نحن في حاجة الى …..إصلاح هيكلي ….في وزارة التعليم…..
يعتبر التعليم قاطرة التنمية البشرية ,وأساس بنائها وازدهارها . به تقاس قيمة الأمم وعليه تقوم الهمم.تعليم لا يجب ان يسيس,ولا يجب أن ينقب, ولا يجب أن يسند لغير أهله.
رتبنا ولا زلنا نرتب ضمن الأواخر, لعدم توفرنا على معاييرالتعليم الحديث ,ولعدم استجابة تعليمنا للمعطيات الدولية. جربنا « الميثاق الوطني للتربية والتكوين » ضمن عشرية الاصلاح وباعتبار التعليم في المرتبة الثانية بعد الوحدة الترابية.لكن الكثير من محتوياته هبت مع مهب الرياح. ثم انتقلنا الى ما يسمونه » البرنامج الاستعجالي » لكننا كنا مستعجلين أكثر من عجلات السيارة , فانقلبت الدراجة ,وبدأت خيوط الفشل تنجلي.
– الى اين نحن نسير؟ الى الأمام؟أم الى الهاوية؟
لم تعش وزارتنا سنة كهاته, رغم تفاؤلها الكبير في بداية السنة الدراسية , وصم آذانها لكل ناقوس للخطر,بل لكل مشكك في الأمل . قد يرجع جزء من ذلك الى كثرة الاضرابات والاضطرابات, لكنه يرجع أساسا الى فشل في السياسات.
اهتم الكثير من مسيري الوزارة بالأرقام المزورة وتضخيم في العمليات المخيرة.تعليم بوزيرين ,زاروا الكثير من النيابات ,إلا انهم اهتموا بالقشور ,من اختيارات معينة لمؤسسات مفبركة ومعدة لتزوير الحقيقة , بدل الوقوف على عين الحقيقة.نحن نتحدث عن التكنولوجيا المتطورة في ميدان التدريس, وننسى أن الكثير من التلاميذ لا يعرفون أولى مبادئ القراءة والكتابة.
– ألا يعلم السيدين الوزيرين أن 50 في المائة من المنتقلين الى القسم الثاني دون المعدل؟
– فهل نحتسبهم ضمن جيل مدرسة النجاح؟أم خارج الفلاح؟
– الا يعلم السيدين الوزيرين ,أن هؤلاء المنتقلون بالمعدل,30 في المائة منهم ضخمت نقطهم؟وبالتالي فقط 20 في المائة ضمن ما يسمى جيل مدرسة النجاح.
انني لا أتشفى في وزاراتنا , كوني أعتبر ضمن هذه الوزارة ,ومن الأكيد انني أيضا أتحمل نصيبا مما نحن فيه ,كما يتحمله كل رجل تعليم.
– لكن يا ترى ما سبب ذلك؟
– ولماذا تحول نفس رجل التعليم الذي كان بالأمس يجاهد ويثابر من أجل نجاح تلامذته,الى رجل تعليم غير مبالي؟
إن التعليم استمرارية ومواكبة وتطور مستمر. ففي وقت يغير العالم من منهاجه وفق ما تقتضيه مصلحة بلاده , تجدنا نستورد مقاربات جاهزة , وكأننا في حاجة فعلية الى مقاربات.وننسى أن ما يعوزنا الاعتماد على المبادرات والانصاف في المعاملات.
– عندما تقرر وزاراتنا ترقيات غير منصفة وتفاوتات غير عادلة . ألا تعتبر قد زرعت الشوك؟
– عندما تقرر وزاراتنا اصدار مذكرات كلها اتهام لرجال التعليم ,بدل الوقوف على حقيقة التنظيم . ألا تعبر غير منصتة لحقيقة التحديات؟
– عندما تؤخر وزاتنا الامتحانات الى أواخر يونيو والتصحيحات الى أواخر يوليوز. الا تعبر من المتعاملين بالمجازفات؟
– عندما تروج وزارانتا بنجاح البرنامج الاستعجالي . رغم أن ما نفذ منه هو الجانب المادي. ألا تعبتر من المغردين خارج التربويات؟
– عندما تتفاوض وزاراتنا مع ممثلين لا يمثلون ألا أنفسهم في ظل غياب تفويض من مؤتمراتهم الجهوية والوطنية . ألا تعتبر من المتعاملين مع الفراغات؟
– عندما تختار مسؤولين لتسيير دواليب النيابات والأكاديميات عبر انتقاء الولاء,بعيدا عن الكفاءات. ألا تعتبر ممن يتعامل بالهراءات؟
ان أرادت وزاراتنا الخروج من المأزق عليها إرجاع الثقة الى موظفيها,ليس عن طريق التنازلات.وإنما باعتماد أسلوب شفاف وكشف حقيقة الوضع التعليمي ,واعادة الاعتبار الى رجل التعليم,وتشديد الإفتحاص لكل مصالحها المركزية والجهوية والإقليمية .
صحيح قد يقول قائل وهل تصبح الوزارة حكما وخصما. أقول لهم أفضل لها الكشف عن كل الاخفاقات بفضح كل الممارسات, وتنقية دواليبها من مسئولين ينهبون ويسرقون ويخفقون ,مقابل مسئولين أكفاء ,مستعدين للعمل بالمحاسبة والشفافية , إن وفرت لهم ظروف ذلك . وإلا فلن تجني مستقبلا إلا المظاهرات والاضرابات في كل المجالات.فهل هي مستعدة لهذا الخيار ؟أم لتلك التوجهات؟؟؟؟؟؟
1 Comment
أتمنى صادقا أن يصل صوتك يا أخي المقدم ولو مرة واحدة الى آذان المسؤولين على رأس هذه الوزارة التي أصبحت رمزا للفشل والإحباط طالما أنها لم تتمكن من شحد الهمم ولم شمل رجال التربية وتوحيد صفوفهم لمواجهة التحديات وكسب رهان التنمية البشرية انطلاقا من أن الإنسان هو وسيلة التنمية وهو هدفها.ومن هذا المنبر الكريم أوجه نداء حارا وأخويا الى كل رجال التعليم أن يضاعفوا جهودهم في نكران ذات لمد يد المساعدة لأبنائنا وشبابنا فكريا وخلقيا ليجتازوا هذه المرحلة الخطيرة التي نمر منها جميعا راجيا من الله أن يحفظ هذا الوطن الغالي علينا من كل مكروه وأن يعين كل من أراد بهذا البلد خيرا. والله ولي التوفيق