حول البرامج العتيقة للارتقاء بالوضع الاعتباري للمرأة المغربية
عزيز باكوش
تسعى الحكومات العربية في مخططاتها السنوية وغيرها، إلى سن برامج وخيارات شعبية تهدف من خلالها إلى إدماج المرأة في المجتمع من خلال إحداث مراكز اجتماعية للتأهيل والتكوين وإكساب الخبرة.
ولأن هذه المرأة التي تستهدفها برامج الحكومات ليست المتعلمة التي نالت قسطا من التربية والتعليم ،وإنما تلك التي تشكل اكثر من ثلثي المجتمع أي المرأة غير المتعلمة التي تنخرها الأمية ويطبق الجهل والتخلف فكيه على حياتها بكل مقاساته وأبعاده.
ولأجل لذلك، اقترحت الحكومات إدماجها عبر خيارات بعينها ،من بينها تمكينها من أساليب الطرز التقليدي وتقنيات الخياطة وإنضاج المخللات وتربية الدجاج
ومن شبه المؤكد ان مثل هذه الاقتراحات وغيرها من أساليب الحياة ليست عقيمة بليدة ومضبعة وبالية فحسب، بل شاخت وهرمت وعفا عنها الزمن.
والحقيقة، المرأة العربية التي تريد أنظمة الحكم إدماج نصفها الثاني في النسيج الاقتصادي والاجتماعي كفاعلة ومنتجة، تجاوزت هذا الركب بكثير، بفعل عوامل ومؤثرات ذاتية بالأساس. فعلى الرغم من كونها لم تتلقى تعليما نظاميا، ولم تسمح لها ظروفها الصعبة في الهوامش والأصقاع النائية بالاندماج المثالي كعنصر أساس في النسيج المدني ،ولم يسبق لها أن ولجت مؤسسات تعليمية ولا معاهد تكوين وتأهيل وإكساب الخبرة، إلا انها أصبحت اليوم شيئا آخر مختلفا تماما بفضل سخاء العالم الرقمي وشساعاته.
المرأة اليوم قائدة مجموعات افتراضية، ومدبرة مشاريع ورئيسة أوراش مجتمعية عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. اي نعم ، مديرة تكتلات افتراضية وكتلة نشاط مشعة تصدر يوميا عشرات الخطب والتوجيهات بالأوديو. وتسهر على تنفيذ مشاريع مجتمعية ،تسير دواليب مشاريعها بالهاتف الذكي بالصورة والصوت، دونما الحاجة إلى سياسة الإدماج البليدة التي تنتجها الحكومات الأكثر بلادة، التي ظلت بمنآى عن التطور البشري في التقنيات وأساليب الحياة.
تدخر المرأة القروية اليوم من قوت العيال من أجل تعبئة الرصيد المضاعف للأنترنيت. وأول ما تفكر فيه هو تحميل تطبيق الواتساب. والفايسبوك واليوتوب واستخدام تجليات السوشل ميديا في مناولة المعيش اليومي
1 Comment
شكرا لوحدة سيتي الغراء