كيف تتورط الأنظمة في إسقاط عروشها؟؟
إن سقوط الأنظمة يبدأ من الشرارة الأولى عندما يتم مواجهة مظاهرة سلمية بطريقة ما. وهذه البداية هي مصدر كل خير، كما يمكن أن تكون مصدر كل شر..فهي مصدر خير عندما يتم التعامل معها سلميا لكونها سلمية، و تنتهي بجلسات حوارية واستماع لمطالب هؤلاء الشباب فتعالج بجدية وصدق دون أدنى مماطلة أو تسويف، لأن المماطلة والتسويف يمكن أن تسرع الشر الذي يمكن أن يأتي من الشق الثاني في التعاطي مع المظاهرات السلمية المطلبية. إذ يتأتى عن القمع تصاعد في الموقف ورفع لسقف المطالب وتحويلها في اتجاه آخر إذ يمكن أن تتحول من المطالبة بإصلاحات إلى المطالبة بمحاكمة المجرمين مع القسم الغليظ ألا يذهب دم الشهداء هدرا..وكلما سقط ضحايا إلا وزادت حدة التوتر وقوية شوكة الغضب واتسعت رقعة النيران حتى تأتي على الأخضر واليابس من كل البلاد.
.فكثير من الأنظمة، بمجرد أن سمع العالم بأنها سفكت دماء وأسقطت عددا من الضحايا والشهداء حكم فورا بأن عاقبة هذه الأنظمة ليست بخير وأنها بدأت تحفر قبرها بيديها.
إن الأنظمة الذكية هي تلك الأنظمة التي تعرف كيف تسير السنن في المجتمعات والكون، وتعرف كيف يتم التحول السريع في المواقف والأحداث، وبالتالي تتعامل بحذر شديد وحكمة زائدة حتى لا تنجر لسقوط ضحايا أو اللجوء إلى العنف الزائد الذي لن يجدي نفعا أكثر من أن يزيد الطين بلة ويزيد من تعقيد الأمور..فكثير من الأنظمة، بمجرد أن سمع العالم بأنها سفكت دماء وأسقطت عددا من الضحايا والشهداء حكم فورا بأن عاقبة هذه الأنظمة ليست بخير وأنها بدأت تحفر قبرها بيديها.
إن للشهداء أقارب وأصدقاء وعلاقات وكانوا ضمن عمل جماعي منظم كمنظمة أو حزب أو جمعية وهم أبناء أعزاء لكل أبناء الوطن وبالتالي ومن الطبيعي أن يشعر كل هؤلاء بالرغبة العارمة في المضي على ما مات من أجله الشهيد، كأن دماءه تحولت إلى وقود إضافي يمنح الآخرين القوة والعزم على المضي قدما نحو تحقيق ما كانوا يصبون إليه..وسيشعرون بأن التراجع يعتبر خذلانا لدماء الشهداء واسترخاصا لدمائهم الزكية. وأنهم سيجعلون المجرمين يشعرون بالراحة ونشوة الانتصار. إن كل الأنظمة العربية التي سقطت إنما كانت بدايتها من الخطوة الأولى التي بها تعاملت مع الموقف. فلو لم يفرط بن علي في إرهاب المتظاهرين أو لو لم يقمع تلك الجموع من الشباب التي كانت مطالبها مجرد مطالب اجتماعية صرفة، ولو استدرك الموقف ولبى تلك المطالب وحقق تلك الحاجيات لما وقع ما وقع..إن الدرس الذي لا تريد الأنظمة العربية أن تستوعبه هو أن أي مظاهرة، كيفما كانت، وأي حركة احتجاجية، إنما تتغذى بالعنف عندما يمارس عليها، وتقوى بسقوط ضحايا وجرحى، ودماء شبابها هي في الحقيقة وقود يمنح النفس الطويل والاستمرارية دون ملل أو كلل في الاحتجاجات والمظاهرات. وكلما سقط ضحايا أكثر كلما اتسعت رقعة المظاهرات والاحتجاجات حتى تعم كل البلاد، وبعدها ستنطلق في الكثير من الدول سندا من شعوبها وتنديدا بهذا النظام الغاشم الذي يفض المظاهرات بالحديد والنار ولا يرقب في الشباب جوعا ولا ضعفا ولا مواطنة.
لن يكون صادقا من يظن أن الأنظمة لا تملك حلولا لمشاكلها ومشاكل شعوبها، ودليل ذلك أن ملك البحرين بمجرد أن سمع عن سقوط بن علي ومبارك حتى صرف مبلغا يقدر بألف دينار بحريني وهو ما يعادل مليون سنتيم مغربي لكل عائلة. والملك عبد الله السعودي سمعنا لثاني مرة وهو يغذق على شعبه الملايير من الدولارات. والسؤال الذي يجب طرحه هو أين كانت هذه الأموال قبل سقوط بن علي ومبارك؟
لن يكون صادقا من يظن أن الأنظمة لا تملك حلولا لمشاكلها ومشاكل شعوبها، ودليل ذلك أن ملك البحرين بمجرد أن سمع عن سقوط بن علي ومبارك حتى صرف مبلغا يقدر بألف دينار بحريني وهو ما يعادل مليون سنتيم مغربي لكل عائلة. والملك عبد الله السعودي سمعنا لثاني مرة وهو يغذق على شعبه الملايير من الدولارات. والسؤال الذي يجب طرحه هو أين كانت هذه الأموال قبل سقوط بن علي ومبارك؟؟ ولماذا لم تظهر هذه الأموال إلا في بداية سنة 2011؟ ولماذا هي الآن تصرف خوفا من الشعوب من أن تنهض وخوفا على العروش من أن تسقط ؟ ولماذا لم تصرف حبا في الشعوب وكرامة لها؟؟
ونحن في المغرب، لا نفط لدينا ولا غاز، ولكن الغنى الفاحش الذي تملكه النخبة المترفة من سرقتها لأموال الشعوب، آن الأوان لتعيد كل الأموال لأصحابها. ولابد أن تدق ساعة الحساب ولابد من تجنيد القضاة الشرفاء لمحاكمة كل من سرق درهما واحدا من أموال الشعب، أم أين هو هذا القاضي النزيه أصلا؟ أم تراه هو أيضا ما أكثر ما ابتز هذا الشعب المستضعف من أجل قضايا عادلة لا تحتاج سوى لنزاهة وعدل. إن أعظم الانتفاضات التي تنفع البلاد والعباد هي انتفاضة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بإعلان ساعة الحساب فيقوم بمحاسبة كل المفسدين والمرتشين وأصحاب النفوذ الذين يملكون من الأرصدة ما تنوء بحمله الجبال. ومن هذه الأموال يمكن أن نلبي كل المطالب وحينها لن نكون في حاجة لمظاهرات ولا سقوط ضحايا ولا تخريب مباني ولا حرق سيارات.
إن ما وقع في مدينتي الدار البيضاء وخريبكة يمكن اعتباره، تجاوزا، مجرد انفلات لا إرادي، يجب أن نستفيد منه ونضع حدا له، ونرجو ألا يتكرر.
إن ما وقع في مدينتي الدار البيضاء وخريبكة يمكن اعتباره، تجاوزا، مجرد انفلات لا إرادي، يجب أن نستفيد منه ونضع حدا له، ونرجو ألا يتكرر. لأن التدخل العنيف، كما سبق وقلنا، حتما ستكون له نتائج وخيمة، ونحن لا نريد لبلادنا أن تحترق أو يموت شبابها الذين هم دخيرة هذه البلاد وهم أعمدتها الذين يقوم عليهم صرح الوطن. نرجو أن تلتفت الحكومة المغربية لهذا التدخل وتتراجع عنه وتفتح أدرعها للحوار مع الشباب لأن الشباب المغربي مثقف وواعي ويحب وطنه، ويتقن لغة الحوار ويرفض لغة العصى الغليظة والقمع. أما إذا صمت الحكومة المغربية آذانها وأصرت على استعمال لغة الخشب والحديد. فإنه لا خيار أمام الشباب المغربي سوى أن يتشبث بأهداب العرش العلوي المجيد الذي يجسده جلالة الملك أمير المومنين، لأنه وحده من تبقى لهم من أمل، وهو وحده من يلجأ المغاربة إليه بالشكوى عندما يطالهم الإرهاب والقمع والتهميش من طرف ذوي النفوذ والمناصب العليا الذين بسياساتهم القمعية قد يدفعون بالبلاد إلى مصير مجهول.
Aucun commentaire