« أتاي الدَّحْميس » ينتهك سيادة الجزائر
نورالدين زاوش
من كان لِيُصَدق بأن أكبر نعمة أنعم بها الله تعالى على دولة « طبورستان » العظمى هي نعمة الغباء المطلق الذي لا يوجد له في العالم مثيل؛ فلولاه لعرف الجزائريون حجم الجحيم الذي يعيشون في كنفه بالليل والنهار، ولولاه لفرَّ الناس من جلودهم قبل أن يفروا من الطغمة الفاسدة التي ترعاهم كما ترعى الإبل، ولفرَّ العسكر بدوره من هذا الشعب الذي يُساق إلى المذبحة وهو يتراقص فرحا كما تساق القطيع.
لا نحتاج إلى إقامة دليل، بعد حادثة قميص « الدَّحْميس » التي حيَّرت العالم، بأن « الكراغلة » في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، وبأنهم أحقر شعوب الأرض وأنذلُها وأخبثُها، سواء كانوا حكومة وهمية أو شعبا مُغيبا أو عسكرا مارقا، وأن مجرد مجاورتهم والعيشَ بجانبهم كرْبٌ مُهول وابتلاء عظيم؛ كما لا نحتاج لأن نفضح سرائرهم النتنة ونواياهم المريضة بعدما عرفها الجميع؛ القاصي قبل الداني، والعدو قبل الصديق، ولم يتبقَّ من مسلسلهم الحقير هذا إلا حلقة أو حلقتين ويعافُهم الجميع.
لا حديث في إعلام دولة « كُرْغُلِستان » أو على قنواتها البئيسة أو على صفحات مواقعها سوى عن مصطلح « السيادة » الجزائرية التي انتهكها المغرب حينما رسم خريطة ليست بخريطة الجزائر، على قميص فريقٍ ليس من فُرُق الجزائر؛ والعجيب في الأمر أن لا أحد من « الكراغلة » الحاقدين أخذ على عاتقه عناء تعريف هذا المصطلح، والذي يبدو أن معناه بكل بساطة، عدم سيادة المغرب على كامل ترابه وأراضيه.
جميعُنا يتذكر حينما صرَّح عمي « تبون » وهو بين يدي « بوتين » بأن روسيا من تحمي الجزائر؛ في إشارة واضحة بأن هذه الأخيرة منعدمة السيادة، وأنها تحتاج على الدوام إلى سيد يرعاها ويحميها، مما يفسر استيطان الاستعمار على أراضيها بضعة قرون، وجميعنا يشاهد الطوابير الأسطورية لشعبها الكادح على المواد الاستهلاكية رغم أنها بلد يَرْسُو على بحار من النفط والغاز؛ مما يفيد بأن هذه البلاد لا تملك أدنى مقومات السيادة الاقتصادية؛ كما يخبرنا التاريخ بأن فرنسا استمرت في تجاربها النووية على أرض « الجزائر » إلى حدود أواخر السبعينيات، مما يدل، بما لا يدع مجالا للشك، على أن لا سيادة لها حتى على جغرافيتها؛ بل إن من سابع المستحيلات أن يعتلي رؤساء الجزائر كرسي الرئاسة إلا بعد تزكية فرنسا لهم.
من المؤسف أن نجد بلدا منقوص السيادة في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية وحتى البيئية، وهو يقدم دروسا للإنسانية جمعاء في السيادة والمبادئ والأخلاق؛ كما من المؤسف أن تجد السلطات الجزائرية نفسها وهي عاجزة، تمام العجز، عن هدم مجرد مُجَسَّم خادش للحياء وسط الجزائر العاصمة، بعدما لم تُرَخِّص لها وزارة الداخلية الفرنسية بذلك.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
Aucun commentaire