إسرائيل تعطي لنفسها حق التحدث باسم مجمع دولي تتوهمه وحدها
لقد بلغ العبث حدا غير مسبوق في التاريخ من خلال تصريحات وزيرة خارجية العدو الصهيوني التي تحدثت حديث الواثقة من نفسها ووصفت ما يقع في غزة بأنه حرب على الإرهاب، وكررت مقولة بوش حين صرحت قائلة : من ليس مع إسرائيل فهو مع الإرهاب. وزعمت أن حماس تتحدى المجتمع الدولي، وبهذا تدعي الوزيرة الصهيونية أن إسرائيل وصية على العالم، وأنها لها حق تحديد مفهوم المجتمع الدولي، وهو ذلك المجتمع الذي سهل لها ارتكاب أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية. فالجموع البشرية الهائلة التي تغلي في كل عواصم العالم من خلال مظاهرات ومسيرات يومية منددة بالعدوان الإسرائيلي ليست مجتمعا دوليا في نظر الوزيرة الصهيونية ، وإنما المجتمع الدولي هو الحكومات الغربية وعلى رأسها حكومة بوش والحكومات الأوربية التي قضت بأن العدوان على غزة هو عملية دفاع إسرائيل عن النفس. وقد أصبحنا اليوم أمام مفهومين للمجتمع الدولي مفهوم إسرائيلي يحصر المجتمع الدولي في الحكومات الغربية التي تمد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ، وتساندها بالفيتو في أروقة مجلس الأمن ، وتتلكأ في إيقاف عدوانها على شعب أعزل محاصر لسنوات ، ومفهوم غالبية شعوب العالم الغاضبة من جراء العدوان الصهيوني و التي تكون بالفعل المجتمع الدولي.
لقد كانت الوزيرة الصهيونية وقحة وقاحة غير مسبوقة ومستخفة بالمجتمع الدولي الحقيقي من خلال تجاهل ملايين المحتجين على عدوانية إسرائيل وعنصريتها وخطورتها على السلم والأمن العالميين.
لقد ارتكب الغرب جناية تاريخية لا تغتفر عندما وفر للعصابات الصهيونية قبل خمسين عاما الظروف لإنشاء كيان عنصري يعميه التعصب ، ويستخف بكل شعوب العالم ، ويتصرف دون ضوابط . ويرتكب الغرب اليوم أكبر ظلم في التاريخ البشري عندما يقلب المفاهيم فيجعل المغتصب الدخيل صاحب حق بموجب تراخي الزمن الذي لم يتجاوز نصف قرن ، ويجعل الجلاد ضحية بموجب قانون الدفاع عن النفس مع التنكر لاغتصاب الأرض العربية الفلسطينية.
ومن السخرية أن يتحرك الأوربيون لتلبية رغبات إسرائيل المدللة فيصلون إلى تل أبيب لتقبيل الوزيرة الصهيونية العنصرية تقبيل تهنئة على ما ارتكبته إسرائيل من جرائم وحشية غير مسبوقة ، ومطالبة الضحايا بعدم الدفاع عن النفس ، لأن مفهوم الدفاع عن النفس تحدده إسرائيل وحدها لهذا العالم.
إن العالم بسكوته عن كيان إسرائيلي مختلق يجمع بين التعصب الديني والانحراف العقدي و العنصرية والحقد الأسود والاستخفاف بشعوب العالم ومشاعرها ، والتعالي على القوانين الدولية يخلق وضعا غير سليم فوق سطح هذا الكوكب ، ويعرض أمن العالم وسلامته للخطر لأن ردود الأفعال على جرائم إسرائيل ستكون من نفس جنسها حيث لن يجد الصهاينة في هذا العالم من يطيق النظر إليهم وسيجنون ثمار حقدهم الأسود وقد تأكدت شعوب العالم من خطورة هذا الجنس العدواني من البشر الذي لا بد أن يستأصل استئصال الورم الخبيث من هذا العالم قبل أن يسود الحقد كل أقطار الدنيا وتندلع الصراعات الدامية التي لا قبل للعالم بها. إن الاستخفاف بصيحات شعوب العالم من طرف إسرائيل ومن طرف الغرب الذي يجاري إسرائيل في دلالها وعدوانيتها مغامرة خطيرة لأن هذه الصيحات أخطر من أسلحة نووية عندما يبلغ السيل الزبى. لقد صار الصهاينة جنسا بشريا لا حق له في الحياة لأنه يشكل أكبر خطر على الحياة.
وسيندم الذين دللوا إسرائيل وشجعوها بتأييدهم على التمادي في العدوان عندما يتفاعل غضب المجتمع الدولي بالمفهوم الجماهيري وليس بالمفهوم الصهيوني.
إن ما تسميه إسرائيل ومن يقف وراءها إرهابا هو الوضع الطبيعي والصحي لوقاية عالم أصابه التسيب بسبب وصول المتهورين من القادة العنصريين لمصادر القرار والذين هم على شاكلة بوش وليفني وباراك وأولمرت …من المرضى النفسانيين الذين يعانون من السادية المستفحلة التي لا علاج لها إلا الاستئصال ومزابل التاريخ . فمتى سيرد المجتمع الدولي على الوزيرة الصهيونية التي لا تختلف شكلا ومضمونا عن أنثى حيوان مفترس مصاب بالكلب ؟. ومتى سيخجل القادة الغربيون من مواقفهم العنصرية السادية تجاه الأمة العربية التي يمتصون خيراتها ويرمونها بأقذر القاذورات من خلال مواقفهم المخزية ؟
Aucun commentaire