جريدة صدى فاس تحتفل بالدكرى 12 لصدورها
جريدة صدى فاس ترد الاعتبار لأربعة من وجوه مؤسسيها
عزيز باكوش
في فبراير من العام 1994 ، صدر العدد الأول من جريدة صدى فاس ، كصحيفة أسبوعية مستقلة، ذات توجه تقدمي وحداثي ، موجه ومكمل ومواز لجريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية.
ومند دلك الوقت، أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر، والى غاية العدد 82، ظلت هده الجريدة جادة، مكافحة، و ظل قراؤها أوفياء في اطراد، إلى أن أصبحت عضوا في الفدرالية العالمية للصحف، التي تضم أكثر 80 ألف صحيفة جهوية عبر العالم . وكانت الصحيفة الجهوية الوحيدة،التي استدعيت لمواكبة المؤتمر الاخير للمنظمة العالمية المنعقد بالبيضاء .
ولئن تحقق دلك دوليا , فان صدى فاس وعلى المستوى الوطني، باتت من أهم الجرائد الجهوية على مستوى الحضور والإشعاع ، تحقق انتشارا أفضل ، واهتماما أوسع، وتنجز تراكمات ، وتتلمس أسماء ، وتحضنها تجارب ، بدء من الرواد الأوائل .. الدكتورالاديب محمد السرغيني، الاستاد عبد السلام الزروالي.المهدي حاضي حمياني.المرحوم محمد الكغاط. الدكتورعبد الفتاح ابطاني..الإعلامي عبد العلي التلمساني والإعلامي محمد السعيدي، والدكتور عاطش ، والاستاد عزيز الباز مصور الجريدة الخاص ..حتى اصغر محرر إعلامي الشاب محمدج أمين،وغيرهم من مثقفي ومبدعي هده المدينة المعطاء، هؤلاء هم من صنع النجاح ،وهم الدين يكرسونه الان ، وما قد يبدو للبعض معجزة، فانهم يصنعونه بعفو الخاطر ، فبهم ومعهم ، واصلت الجريدة ، وتواصل مسارها ،بكل ما يتطلبه واقع الحال من تواضع ، وتضحية ، ونكران ذات .ولم تزد الأحكام القاسية الصادرة في حق المدير المسئول للجريدة خطها التحريري, إلا صمودا وإصرارا على فضح السلوكيات الماسة باصالة وحضارة فاس وجهتها.
ولن نغالي، ادا قلنا ان أعداد الجريدة تكاد تنفد في الكثير من نقط البيع مند الأسبوع الأول لنزولها الى الأكشاك محليا ،وجهويا ، كما على امتداد ربوع الوطن.
هاهي جريدة صدى فاس تستمر، تتميز، مجسدة لاعلام جهوي حقيقي, رائدة متوهجة ، سباقة، وجريئة في مقارباتها ومواضيعها، واضحة في خطها التحريري المتزن ، رغم المضايقات التي تضعها بعض الجهات لأسباب معلومة.. لتكذب بدلك مقولة : أنها لن تتجاوز عتيبة الإصدار رقم 3 . كما كان يحلو للبعض ان يروج ، و مثلما كان يقال إعلاميا من = أن التلفزيون سيعلن وفاة السينما، وان الصورة ستدمر الكتاب، وان نجاح الاداعات الموسيقية سيصاحبها اختفاء المحطات الكبرى العمومية=، وكل هده التكهنات ستكذبها صدى فاس لاحقا محليا جهويا وعلى المستوى الوطني كدلك.
وبينما يحرص الكثير من القراء المخلصين على قراءة أعدادها حال الظهور ، تصر فئة أخرى من طينة مثقفة ، على ضرورة الإسهام في اغناء أعدادها بكتابات ، ومقاربات تسعى في مجملها الى ان تواكب الحدث الجهوي في ارتباطه وتشكله وطنيا.
وبرأي العديد من المتتبعين والمهتمين بالشأن الإعلامي، فان الجريدة يمكن ان تحقق طفرة نوعية في حال احتضانها ،أو توفير التمويل الضروري لدلك ، بينما يرى البعض الآخر , إمكانية مضاعفة التوزيع، والانتشار جهويا وطنيا مرتين على الأقل ، لو أتيح للجريدة إمكانيات مادية موازية .
وفي انتظار دلك، وفي إطار الاحتفال بفاس عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2007 واحتفاء بالذكرى 12 لتأسيسها،وبدعم من المجموعة الحضرية بفاس وجماعة اكدال , نظمت إدارة الجريدة يوما دراسيا بدار الثقافة يوم السبت 27 ماي الجاري ودلك تحت شعار= من اجل إعلام جهوي جاد في خدمة التنمية المحلية= وتضمن برنامج صبيحة اليوم الدراسي الذي استحضر فيه المشاركون عبر قراءة الفاتحة , روح المناضل الحقوقي المغربي إدريس بنزكري, وروح الإعلامي المغربي محمد الخضر الريسوني ,بالاضافة الى عروض ومداخلات تناولت في مجملها الاعلام الجهوي ورهاناته, معرضا لجريدة صدى فاس مند الاصدار الاول الى غاية العدد 82 ، الى جانب معرض للفنون التشكيلية ضم وجوها فنية مميزة
كلمة جريدة صدى فاس على لسان مديرها الزميل محمد بوهلال استعرض خلالها واقع وآفاق جريدته في ظل توجه جهوي عام، ووجه في كلمة له بالمناسبة نداءا حارا الى الجماعة الحضرية، من اجل تخصيص منح قارة للصحف الجادة بفاس. كما وجه النداء نفسه الى كل من المؤسسات العمومية، والشبه عمومية، والشركات المتواجدة بالمدينة، داعيا إلى تقديم الدعم اللازم للصحافة الجهوية، سواء على مستوى الإشهار، أو الإعلانات. مبرزا أن هدا الدعم من شانه أن يساهم في خلق إعلام جهوي جاد، يواكب ما تمور به مدينة فاس وجهتها من أحداث اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية . وأشار الزميل بوهلال في سياق استعراضه لمعوقات الصحافة الجهوية إلى ضرورة الاهتمام بأوضاع المراسل الجهوي , والصحافة الجهوية ، موضحا إن ابسط رخصة في الحياة العامة المغربية هي رخصة اصدار جريدة ، اد بإمكان سجين له سوابق عدلية يقول الزميل بوهلال ، أن يصبح في رمشة عين مديرا لجريدة. مبرزا أن هده المهنة النبيلة و ارتباطا بسلوكات ابتزازية غير متزنة , أصبحت مهنة من لا مهنة له .ودعا إلى أهمية الاعتكاف على سد هده الثغرات القانونية في التعديل المرتقب لقانون الصحافة.
من جهته هنأ ممثل فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالجهة الزميل محمد نجيب فني صدى فاس كجريدة حاملة لهم القضية الجهوية والتنمية المحلية،وقال أن المغرب شهد تناسلا هائلا للعناوين الجهوية في ظل الدينامية الجديدة، وأضاف الزميل فني قائلا إن الإعلام الجهوي أضحى إعلاما ملتصقا، يساهم في إبراز العيوب ،وانتقاد الحلول، وإفشاء الوعي الحقيقي، الذي يساهم في التنمية، والرفع من قدرات الجهة بعيدا عن التشهير، والدعاية ،وتلميع الصورة، وهده سلوكيات وأخلاقيات مرفوضة ومنبوذة في مجال الصحافة. واستعرض الزميل فني معاناة الصحفي الجهوي ,أو المراسل, الدي غالبا ما يتصدر منتوجه صدور الصحافة الوطنية, المستقلة، والحزبية ، في ظل تمنع الخبر, وتحجر العقليات، وتمركزها, وغياب عقلية المقاولة الاعلامية. منبها في الان نفسه الى ضرورة الاهتمام بوضعية المراسل الجهوي، والى إعادة النظر في العلاقة التي تربطه بالجريدة ، من اجل توفير دخل يضمن على الأقل، كرم ممارسة المهنة، ، مشددا على اهمية تحلي هدا الاخير بالمسؤولية ازاء المجتمع , واحترام كرامة الأشخاص, باعتبارها الشروط الضامنة لبناء حياة ديمقراطية مستقرة، في افق تشكيل رأي عام قوي وفاعل في الشأن المحلي والجهوي. منبها الى ان ما ينخر هدا الميدان هم الدخلاء.
من جهته ركز رئيس تحرير جريدة صدى فاس الزميل إدريس العادل حيزا هاما من مداخلته مستعرضا واقع وآفاق الصحافة الجهوية.وما يجب أن تتحلى به من مسؤولية وانضباط ، في سياق عولمة جارفة لا ترحم , فصحافة الجهة اكثر حميمية للمواطن , ولرجل السلطة , ليس لأنها اقرب منبر لمشاكل المواطنين واقرب منبر للجهة فحسب ، ولكن لان الصحف الوطنية نفسها يضيف العادل لا تستطيع رغم اعتمادها على المراسلين والصحفيين والمتعاونين لا تستطيع تتبع ونقل مختلف مظاهر الحياة اليومية لكل جهة من جهات الوطن . إننا يضيف رئيس تحرير صدى فاس بحاجة إلى رؤية جديدة ,تعترف بأهمية وضرورة الإعلام في التنمية الجهوية.في افق تدارك اعطابها ، خصوصا الجانب المتعلق بالتنظيم والهيكلة التكوين والمهنية.
وفي ارتباط الصحافة الجهوية بالتنمية تساءل الزميل العادل:عن دور الإعلام الجهوي والمحلي في التنمية، مبرزا معيقاته في إبراز مخزون الجهة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا؟ وفيما ادا كان إعلامنا في شكله الحالي قادرا على أن يلعب دورا أساسيا في التنمية الجهوية؟؟ ليخلص في نهاية المطاف إلى ضرورة أخد المسؤولين المركزيين بعين الاعتبار مطالب الصحافة الجهوية .
وأفرد عبد الإله شركيف عن مراسلي الصحف الوطنية والمحلية جزء من مداخلته للحديث عن مستقبل الصحافة الجهوية داعيا إلى ايلائها ما تستحقه من عناية ومصداقية واهتمام، باعتبارها النواة الأساسية في تقدم الجهة وتنميتها. وأضاف متسائلا: كيف نتصور جريدة ناجحة وهي لا تتوفر على مقر ولا على طاقم تحرير.؟؟..مشددا على ضرورة التفكير في هيكلة هده المنابر الإعلامية الجهوية ،بشكل عصري ومتزن، قبل التفكير في دعمها .وأوضح شركيف قائلا :إننا كصحفيين جهويين ، نثمن مبادرة الزميل بوهلال في ما يتعلق بنظرته إلى مستقبل الصحافة الجهوية , فلا تنمية حقيقية ومستدامة بدون صحافة محلية جادة ونزيهة تخدم المصلحة العليا للبلاد، وتساهم بجد في إرساء لبنات التنمية المحلية، صحافة تفتح جبهة على الفساد مهما كان لونه ونوعه ووزنه يقول شركيف.
من جهته تلى ممثل المجموعة الحضرية شبابي كلمته، مبديا رغبة ملموسة في تطوير التجاوب، وتفعيل ملتمسات الصحافة الجهوية ،مترجما تجاوبا ضمنيا مع ما أوصى به اليوم الدراسي وما اقترحه المشاركون من رسائل ومضامين أساسية في كل إقلاع إعلامي تنموي جهوي.
وفي موضوع دي صلة ، أقيم بالقاعة الكبرى لدار الثقافة حفل تكريم خاص لأربعة من رواد الإعلام والصحافة بفاس ، وتاتي هده الالتفاتة ,اعترافا من الجريدة بدالدور الطلائعي الدي اسده الرواد من جهود وخدمات ان على مستوى السياق الاعلامي الجهوي او على صعيد المشهد الثقافي العام .والجريدة بدلك ،
ومنحت بالمناسبة هدايا رمزية بالمناسبة ، للمكرمين الرواد، الدكتور الاديب محمد السرغيني، الإعلامي محمد السعيدي، الإعلامي عبد السلام الزروالي .
وفي كلمة لهم بالمناسبة عبر كل منهم عن اعتزازه بالانتماء إلى مدرسة في الصحافة الجهوية تسمى = صدى فاس=
وقال منسق اليوم الدراسي إن مسيرة هؤلاء الرواد والدين كان لهم إسهام كبير في استمرار الجريدة ماتزال متواصلة , وما حفل التكريم سوى تقدير واعتراف من طرف جيلنا الجديد .لجيل الرواد الرائعين والملهمين.
الجلسة المسائية للتظاهرة التي حضرها جمهور متعطش ، وعدد من المثقفين ورجال الاصحافة والاعلام ، والشعراء الزجالة ، تميزت بعرض نظري في ديوان = مجمع لكلام = انطولوجيا الزجل المغربي ج 1 للشاعرة نهاد بنعكيدا , ألقاه الدكتور عبد الفتاح ابطاني في ثمان دقائق , عرف من خلاله بفن الزجل تاريخا وتجارب , اصطلاحا ولغة، موضحا أن الكتابة الزجلية المغربية ومنها = مجمع لكلام= أسئلة هوية بامتياز, ونبش في الذاكرة الحبلى الذاكرة المتباينة الغنى, من حيث ما هو ديني وسياسي واجتماعي وأسطوري , كما هي استدعاء لمكنونات الكائن البشري المغربي ودعوة صريحة لاستكناهها انطلاقا من تنوع لغاته الحياتية وانطلاقا من تربة استنباته.
وبخصوص مجمع لكلام كإبداع زجلي قال الدكتور ابطاني، انه فلسفة تركيبية لأبجدية حياة تستحضر الماضي بحمولاته، وتصبغ على الحاضر بمكوناته، حيث التصادم المفيد بين السالب والموجب، وبين الكبير والصغير، وبين الشيء واللاشيء.
: العرض الهام ، تلته قراءات زجلية مختارة لكل من فاطمة مستعد، حسن الشيكي، عزيز الشيكي ،عبد الحق اطريشة، محمد الراشق، وحميد تهنية، إضافة إلى الشاعرة نهاد بنعكيدا ، التي حضرت حفل توقيع كتابها انطولوجيا الزجل المغربي على أنغام موسيقية من أداء فرقة شباب ظهر المهراز تحت قيادة الفنان الموهوب حميد تهنية.
لوحات تشكيلية للفنانين حسن جميل سعيد العفاسي وحسن الصابر منحت الفضاء سحرا وجمالا وشدت إليها عشرات العيون في سفر يمتح من التجريد تارة ومن التعبير والواقعية أخرى .
وعلى أنغام وكلمات الفنان الموهوب حميد تهنية … اختلاف أديان ما يهم….
اختلاف ألوان ما يهم …..هو نداء سلام للحكام … خليوا البسمة.. وعيشوا جميع في دنيا السلام اختتمت المبدعة عفرا سهام الملتقى على امل اللقاء قريبا
هنيئا لنا جميعا….هنيئا لكلّ أحبّة صدى فاس وهيئة التحرير بها …هنيئا لكلّ القرّاءالاوفياء بعيد صدى فاس الثاني عشر
عزيز باكوش
5 Comments
هنيئا لصدى فاس بعيدها وعقبى لالف الف سنة ،ولا يدوم الا العمل الجاد والهادف.
شكرا لك
ومتى تحتفل جريدتنا الالكترونية وجدة سيتي بذكراها
سنكون اسعد اليس كذاك اخي الحوسين قدوري
شكرا زميلي محمد الزغماري الى ان اقرا لك جديدا مودتنا جهة القلب
اشكر لكم عواطفكم الصادقة أخي عزيز وسيكون ذلك ان شاء الله ريثما نقوم بالترتيبات الضرورية وستكونون ان شاء الله ضيفا عزيزا علينا في وجدة
على راسي وعيني
ساتشرف بكل تاكيد اخي واستادي الحسين شكرا لك ولطاقم الجريدة المفرد بصيغة الجمع
هنئا لجريدة صدى فاس بعيدها رغم انه لم يسعفني الحض لقراءتهاولكن بفضلكم اخي عزيز سأصبح من قراءها شكرا لك اخي عزيز المجتهد دائما الموجود في كل الامكنة الثقافية مع متمنياتنا لكم بمزيدا من العطاء ولجريدة صدى كذلك ومثال وبالمناسبة احيي اخي وصديقي حميد تهنية الشاعر الزجلي الموهوب