Home»Régional»عرفنا صورة الإسلام عند الأمركان فماذا عن صورة أمريكا عند المسلمين؟؟

عرفنا صورة الإسلام عند الأمركان فماذا عن صورة أمريكا عند المسلمين؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تتناقل وسائل الإعلام خصوصا العربية بين الحين والآخر موضوع نتائج استطلاعات الرأي الأمريكية التي تجريها مراكز البحث المتخصصة لمعرفة صورة الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وقد نقلت هذه الوسائل أحدث نتيجة استطلاع بمناسبة الذكرى الخامسة لأحداث الحادي عشر من أيلول ؛ وتنفس المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية الصعداء لنتيجة ما فوق الخمسين في المائة من الأصوات التي تعبر عن ايجابية النظرة الأمريكية لهم ولدينهم. وكانت النسبة متدنية خلال السنوات الماضية مما كان يثير قلق الجاليات الإسلامية هناك والتي تعرضت للمضايقات والإهانات في أكثر من ولاية أمريكية بلغت حد إهانة القرآن الكريم ؛ وتدنيسه ؛ وتدنيس المساجد فضلا عن مئات المواقع الالكترونية المحسوبة على اليمين المتطرف الحاقد ؛ إلى جانب محطة تلفزية فضائية لاشغل لها سوى الطعن في الإسلام وأهله.
ومقابل هذه السلوكات الشاذة ظلت الجاليات الإسلامية محافظة على برودة دمها إكراها نظرا لسيادة قانون الإرهاب الذي يتربص بها الدوائر؛ كما عملت على ما يسمي بتلميع صورة الإسلام في الولايات المتحدة بعد تشويه هذه الصورة من طرف اللوبي اليهودي المعتمد على اليمين المسيحي المتطرف. وشمل التلميع معارض ومحاضرات وزيارات ميدانية وأنشطة مختلفة كانت تقدم الإسلام بشكل يحظى برضا الإنسان الأمريكي الساخط حتى أن المسلمين في باقي دول العالم الإسلامي انتقدوا فكرة التلميع واعتبروها نوعا من الانتهازية عند الجالية الإسلامية هناك على حساب العقيدة التي لا ترضى الهوان ؛ ولا تداري بالطريقة التي تعتمدها الجاليات التي قد تكون معذورة نظرا لتنامي موجة العداء لها في حضور قانون الإرهاب الجائر وغياب غيره مما كانت الجاليات تتغنى به فيما يسمى بالعالم الحر.
وأمام انشغال وسائل الإعلام عندنا بصورة الإسلام في الولايات المتحدة نلاحظ غياب فكرة معرفة صورة أمريكا عندنا ؛ فهل النتيجة معروفة ومحسومة لا تستدعي استطلاعات الرأي ؟ أم أن الشعوب الإسلامية لا أهمية لرأيها ؟ أكيد أن أجهزة المخابرات الأمريكية تعرف صورة بلادها في العالم الإسلامي بدقة تفوق دقة نتائج مراكز البحث لو قدر لها إجراء هذا الاستطلاع .فيكفي أن تنقل صور المظاهرات في شتى العواصم الإسلامية والعربية مع إحراق العلم الأمريكي لمعرفة صورة أمريكا عندنا ؛ دون الإشارة إلى سلوكات أخرى في دور العبادة مثلا ووسائل الأعلام . والمميز لسوء صورة أمريكا عندنا أنها تنم عن وعي لا وجود له في العالم المتقدم عندما تسوء صورة الإسلام عنده ؛ فالمسلمون يحددون مسئولية السوء في البيت الأبيض دون المساس بالعقيدة المسيحية التي تحظى باحترام يفرضه الإسلام على أتباعه ودون المساس بالشعب الأمريكي الذي نرثي لحاله لأنه يعيش تحت تخدير وسائل إعلامه العملاقة في غياب وسائل إعلام إسلامية تبث بلغته وتقدم له البديل المفقود في وسائل إعلامه و التي تقدم له الحقائق من خلال ثقب إبرة البيت الأبيض ؛ في حين يسيء ضحايا إعلام اليمين المتطرف للإسلام كدين ؛ وللمسلمين كأفراد وشعوب بسبب ما يعتبرونه عدوانا عليهم لا يتحمل الإسلام والمسلمين مسئوليته . لقد عوقب القرآن بالإهانة والتمزيق والتدنيس وليس فيه ما يدعو لمهاجمة برج التجارة العالمية مما يوحي بحقد صليبي دفين تحتضنه دولة القانون والحريات والديمقراطية التي تقدم نفسها بديلا عن كل أنظمة العالم خصوصا في بلاد الإسلام.فإذا كانت عقيدتنا هي : ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) فعقيدتهم هي ( من ليس معنا فهو ضدنا) وشتان بين عقيدة العدل والتسامح وعقيدة الظلم والحقد !!!
والغريب أن يعتقد الحاقدون على الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة بأنهم قد ظلموا ؛ وأنهم لا يفكرون لحظة واحدة في ظلم ساستهم الذين ركبوا البحار والأجواء لاحتلال بلدان لا ناقة ولا جمل لها في ما حدث في مركز التجارة العالمية ؛ وعذرهم هو غياب الإعلام النزيه ؛ ذلك أن إعلامهم فاسق بامتياز لا يأتيهم إلا بأنباء السوء عنا لهذا تقع الإساءة منهم عن جهالة مستحكمة لا تزول إلا بعد مرور وقت طويل حيث لا يجدي معها ندم .
وأخيرا نقول لمن زف لنا خبر تحسن صورة الإسلام في أمريكا بعد مرور خمس سنوات على أحداث أيلول هل فكرتم في زف خبر سوء صورة أمريكا في بلاد الإسلام آلاف المرات بعد فظائع ساستها وجيشها في بلادنا ؟ لعله لم يعد يهمنا كيف ينظرون إلينا بل كيف يفعلون بنا ؛ وهو أمر لم يكن يصدق حتى جاءنا الخبر اليقين ؛ وأعتقد أن صورة أمريكا لن تتحسن عندنا أبد الآبدين إلا أن يحاكم الشعب الأمريكي ساسة البيت الأبيض وينزل بهم أشد العقاب ليكونوا عبرة لمن يعتبر ؛ فحينذاك قد يفكر المسلمون في نسيان كابوس ما بعد الحادي عشر من أيلول الذي مرغ كرامتهم في الوحل وأذلهم كأبشع ما يكون الإذلال وأمريكا عالة عليهم لا وجود لها بدون ثرواتهم وما أصدق المثل العربي عليها ( اقضي حاجتك والعن جارتك ).

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *