الرباط : أحمد الأرقام
رفع مئات الآلاف من المتظاهرين المغاربة أمس شعارات تندد بـ «الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكب في فلسطين والعراق، في ظل صمت دولي مطبق«، وحملوا مسؤولية ذلك للإدارة الأميركية التي قالوا إنها «تساهم في دعم الفكر الإسرائيلي الصهيوني».
وأحرق المتظاهرون العلمين الإسرائيلي والأميركي، في مسيرة التضامن التي دعت إليها مجموعة العمل المغربية لمساندة العراق فلسطين، وحملوا ملصقات وصور الزعماء الفلسطينيين الراحلين أمثال ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومصطفى أبو علي، وكذا مروان البرغوثي، الى جانب لافتات اختلفت كتابتها بين مطالب اليسار الراديكالي الذي حمل صور الثائر تشي غيفارا وعلم الاتحاد السوفياتي البائد، وآيات قرانية تدعو المؤمنين الى الصبر والتوادد لتحقيق النصر، رفعها أنصار جماعة «العدل والإحسان» الأصولية شبه المحظورة، والتي كانت مشاركتها لافتة للنظر جعلت المراقبين يقدرون أن ثلتي المشاركين في المسيرة ينتمون هذه الى الجماعة.

وسجلت مسيرة الرباط التضامنية، التقاء زعماء أحزاب اليسار الراديكالي والحركات الإسلامية، ولوحظ غياب قياديي أحزاب الغالبية الحكومية واليمين الليبرالي المعارض. وعبر زعماء أحزاب «اليسار الاشتراكي الموحد» و«الطليعة الديمقراطي الاشتراكي» و«المؤتمر الوطني الاتحادي» و«النهج الديمقراطي» وقادة الأحزاب الاسلامية «العدالة والتنمية» و«البديل الحضاري» و«الحركة من أجل الأمة»، في تصريحات صحافية، عن إدانتهم للانتهاكات التي تقع في فلسطين والعراق، كما انتقدوا ما سموه بالمخطط الصهيوني الإمبريالي الاستكباري الأميريكي الخاص بـ «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وحذروا من مغبة السقوط في فخ الإدارة الأميركية «التي لا يهمها شيء اسمه الديمقراطية، بل تهمها المواد الخام والعقول العربية لاستغلالها».
وقال خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية الداعية للمسيرة لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرة تؤكد روح التضامن الذي عبر عنه الشعب المغربي مع ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية.
من جهته، طالب محمد العبادي عضو مجلس الإرشاد لجماعة «العدل والإحسان» في كلمة له أمام المنتمين الى الجماعة، بهدم الحواجز بين الدول العربية لنصرة المؤمنين الفلسطينين والعراقيين.