خرجت وزاراتنا هذه السنة من عنق الزجاجة , بعد أن كادت الرياح تعصف بها.إلا أنها بدل  استخلاص العبر بادرت الى تشجيع النجاح بامتحانات ميسرة,مما رفع نسبة النجاح ….لكن …. وأين الفلاح؟؟؟؟؟؟  

    انتقل التلاميذ المتفوقون بين المعاهد والمدارس العليا والمؤسسات ,ليخرج الكثير منهم خاويي الوفاض من جراء مباريات ما هي بمباريات,وانتقاءات ما هي بانتقاءات….كانت لي فرصة لأعايش هذا الوضع والذي لو كتبت ما سمعت من معانات لما انتهيت ….الكثير من الآباء والذين قدموا من مختلف مناطق المملكة الى مدينة وجدة,هذه المدينة التي أصبحت تتوفر على عدة مدارس ومؤسسات , لكن هل هي في مستوى التطلعات؟

اشتكى الآباء من المراقبة المستمرة,كونها أحدثت عدم التوزان بين المتفوقين فعلا والمتفوقين نقطا وتضخيما.

   – بعضهم اشتكى من تصرفات بعض الأساتذة الذين فرضوا على أبنائهم التسجيل في الساعات الإضافية أو الحرمان من الامتياز, الى درجة أنهم ذكروا كون بعض الأساتذة يهيئون الفروض في حصة الدعم , خاصة بنيابة بركان  والناظور  ووجدة , بل وسموا حتى المؤسسات وبعض الأساتذة…..

   – بعضهم تحدث عن تضخيم نقط المراقبة المستمرة في بعض المؤسسات ومن بعض الأساتذة,مما أحدث عدم التكافؤ في الفرص…..

   – بعضهم تحدث انتقام بعض الأساتذة من تلامذتهم بوضع فروض تفوق قدرات تلاميذهم ,لجعلهم تحت رحمتهم .

  الكثير من الآباء وصلوا مع الأساتذة الى خلافات بلغت درجة السب والتهديد بالقتل, بإحساسهم بالظلم – حسب قولهم- …..

   رأيت بعض الأمهات يبكين من جراء ما لحق بأبنائهن وبناتهن من غبن وظلم – وذلك حسب تصريحهن-  ويتعهدن بمتابعة هؤلاء الأساتذة مستقبلا ….وكلام كثير…

    لم أستسغ ما سمعت ,ولم أستوعب ما لفظوا.مهما يكن الأمر الظاهرة ليست عامة, والكثير من الآباء يبالغون, والقصة طويلة…..لكن …..

     هذه القضية المرتبطة بالمراقبة المستمرة , تبقى معضلة لن يحس بها إلا من إكتوى بنيرانها, لذلك وجب أخذ الأمور محمل الجد ,فإن كان الكثير من الأساتذة يقدمون تضحيات لا أجر لها من أجل تلامذتهم,من دعم مجاني ونصح مستمر ومثابرة في العمل. فإن معضلة عدم تكافؤ الفرص في المراقبة المستمرة تبقى نقطة سوداء يجب معالجتها بجد , لمنح نفس الفرص في التنافس لدخول بعض المدارس الوطنية – موضوع سأحاول مناقشته في مقال لاحق إن  شاء الله تعالى –

  إن كانت المراقبة المستمرة تعطي الأستاذ فرصة لتقييم مجهودات تلامذته , فلا يجب أن يستعملها البعض وإن كانوا قليلين لتفضيل بعضهم عن البعض الآخر, حتى أن الكثير من الأساتذة أصبحوا ينادون بحذفها والعودة الى الامتحان الموحد كمعيار وحيد وأوحد لتقييم عمل التلاميذ .

  المعضلة تحتاج الى فتح حوار جاد ومسئول  بحضور المعنيين بالأمر من ممثلين عن الأساتذة والمديرين والآباء بتأطير من ذوي التجربة ,لاستخلاص العبر والبحث عن حلول يمكنها أن تساهم في بناء التعليم على أسس سليمة ….وما ذلك بالمستحيل ….