المرأة بين عذاب اللباس الضيق و أضرار الكعب العالي
المرأة بين عذاب اللباس الضيق و أضرار الكعب العالي
أحمد الجبلي
لقد خلق الله الإنسان عاريا من كل شيء من اللباس ومن الفكر، خلقه عاريا من أي لباس يستره، وعاريا من الفكر لأنه لا يعلم شيئا ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)، وهذه الآية تمثل نظرية المعرفة في الإسلام، أي أن الإنسان ولد صفحة بيضاء فيفتح له المجال من خلال تفاعله مع البيئة كي يتعلم، ومن أولى الأمور التي يتعلمها هي الستر لأن ذاك هو أول ما فعلته أمه حتى قبل إطعامه. أي أن الإنسان ولد وهو في حالة من التخلف تماما كالحيوان، لكن الفرق بينهما هو أن الحيوان لا يحتاج إلى تعليم لأنه ينقاد بالغريزة، فالقطة الصغيرة مثلا، لو أخذت مباشرة بعد ولادتها وأبعدت في جزيرة نائية، فحتما ستحفر في الأرض لتستر فضلاتها. ولكن الإنسان لا يساوي شيئا بدون تعلم، ولذلك الله تعالى حمل مسؤولية ذلك للوالدين (فأبواه يهودانه أو ينصراه أو يمجسانه) (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا).
إن الله تعالى لم يترك الإنسان جاهلا ولا متخلفا بل أعطاه جميع الأسباب والظروف التي تجعل منه كائنا متميزا، فعلى مستوى اللباس علم الإنسان أنه ليس حيوانا يكشف عورته، ولذلك سترها والله تعالى أمره كذلك بسترها، فحدد للرجل نسبا معينة من الجسد تسمى عورة، كما حدد للمرأة جغرافية جسدية معينة وسماها عورة، والعلماء عندما اجتهدوا في معايير لباس المرأ ة حددوا منها أن يكون فضفاضا أي واسعا. ويبدو واضحا أبعاد هذا المعيار، منها حتى لا يظر جسد المرأة بينا واضحا في حجمه، مما يثير الفتنة، وحتى ترتاح المرأة في مشيها وغدوها ورواحها، وهو الشيء الذي يؤكده العلم الحديث. حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الثياب الضيقة تعذيب لحرية الجسد، وضرر صحي محض لخلايا الجسم وأجهزته، وخاصة جهاز التناسل والأطراف فقد تبين أن كثيرا من السيدات أدى اللباس الضيق عندهن إلى العقم، أو تشوهات الأجنة، أو الولادة المقعدية مما أدى للولادة بعمليات قيصرية، أو تمزق عنق الرحم، كما أن اللباس الضيق يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم نتيجة تضييقه لمقطع العروق .
أما بالنسبة للحذاء ذي الكعب العالي فقد ثبت أنه يؤدي إلى مرضين خطيرين هما:
تصلب عضلات الساق .
– مرض » شيرمان » وهو عبارة عن تشوهات العمود الفقري وانقلاب في الرحم، فضلا عن أنه تقييد لحركة المشي، إذ ينصب جل اهتمام المرأة أين ستضع قدمها؟ وكيف؟ فتظل قلقة متوترة، مشدودة التفكير، وكأنها من لاعبات السيرك، تمشي على الحبل، علما بأن حركة المشي هي من الأفعال اللاإرادية ولا تحتاج لكل هذا الإرهاق الفكري .
وإذا ظنت المرأة أن الكعب العالي اختيال وزهو يكسبها المشية الأنيقة المتعالية المثيرة للإعجاب، فلتتذكر قول الله تعالى ( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) .
أما بالنسبة للحذاء الضيق، فقد ثبت أن الضغط الجانبي على القدم – وهو ما يحدث في الحذاء الضيق – يؤدي إلى إرهاق القدم وإصابتها بآلام قاسية معروفة، حيث راحة القدم في المشي والوقوف تتجلى في كونها مسطحة، كي يتوزع ضغط الجسم على سطحها كاملا، وذلك حسب قانون الضغط (ض = ثقل الجسم على سطح القدمين) وأن تقليل السطح من شأنه الضغط على منطقة دون منطقة، مما يؤدي إلى إرهاقها وآلامها فضلا عن أنه يؤدي – على المدى الطويل – إلى تشوهات القدم أو التحام الأصابع في القدمين وتسلخها وحدوث الفطريات فيها .
Aucun commentaire