أما آن الأوان للأنظمة العربية أن تعتذر للحركات الإسلامية؟؟
سواء من تلقاء ذاتها أو من خلال الضغط الخارجي، صنعت الأنظمة العربية من الإسلاميين أعداء لها..والثورات الشعبية المتكررة في الوطن العربي أثبتت أنهم كانوا أعداء وهميين.. إن أكثر التيارات والتمثيليات الشعبية والحركات التي عانت أكثر الويلات من طرف الأنظمة هي الحركات الإسلامية. حيث ظلت تتعرض للمعتقلات والتعذيب في غياهب السجون منذ العشرينيات من القرن الماضي. وما عرفته جماعة الإخوان المسلمين من تنكيل وتفنن في التعذيب بتنسيق بين النظام المصري والأجهزة السرية البوليسية الأمريكية والصهيونية جعل المكتبة العربية تزخر بالكثير من المؤلفات التي أرخت لما سمي بفقه المحنة..وإذا نظرنا لعمليات الاغتيال التي تعرض لها الكثير من الزعماء والمفكرين الذين كانوا يقودون هذه الحركات الإسلامية على رأسهم الشهيد حسن البنا رحمه الله والشهيد سيد قطب وغيرهما كثير..لوجدنا أن كل هذه الاغتيالات إنما تمت لأسباب صارت اليوم لا تستحق لا السجن ولا التعزير..فكتاب » معالم في الطريق » الذي هو من صلب حرية التعبير، فضلا عن أنه كتاب لا يحمل ما يدعو للتصفية والاغتيال.والآن في الساحة العربية توجد كتب ثورية وأدبيات العنف ما يجعل كتاب سيد قطب كتاب رقائق أو كتاب أدب لا غير نظرا للأسلوب الأدبي المتميز الذي كان يمتاز به سيد رحمه الله. وكل الذين تربوا في أحضان الحركات الإسلامية يشهدون على أنفسهم، بأن أكبر هم لهذه الحركات هو أن تسهر على تربية أفرادها تربية عقدية وخلقية حتى يكون الفرد صالحا في نفسه ومصلحا لغيره، أي بعبارة أخرى كانت هذه الحركات عبارة عن مدارس لتخريج الدعاة إلى الله. والجلسات التربوية التي تعتبر محضن الأعضاء وهي عبارة عن مدارسة إيمانية فمكرية تربوية كان الأعضاء يتلقون فيها كيفية الصلاة والعبادة والسيرة النبوية ويعملون على حفظ القرآن الكريم جزءا جزءا حسب البرامج المعتمدة..وما كتاب سيد سابق فقه السنة إلا عبارة عن دروس كانت تلقى في المحاضن التربوية، ولم تكن هذه الجلسات تدعو لإسقاط النظام أو تدعو للتخطيط لعمليات اغتيال أو تفجير. لأنها كحركات رأت أن سبب وجودها هو إرشاد الناس إلى الخير وربط العباد بخالق العباد..وهي تعتمد في هذا على مقولة ربعي بن عامر رضي الله عنه عندما قال: إنما ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد..ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة..والأنظمة الذكية كان عليها أن تضع يديها في أيدي من هذه هي مبادئه ولا يريد إلا الخير للبلاد والعباد يريد عزتها وكرامتها ويرد لها أن تكون سيدة على نفسها لا تابعا للشرق أو الغرب….وهو دائما على استعداد للدفاع عن بلاده ضد أي غزو خارجي على اعتبار أن من مبادئه التي يؤمن بها أن حب الوطن من الإيمان. ولكن هذه الأنظمة الدكتاتورية تعلم أنها تحمل في ذاتها كل عوامل الانهيار وليست في حاجة لعدو يتربص بها..لأنها هي عدو ذاتها لأنها طغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد..وسعت جاهدة لتخزين الأموال ونهبها وإيداعها في صناديق غربية متواطئة..وعملت على تفقير شعوبها وعملت على تدجينها وقتلت كل كرامة وعزة كان يشعر بها..حتى يخلو لها الجو وتفعل في العباد والبلاد ما تشاء.
ومن تحايل ليحكم حتما سيتحايل عليه ليغادر..لقد حكمت بعض الدكتاتوريات العربية أكثر من 20 سنة وبعضها حكم أكثر من 40 سنة..وكان لابد أن يكون لكل طاغية يوم.
وها هي ذي قد جنت على نفسها براقش ولم يجني عليها أحد..وما الحركات الإسلامية إلا ذريعة خبيثة من أجل اصطناع عدو يبرر لها إنفاق الأموال الطائلة تحت مبرر محاربة الإرهاب ولا وجود لإرهاب إلا إرهابها للمخلصين لبلدهم والمتفانين في خدمة وطنهم. لقد قامت بنفي كل ذي صوت حر أبي رفض ظلمها وبغيها وناضل من أجل كرامة هذه الشعوب..وكأن هذه الأنظمة تعامت ولم تعلم بأن الأيام دول وأن التاريخ يعيد نفسه ومن جاء بانقلاب حتما سيغادر بانقلاب..ومن تحايل ليحكم حتما سيتحايل عليه ليغادر..لقد حكمت بعض الدكتاتوريات العربية أكثر من 20 سنة وبعضها حكم أكثر من 40 سنة..وكان لابد أن يكون لكل طاغية يوم..لقد غادر الدكتاتور بن علي وغادر الدكتاتور مبارك وها هو الدكتاتور الثالث الأحمق سيغادر عما قريب إن لم يقتل ويسفك دمه تماما كما سفك دماء شعبه الأعزل.
إن الأموال الطائلة التي تقدر بملايير الدولارات والتي كانت تخفي وراءها أغنى رجال العالم الحقيقيين، غنى وثراء فاحش لهم ولأبنائهم وأطنان من الذهب لنسائهم، لهو أمر يستدعي من هذه الأنظمة الخائنة أن تقدم اعتذارها لكل الحركات الإسلامية التي جعلت منها كبش فداء طيلة عقود من الزمن، وظلت تشوه صورتها وتفتعل الحرب معها لكي تحدث ضجة كبرى تلهي الجميع..وفي الخفاء تجمع الذهب والفضة وتملأ بنوك أسيادها بأموال الشعب وخيرات البلاد من نفط وغاز وآبار معدنية نفيسة حبا الله بها هذه الأمة لتبقى عزيزة لا مذلولة تتسول القمح من أمريكا وإسرائيل.
ها هو الشيخ راشد الغنوشي يصرح بملء فيه أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، بل وسوف يغادر رئاسة الحركة ويسلم زمام أمورها لشباب صاعدين كي يسهموا بدورهم في بناء الوطن ويسعون لرقيه وازدهاره. وقد تفاجأ كل العالم بالموقف المشرف الذي صدر عن حركة الإخوان المسلمين الذين لم يدعوا بأنهم كانوا من وراء الثورة وإن كان شبابهم يمثل طليعة من طلائعها
إن سقوط هذه الأنظمة الدكتاتورية من المفروض أن يجعل الحركات الإسلامية تطمع في الانقضاض على الحكم وتسيير البلاد والعباد، إذا كانت بالشكل الذي كانت يعتبرها عليه هذه الأنظمة. ولكن ها هو الشيخ راشد الغنوشي يصرح بملء فيه أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، بل وسوف يغادر رئاسة الحركة ويسلم زمام أمورها لشباب صاعدين كي يسهموا بدورهم في بناء الوطن ويسعون لرقيه وازدهاره. وقد تفاجأ كل العالم بالموقف المشرف الذي صدر عن حركة الإخوان المسلمين الذين لم يدعوا بأنهم كانوا من وراء الثورة وإن كان شبابهم يمثل طليعة من طلائعها، وقد تبين بعدما فات الأوان أن رجل المخابرات كان يعمل على إعطاء صورة منفرة ووحشية عن الإخوان المسلمين لأمريكا..وإذا به يدعوهم للحوار عندما تبين الرشد من الغي فكيف لعمر سليمان يقبل بأن يجلس مع الإخوان المسلمين لو كانوا فعلا حركة إرهابية تريد إغراق مصر في نهر النيل…وإذا بالإخوان، على غرار موقف الحركة الإسلامية التونسية، يعلنون بوضوح أنهم لن يترشحوا للانتخابات الرئاسية. وهذه الرسائل واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار من أن الحركة الإسلامية لم تكن في يوم من الأيام تريد لنفسها حكما أو سلطانا أو كرسيا..وما مشاركاتها في الكثير من الانتخابات دون الرئاسية إلا دليل على أنها تعتبر نفسها كسائر الأحزاب التي تسهم في تقدم البلاد ورقيها من موقع الحب لهذا الوطن والإخلاص لشعبه الأبي الذي يستحق كل خير وكل ازدهار.
وهو نفس الشأن بالنسبة للحركة الإسلامية في المغرب إذ تعتبر نفسها مجرد فعال كسائر الفعاليات التي لا تريد سوى أن تنال حقها في الإسهام بأفكارها ورؤاها ومقترحاتها مع سائر الفرقاء مما يعود بالخير العميم على العباد والبلاد لا غير.
Aucun commentaire