مهلا سيدتي…استمعوا للآباء قبل الإنصات لأبنائهم
علمت من خلال جريدة وجدة سيتي بتنظيم لقاء بمدرسة المعلمين يوم الخميس 18دجنبر 2008 مع مديري المؤسسات التعليمية الابتدائية حول موضوع الشبكة الإقليمية للاستماع والدعم النفسي والتربوي ، ترأسه اللقاء السيد شكري الناجي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بنيابة وجدة أنكاد ، والأستاذة سعيدة اسلايلي المشرفة على هذه الشبكة، وفي زمن مجانية المعرفة وحرية نشرها ، وفي ظل غياب الإعلام القبلي ، نشكر الأخ العزيز قدوري على إتاحته لنا هذه الفرصة للاستماع للمداخلات ،رغم عدم حضورنا، كما شاهدت التدخلات يوم الاثنين 22/12/2008 من خلال القناة الثانية خلال نشرة الزوال بالعربية والأمازيغية، ونظرا لأنني أعرف مدى جدية الأستاذة سعيدة وحبها وتقديرها لعملها، وللسمعة الطيبة التي تتمتع بها وسط » النشامى » في مصلحة التوجيه والإعلام المدرسي، ومن خلال اشتغالي معها خلال الإحصاء العام للسكن والسكنى ، لمست فيها تلك الحرقة وتلك الحسرة التي نشعر بها ونحن نرى أبناءنا وبناتنا في دوامة اليأس والإحباط، ووجدت لزاما علي المساهمة في إثراء الموضوع وتحذير الأخت والزميلة الفاضلة من المحاذير و المطبات التي يمكن أن تسقط فيها المشروع وما أكثرها، تجدر الإشارة إلى أن ما يسمى بمراكز الاستماع، هي فكرة كندية الأصل، وهي عبارة عن مؤسسة مجتمعية مستقلة، ظهرت بجامعة كيبيك بمونتريال، سنة 1987 على يد السيدة فيولين كانيو ،وهي ناتجة عن رغبة وحاجة مجموعة من الطلبة القادمين من خارج مونتريال، الذين وجدوا صعوبة في التأقلم والاندماج، في محيطهم الجديد، في مجتمع انعدمت فيها العلاقات الإنسانية ، وقل الدفيء الأسري والعاطفي، وكان الهدف إيجاد مكان يلتقي فيه هؤلاء الطلبة من أجل الحديث عن مشاكلهم الشخصية، ومحاولة إيجاد الحلول لها ، وتم عرض المشروع على الجامعة التي تبنته وخصصت مكان لهذا الغرض، وخرج المشروع إلى حيز الوجود بفضل دعم مديرية الطب العائلي والاستعجالي التابعة لجامعة الطب بمدينة « فوبورغ » نظرا لتقاطع الأهداف والمصالح. تم توسيع نشاطها ليشمل الطلبة الأجانب بغض النظر عن منطلقاتهم الاجتماعية والدينية واللغوية.دخلت الفكرة إلى المغرب مع عودة البعثات الطلابية المغربية التي كان تدرس في كندا والتي كانت من رواد هذه المراكز ،التي لعبت دورا محوريا في مساعدة هؤلاء على التأقلم مع محيطهم الجديد محيط يتناقض جذريا مع الواقع المغربي، لم تنل الفكرة إقبالا في البداية نظرا لانشغال الحقل التربوي آنذاك ببيداغوجية الأهداف أو التدريس بواسطة الأهداف المستوردة ،والتي تم تمريرها ، رغم كل أشكال النقد الذي تعرضت له نظرا لعدم وجود علاقة بين المعرفة والسلوك النهائي للمتعلم ، وتركيزها على استخدام الأفعال السلوكية التي يمكن قياسها وملاحظتها ، وإهمالها الأفعال الأخرى ، وعدم مراعاتها الفروق الفردية،ذلك أن الفرد، ربما يفكر أو يحس بأمر ما، ولكنه لا يعبر عنه سلوكيا بفعل مرئي…وصك المسؤولين في وزارة التربية الوطنية آذانهم، ومرروا البيداغوجيا المستورة بالقوة ،في وقت كانت المدرسة العمومية تحتضر في ظل غياب إستراتيجية وطنية واضحة للمدرسة الوطنية واكتفاء المسؤولين « بالمقاربات الاستعجالية » قصير الأمد، التي لا تسعى لإيجاد الحلول الدائمة، وإنما الاكتفاء بالحلول الترقيعية . انتقل الحديث في السنوات الأخيرة عن هذه المجالس من الصالونات إلى تجارب محتشمة هنا وهناك، بعدما أن تمت مغربتها وتسميتها مراكز الاستماع و الوساطة التربوية،( والأخت سعيدة كانت ذكية وفضلت استعمال كلمة » الإنصات » بدل كلمة » الاستماع » ذات الطابع البوليسي المساوي للاستنطاق )، ونتحدى من يدعى أنه حل مشكلا أو أجاب على إشكالية معنية ،وكل ما يقال ويشاع هو للاستهلاك الإعلامي ، وتم إعطاء الضوء الأخضر لتفريخ هذه المجالس، لإيهام الرأي العام بأن هذه المجالس، التي تفتقر لكل شيء ، سوف تحل أو تساهم في حل مشكل الغياب المبكر، الهذر المدرسي، الفشل الدراسي ،العنف، الانحراف والإدمان… إنهم يحملون هذه المجالس أكثر من طاقتها ، إنهم يريدون علاج الجدري « بالجاوي والفاسوخ ».إن مجتمعنا كباقي المجتمعات التي عرقل الاستعمار نموها الحضاري الطبيعي، ودمر موروثها الحضاري، ومسخ قيمها وعاداتها وتقاليدها،وفرض عليها ازدواجية ثقافية متخلفة، وفي ظل عولمة ثقافية متوحشة أتت على الأخضر واليابس …
الهدف من هذه المراكز، حسب مؤسسيها الأجانب، هو الإنصات فقط ،وترك التلاميذ يجدون الحلول لمشاكلهم بأنفسهم ،وليس إعطاءهم وصفات علاجية، وإلا سوف نتحول إلى أطباء نفسانيين وخبراء في ميادين أبعد عن اختصاصاتنا ،في ظل تعقد الحياة العصرية، وتعقد النفس البشرية، لكن هذا لا ينطبق إلا على التلاميذ الذين تتعدى أعمارهم 18 سنة، البالغين والقادرين على التمييز وتحمل المسؤولية، أما تلامذة التعليم الإعدادي والابتدائي، فأنتم بحاجة إلى ترخيص الآباء والأولياء،وهؤلاء وإن وجدوا فهم بحاجة إلى مختصين وأطباء نفس، وليس إلى هواة « يتعلمون لحسانة في رؤوس اليتامى » ،ونتمنى أن لا يغامر البعض بإظهار » حنة أيديه في أولاد عباد الله »، فأبناءنا ليسوا فئران تجارب، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها وتوفير المساعدين النفسانيين والاجتماعيين، وخلق الطب العائلي والاستعجالي ، وإعادة النظر في ما يسمى بالصحة المدرسية.إن أقصى ما يمكن أن تقدمه هذه المراكز هو القيام بحملات وأسابيع تحسيسية حول مواضيع معينة فقط، والتي يطالب بها الطلبة البالغين كظاهرة الانتحار،( التي تكلمت عليه الأستاذة وهي استثناء، والشاذ لا يقاس عليه) القلق، الاندماج، تعاطي المخدرات، الصحة النفسية… إنني لا زلت أنظر إلى الصحة النفسية والعافية النفسية الاجتماعية على أنّهما من مسؤولية الأطباء النفسانيين وأخصائيي علم النفس دون غيرهم، أما إذا أدخلنا أطراف أخرى، فنكون قد قطعنا خطوة نحو الشعوذة.
اعلمي سيدتي الفاضلة حفظك الله ، أن أبناءنا وبناتنا بخير، وبصحة نفسية جيدة »بوم »، ولا داعي للقلق، ولا يحتاجون إلى مراكز الإنصات أو الجلسات النفسية، بقدر ما هم في حاجة إلى اللقمة الجيدة والمتوازنة، واللبس الملائم الذي يتماشى مع عصرهم، والسكن اللائق الذي لا ينهار مع أول قطرة مطر، ومصروف الجيب الذي يساير التهاب الأسعار،والمزيد من الكرامة والاحترام والمساواة والحرية، إن أبناءنا وبناتنا يشعرون بالحڴرة والغبن، وهم يرون أبناء الذوات ينقلون إلى المدرسة في سيارات الدفع الرباعي، أو في سيارات الدولة التي يدفع آباءهم ثمنها، وثمن بنزينها، وأجرة سائقها، بينما هم « يتشبطون » في حافلات النقل العمومي … أبناءنا يريدون التمتع بخيرات وثروات بلادهم…أبناءنا يطالبون بتكافؤ الفرص والعدالة الاقتصادية والاجتماعية…أبناءنا يشعرون بالحزن والأسى، وهم يرون مختلف مظاهر البذخ والتبذير للمال العام، أبناءنا يقرؤون ،ويسمعون عن التنمية الاقتصادية ولا يرون ثمارها، أبناءنا يرفضون مدرسة متعددة السرعات، أبناءنا يعانون من الساعات الخصوصية وتداعياتها، ومن المحاباة والبيع والشراء في نقط المراقبة المستمرة، والأقسام الملكية… أبناءنا يطرحون الملايين من الأسئلة، ولا يحصلون على أجوبة شافية، فهل مراكزكم المستقبلية قادرة على الإجابة عليها؟ وهل تملكين سيدتي الإمكانيات المالية والمادية؟ أو سوف تقنعينهم ب » القناعة كنز لا يفنى »؟ و »الصبر مفتاح الفرج » ،وترويج الأمل ، والتفاؤل في انتظار العثور على مصباح علاء الدين…كنت أود أساعدتك، إكراما لطيبوبتك، وتواضعك، وإخلاصك وتفانيك في عملك، لكن الله غالب،وفي الأخير، لا أملك لك، يا سيدتي، إلا الدعاء بالنجاح والتوفيق..إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا. صدق الله العظيم.
7 Comments
صدقت والله ، فأبناؤنا إن كانوا مرضى بمرض نفسي فذلك نتيجة فشل التعليم الذي جعلهم يحملون على ظهورهم محفظة ثقيلة بالكتب المدرسية ، وثقيلة على نفقة الآباء ، ولكنها خفيفة من ناحية المضمون والجودة ، كثرة المواد مصحوبة بقلة الاستيعاب ، فمن أتيح له أن يدرس في مؤسسات خاصة قد يصل والذي لا يستطيع الولوج إليها بقي بين الغياب والعجز على المتابعة ومسايرة كل المواد التعليمية ، فإلى متى العبث بنا وبفلذات أكبادنا؟؟؟
أش خاصك ألعريان :خا صني لخواتم أ مولاي!!! التعليم رحمة الله عليه ، واش أبنائنا قْرَاوْ بعد مَا بْقَا لْهُمْ غير يَدَّاوَاوْ نفسيا !!! إتقوا الله في فلدات أكبادنا ..!!
لقد تأكد وطنيا ودوليا فشل المنظومة التربوية المغربية في أداء واجبها، وذلك من خلال الرتبة 126 المحصل عليها في مؤشر التنمية البشرية بسبب الاستهلاك الأعمى للنظريات الغربية ، فكفانا استيرادا للنظريات الجاهزة والفاشلة، فنحن نطالبكم فقط بتدريس أبناءنا، وتعليمهم ومحو أميتهم أم التكلف بأوضاعهم الصحية فنحن قاديرين على علاجها، وإذا كانت الوزارة تريد الإنصات ، فالأجدر أن تنصت لرجال التعليم ونساءه الذين يضربون كل يوم، ويعتصمون أمام باب الوزارة، التي تحاورهم وتنصت وتستمع إليهم عبر هروات البوليس والقوات المساعدة، وتريدوننا أن نقتنع بأن الوزارة ومؤسساتها جادة في الاستماع إلى أبناءنا، لم نعد أغباء إلى هذا الحد، حنى نصدق هذا الخطاب…تحية طانجوية للأستاذ حمين الذي لازال على الخط مند مدرسة المعلمين بالرباط
شكرا للاخ حومين لهذا الموضوع واتمنى اعتماده وثيقة ضافية للوقوف على مكامن الضعف في تعليمنا.
فعلا أخي.ملاحظاتك أثارت إعجابي.شكرا جزيلا لك لتنوير عموم الناس.بصفتي رجل تعليم،أرى أنه من التجريح إقامة هاته المراكز.فتصوروا معي أن تلميذا قصد هذا المركز،و رآه زملاؤه المراهقين،أكيد سيصفونه بالمعقد أو المريض نفسيا أو حتى الأحمق…أرى أن الأستاذ أقرب إلى تلاميذته.و هو الأهل للقيام بهاته المهمة في كامل السرية.و دون إتارة اهتمام الجميع،بدل فضحه أمام الجميع
المرشد التربوي له دور حيوي في توجيه الطلبة ، فكل دول الشرق الأوسط والخليج في جل مدارسها يتواجد المرشد التربوي بها مهمته توجيه الطلبة الذين يستمع إلى همومهم و مشاكلهم ، هو ذلك الشخص الذي يحقق ذلك التوازن خاصة مع تنامي ظاهرة التحرش بالطالبات والطلبة من قبل المدرسين. يحضرهم لامتحانات اللغات والإلتحاق بالشعب، حيث يتابع ملف الطالب بدقة منذ بداية السنة ويرصد نقاط الضعف والقوة لدى الطالب فيجتمع مع ولي الأمر لوضع خطة من شأنها الإرتقاء بمستوى تعليمه وتسمى بالخطة الفردية التربوية. ثبت أن الأستاذ ليس بمقدرته التواصل وتتبع كل الحالات بعناية. أعرف أن الأمر مربك في البداية لأننا لم نتعود على هذا النمط بل على هذا المسمى الجديد. تجدر الإشارة أن التعليم في المغرب ليس بالسوداوية التي التي يرسمها الناس وحتى التي تروج لها المراصد الدولية والدليل على ذلك نحن نعما مع العديد من الذين حصلوا على رتب في المقدمة إلا أنهم لا يقدرون مواكبة المغربي ابن المدرسة المغربية الذي يدرس في فصل فيه ثلاثون أو أربعون تلميذا ولا يتسع المجال لذكر كل المفارقات هنا.
التحصيل الأكاديمي، المشاكل الإجتماعية والنفسية تجعل من مهمة المرشد النفسي الوسيط بين هيئة التدريس وولي الأمر والتلميذ والإدارة، فلما لايتم اسغلال هذا الظرف من أجل مطالبة حاملي هذا الإقتراح أن يكون هذا المرشد النفسي والتربوي ملما كل الإلمام بالقرآن والسنة ويجعل من العلاج الديني والقيم الإسلامية منطلقا لهذا المشروع. آسف لوقلت أن الإنصات إلى الأباء ليس وحده القادر على حل المشاكل. يجب تواجد آلية منظمة لتحديد مهمة المرشد. كم من طلبة لم يفلحوا في دراساتهم بل نادمين على اختيارتهم لشعب لم يتفوقوا فيها لأنه لم يكن هناك من يوجه التوجيه العلمي الأكاديمي الصحيح. حينما يريد الأب الإستفسار عن ابنه فسوف لن يجد جوابا مثل « أه، أبنك تلميذ بارع » أو » ابنك يحتاج إلى دعم في البيت » هذه ارتجالية وحتى إن كان فيها عطف أوحنان- بل سوف يجد الأب ملفا مدققا يحاكي واقع التلميذ ورسما بيانيا للنتائج المحصل عليها،راصدا نقط القوة وكيفية استغلالها لسد ثغرات الضعف لدى الإبن. فتح حوار مع الجهات المسؤولة وطرح المقترحات بعيدا عن التوظيفات الضيقة والنقد من أجل النقد ومقاومة التغيير. بطبيعة الحال جعل المعطى والأرضية الإسلامية منطلقا لكل مشروع. جزاكم الله خيرا
desolé madame,allez entendre,aux profs avant d’aller au commissariat,avec un certificat ,de 20jrs,et fabriquer un dossier bidon contre un pauvre enseignant,qui enseigne,votre enfant…c’est ca ,comment on rend homage à nos profs..on se présente aux audiences tribunales, seulement pr dire à un éléve ,ou est ton manuel de français?…alors qui protège ,ce pauvre enseignant?..le statut de la fonction publique?..parti politique?..syndicat?..la société civile en général?…on ne sait rien..c’est l’absurde !!!