Home»National»لا ديدي ولا حب لملوك

لا ديدي ولا حب لملوك

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد شاهدت كما شاهد رواد الشبكة العنكبوتية المغاربة والأجانب، ومن ورائهم العالم من خلال « اليوتوب »، الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها السيدة « خديجة الرياضي » وزملائها في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تارة من البوليس وأخرى مما يسمى  » شبيحة المخزن أو بلطجيته »، بسبب مواقف الجمعية من العديد من القضايا الحساسة التي تهم الشأن المغربي،لقد صدمني وأرهبني رؤية الأمينة العامة للجمعية محاصرة من طرف مجموعة من مواطنيها وهم يقذفونها  بالبيض الفاسد، ويطالبون برأسها، في مشهد تقشعر له الأبدان، ويشيب له الولدان، ولم ينجيها من بطشهم وهستيريتهم سوى جسد شرطي شاب اختبأت وراءه ،وحماها رغم حداثة عهده بالمهنة،ويظهر ذلك من خلال رتبته،لقد أعطى الشرطي الدليل للداخل والخارج بأن الشرطة المغربية شرطة وطنية ومواطنة ومهنية،قادرة على خدمة المواطن وحمايته، وضمان أمنه  ، وبأن الأمن في البلاد بخير، رغم كل يقال عنه مزايدة،  ويبقى الرهان معقود على العناصر الشابة المتعلمة،والتي تلقت تكوينا جيدا في مجال حقوق الإنسان لتحقيق المصالحة بينها وبين شعبها.

 

صحيح أن الكثير من مواقف هذه الجمعية قد تستفز مشاعر المغاربة، وتخدش وحدتهم وإجماعهم، ويمكن أن نتفق مع بعضها أو كلها أو لا نتفق، لكن هذا لا يعطي الحق لأحد منا في مصادرة حق الأخر في التعبير عن رأيه، فحرية التعبير مكفولة للجميع ،وللقضاء وحده الحق في الاقتصاص من الذين يخرقون القانون، ويتجاوزون الخطوط الحمراء، ولا أحد مخول بتطبيق القانون بنفسه،كنا نتمنى أن تكون الحملة الانتخابية حول الاستفتاء حول الدستور مناسبة لشرح إيجابيات وسلبيات الدستور المقترح، وتعريف المواطنين بحقوقهم وواجباتهم في زمن أغبر، ارتفع صوت المطالبين بالحقوق، وخفت الصوت المطالب بالواجبات، فلم نحصل على الحقوق، وضيعنا الواجبات ،وانطبق علينا المثل الشعبي  » لا ديدي ولا حب لملوك »، لكن يظهر أن البعض  اغتنم المناسبة لعقد مهرجانات  إثبات الوجود، والقول للناس نحن هنا ،والبحث عن الأنصار وخلق قاعدة جماهيرية،وركوب القطار في المحطة ما قبل الأخيرة، بعد أن تأخروا عنه طويلا في  المحطات السابقة،لقد كانت الغاية من الحملة  شرح مضامين الدستور للحضور،لكنهم  حولوها  إلى مهرجان لتشويه الأخر والتجييش ضد المعارضة، ونعتها بالخيانة والعمالة وأقدح الألفاظ، وقالوا فيها ما لم يقله » أنس بن مالك » في الخمر..

.لا يمكن أن يكون مشهد محاصرة الرعاع للمناضلة » خديجة الرياضي » صادر عن أشخاص اطلعوا على الدستور وفهموا مضمونه،لأن الذي  قرأ الدستور، ولو قراءة سطحية ،واقتنع به، لا تصدر منه تلك السلوكيات المشينة، التي شوهت صورة المغرب  في الخارج، هذا الخارج الذي أبهرته ثورتنا الهادئة بسلميتها ونضجها، لقد خصص الدستور المقترح للمعارضة والرأي الأخر مساحة شاسعة من الحقوق، ولا أظن أن الذي أطلع عل الدستور، وفهم فحوى الفصول  10 ،12، 19 ،21، 22 ،25،28 و29، يمارس مثل تلك الاعتداءات البشعة، إن الديمقراطيين مطالبون بالدفاع عن الذين يعارضون الدستور، ولو كانوا أقلية، وبفتح المجال أمامهم للتعبير والدفاع على وجهات نظرهم و إقناع الآخرين بها، إذا استطاعوا  إلى ذلك سبيلا، حتى لا تكون المبارة السياسية في اتجاه واحد، فنحن لسنا في حاجة إلى إجماع، أو التصويت على الدستور ب99،99 في المائة،كما أنه ليس من شيم المغاربة الاعتداء على النساء، يجب أن نعترف للمعتدى عليها، بتاريخها النضالي في مجال حقوق الإنسان، لا يمكن أن ننسى لها مواقفها البطولية سواء خلال أحداث « سيدي إفني » أو « بوعرفة »،علينا أن لا ننسى أن » المهندسة خديجة » ضحت باستقرارها الأسري والعائلي،وتبنت قضايا مواطنيها، إنها تؤدي ضريبة النضال في كل معركة من معارك شعبنا الصامد، يجب أن يتوقف الخطاب التسويفي والديماغوجي الذي يعد الناس بالرفاهية والازدهار بعد الاستفتاء، ويحمل الدستور ما لا طاقة له به، لا تقولوا للناس بأن الدستور سيحل كل مشاكل المغاربة، لا تقولوا للناس بأن الدستور سينشر الديمقراطية لوحده، قولوا للناس الحقيقة كما هي ، حتى لا يعلقوا آمالهم العريضة عليه، والفصل 31 من الدستور واضح وضوح الشمس ،صحيح أن الديمقراطية أفضل أنظمة الحكم في استيعاب الاختلاف وتدبيره، وإتاحة الفرص للجميع ،لكن إعمالها على أرض الواقع ،يتطلب الكثير من الإصرار والنضال والحذر واليقظة للتصدي لجيوب المقاومة، وسيكون واهما من يعتقد بأن الديمقراطية شرط أساس لتقدم المجتمعات ورقيها وازدهارها، فهناك مجتمعات تقدمت وازدهرت وهي ليست ديمقراطية كالمجتمع الصيني…وفي جميع الأحوال لا يمكن  للمتشبعين بالفكر الاستأصالي ورفض الآخر، إنتاج الديمقراطية التي لا ينتجها إلا الديمقراطيون،نحن بحاجة إلى  جبهة للدفاع عن الدستور بعد المصادقة الشعبية عليه، ولسنا في حاجة إلى  تجار وسماسرة لتسويقه…وأقول للسيدة خديجة،إننا نعرف أنك تحسين على وجهك بكل صفعة توجه إلى مظلوم في هذا الوطن، ونقول لك يا سيدتي » تمسكي بخيط العنكبوت ولا تستسلمي « ،ونقول للقوم » إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد السباعي
    29/06/2011 at 08:39

    تحية احترام وتقدير لإستاذي حومين، لقد صدقت في كل ما قلت. مشكل المغاربة ليس مع النصوص ولكن مع التنزيل والتطبيق على أرض الواقع. إن التعامل مع المخالف عندنا لا زال تعاملا متخلفا . لقد شعرت بنفس الضعور وأنا أتابع كلمة الأستاذ عبد الإله بنكيران في تازة حيث وقفت مجموعة صغيرة من الشباب تشوش عليه وتطالبه بالرحيل. ولكنه لقنهم درسا في الديمقراطية وقال لهم الحمد لله على محمد السادس الذي يتركنا نتكلم بحرية، فلة كانوا هم في الحكم لكمموا الأفواه . نفس الموقف عاشه الأستاذ نبيل بن عبد الله عن التقدم والاشتراكية في الناضور ونفس التعامل مع الأستاذ نجيب بوليف في طنجة مع المسيرة . وهذا يجعلنا نخاف من أدعياء الديمقراطية. نحن أمام مشروع دستور ، مواقفنا تختلف حوله وهذا أمر طبيعي، ولكن لماذا نتهم بعضنا النعض بالخيانة والتمخزن والوصولية عوض أن ندافع عن مواقفنا بكل شجاعة أو نطلب مناظرة مع المؤيدين ونترك الاختيار الحر للشعب؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *