت على تنفيذ البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي سطره حزب العدالة والتنمية من خلال التوجهات التي تقدم بها خلال الحملة الانتخابية ، ستحقق ذلك المغرب الآخر الذي ننتظره جميعاً ، ولو أنه من المستحيل بلوغ هذه الغاية في الآجال القريبة . سنكون واقعيين ومنتظرين حتى إفراغ محتوى جعبة من سيتولون زمام هذه الحكومة ، وهي غير قوية ما لم يكن باستطاعتها تدبير جميع الحقائب الوزارية دون استثناء .

        وبعد الإعلان مباشرة عن الحزب الفائز في المغرب ، سارعت إدارة الرئيس الأمريكي إلى الإعلان بأنها ستتعامل ببراغماتية ( واقعية ) مع فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية المغربية . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إنه يجب الانتظار ورِؤية كيف سيعمل هذا الحزب في الواقع … وأضاف أن الاسم الذي تحمله أي حكومة أو أي حزب هو أقل أهمية مما يقوم به ، المهم هو معرفة ما إذا كان يعمل في إطار احترام القواعد الديمقراطية .

    الفرق بين ما نريده وما يريده الغرب هو أننا نحلم بميلاد مغرب قوي سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ، أما الغرب ، فهو لا تهمه الحكومات ولا الأحزاب التي ستشكلها بقدر ما يهمه استقرار مصالحه

                   أحمـد أوحنـي – مراسل وكاتب صحفي