مستعجلات أقدم مصحة بمدينة وجدة تتعمد عدم القيام بواجب الإسعاف المطلوب إنسانيا
لو أن أحدا أخبرني بأن مستعجلات أقدم مصحة بمدينة وجدة فيها بشر من فصيلة الوحوش الضارية لما صدقت ، ولكنني عاينت ذلك بـأم عيني حيث اضطرتني الحالة الصحية المحرجة لإحدى قريباتي للتوجه إلى مستعجلات هذه المصحة التي تعمل اسما فوقف قدرها ، ويتعلق الأمر بحالة نزيف تتطلب الإسعاف الفوري . وما كدت أخبر طاقم مستعجلات هذه المصحة بالحالة حتى اختلى بعضهم إلى بعض في همس شيطاني ، وما هي إلا لحظة حتى خرج أحدهم ليخبرني بأنه لا يوجد بالمصحة تلك الليلة مختص في أمراض الرأس لأن النزيف كان يتعلق بنزيف مرده خلع ضرس. والغريب أن صاحب هذا الرد لم يكلف نفسه مجرد النظر إلى الحالة ، ولا هو فحص المصابة ، ولا هو فكر في تقديم إسعاف أولي لها ليساعدها على الأقل للوصول إلى قسم المستعجلات في مستشفى الفارابي .ولقد رأيت اللئام من قبل ، ورأيت أصنافا من اللؤم ، ولم أر مثل لؤم الطاقم الطبي في هذه المصحة . وما كنت أظن أن طاقما طبيا أقسم القسم الطبي الشهير وفيه إشهاد الأطباء الله تعالى على أنفسهم بأنهم يقدمون المساعدة لمن يحتاجها بغض الطرف عن هويته يتخلون عن صاحبة حالة محرجة تكاد تسلم روحها لخالقها بذريعة أنهم لا يتوفرون على متخصص في أمراض الرأس. ومن المعلوم أن قسم المستعجلات متخصص في تقديم الإسعافات لأن الحالات التي ترد عليه مختلفة ، فلو أن هذه الحالات تصنف حسب التخصصات ولا تسعف إلا بوجودها لاقتضى الأمر وجود عشرات الأطباء كل ليلة بقسم المستعجلات ، وهو أمر مستحيل ولكانت النتيجة موت العشرات كل ليلة .
ولقد كانت حالة النزيف تقتضي كأضعف إيمان التدخل لوقف النزيف دون الحاجة إلى اختصاص وهو ما حصل عندما نقلت المصابة إلى قسم المستعجلات بمستشفى الفارابي الذي لم يكن فيه متخصص في الرأس أو غير الرأس بل كان فيه أطباء عامون يتعاملون مع كل الحالات الواردة عليهم بدافع الضمير الطبي وبدافع الواجب خلاف الطاقم الطبي المنعدم الضمير في أقدم مصحة بمدينة وجدة والذي ينتقي من الحالات الواردة عليه ما يدر عليه المال دون متاعب ، وبأقل مجهود لينعم بالراحة والنوم ليلا ، والفكاهة في مكان يسمى المستعجلات ـ يا حسرتاه ـ والمفروض فيه السهر من أجل إنقاذ حياة الناس لا من أجل سد الأبواب في وجوههم ، وكأنهم يستجدون المصحة وطاقمها. ولقد حز في النفس أن هذا الطاقم اللئيم بكل المقاييس لا يراعي نفسيات من يصاحب الحالات المرضية ، ويتلذذ بصرفه ورده بطريقة لئيمة فيها خبث ومكر وسخرية ، واستخفاف بالمواطنين وبعقولهم من خلال ذرائع واهية لا تقبل من أمي أو جاهل بله من طاقم طبي . وإن هذه النازلة لتؤكد ما يروج بين ساكنة مدينة وجدة ومفاده أن هذه المدينة تعاني من ضعف أداء القطاع الصحي العمومي من جهة ، ومن جهة أخرى تعاني من ارتزاق القطاع الصحي الخاص الذي يستنزف جيوب الساكنة ويبتزها ثم يتخلى عن مرضاها بعد امتصاص دمائهم ليقصدوا مصحات داخل وخارج المغرب. ولا يخلو بيت وجدي من حكايات ابتزاز القطاع الصحي الخاص ، أو من حكايات إهمال القطاع الصحي العمومي ، مع بعض الاستثناءات هنا وهناك المعروفة عند بعض ذوي الضمائر الحية والقلوب الرحيمة من أطر القطاع الصحي الذين تذكرهم الساكنة بكل خير عندما تذكرمنهم الأشرار وما أكثرهم بكل سوء.
وإن ساكنة وجدة بالفعل تنطبق عليها مقولة القائد طارق بن زياد رحمه الله » كالأيتام في مأدبة اللئام » .و لقد أحسست وأنا أتجرع مرارة الخيبة أمام ضحية تنزف دما بمستعجلات مصحة اللئام وكأنني في أرض فلسطين المحتلة وأمام طاقم طبي صهيوني يتلذذ بمنظر ضحية تنزف . وخلال انصرافي حدث ما أثار دهشتي حيث أعاد أحد أبنائي الكرسي المتحرك الذي كنا نريد نقل الضحية فوقه بحركة فيها شيء من العنف بسبب الحالة النفسية التي كان عليها بعدما خذلنا الطاقم الطبي اللئيم فكاد حارسان في المصحة يبطشان به بدعوى أنه كاد يكسر زجاج مدخل المستعجلات ، وحاولا تلقينه درسا في الأخلاق بلغة تنم عن غيرة على ممتلكات الدولة ، فقلت لهما سبحان الله تحركت عاطفتكما غيرة على ممتلكات الدولة مع أنها لم تصب بسوء، ولم تتحرك أمام مواطنة ضحية تنزف وهي في أسوإ حالة ، وحضرني قول القائل في أهل العراق : » عجبت لكم أهل العراق تقتلون سبط النبي وتسألون عن دم البعوض » .أسأل الله تعالى أن يوفق شعب المغرب إلى إسقاط الفساد في كل القطاعات وعلى رأسها فساد القطاع الصحي ، وأن يخلص الله البلاد والعباد من الوحوش الكاسرة في هذا القطاع وهي وحوش حرمها الله تعالى الشفقة والرحمة المطلوبة في أهل التطبيب ، وأن يجعل عاقبة أمرها سوء كما كانت تتلذذ بآلام المكروبين والضحايا . ولقد توجهت إلى الله تعالى أشكو إليه ظلم الطاقم الطبي في مصحة اللئام ، ويوم القيامة لن أغادر تلابيب من نزع الله تعالى الرحمة من قلبه ، ولا تنزع الرحمة إلا من قلب شقي .
مع العلم انه كان بامكاننا متابعة المصحة قضائيا لأنها لم تقم بانقاذ مريض في حالة خطرة …
1 Comment
nous voulons connaître le nom, sinon ce n’est qu’une histoire vaine bonne à remplir les tirroir d’oujda city.