الإسلام والبيئة:دروس وعبر(3)
الإسلام والبيئة:دروس وعبر( 3 )
في المقالة السابقة أشرت إلى أهمية الانتباه إلى مدونة الطبيعة والبيئة في القرأن الكريم.حقا إنه موضوع في غاية التشويق والإثارة.ومن هذا المنبر أدعو الطلبة والطالبات كي يعمقوا البحث في مثل هذه المواضيع التي تؤِسس للمعرفة الإسلامية، ثم من بعد، تنشر بلغات أجنبية .من الواجب علينا- نحن المسلمين- أن نبصر الغرب بما يزخر به فقهنا الإسلامي من ثروة فقهية هائلة متعلقة بصيانة الأرض برها وبحرها من الفساد.وليست هذه الثقافة الفقهية من باب التسلية، أوهي توجيهات لها بعد إرشادي فحسب. كلا إنها أحكام شرعية ينبني عليها ثواب أو عقاب وجنة أو نار.وحينما يقول الله تعالى في سورة الأعراف « ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها »آية56،فليس هذا الخطاب الإلاهي توجيها، أو تنبيها للغافلين .إنه نهي يقتضي التحريم المطلق.
أعود لمسألة المدونة لأقول:إن المتصفح للمصحف الكريم لا يكاد ينتهي من ورد طال أو قصر، حتى يصادف آية فيها ذكر لمكون من مكونات الطبيعة . وإليك الآن ما ذكر في القرآن الكريم من هذه المكونات، وأخص بالذكر مكون الحيوانات وهي اثنا عشر نوعا : البعير- البقر – الجوارح – الحام – الحمولة – الحية – الخنازير- القردَة- المعز– الناقة – الأنعام – البحيرة- الدابّة – الصافنات – البغال – الجمال – الجياد – الحمار – الفيل – القسورة – الكلب – الموريات – النعجة – الوصيلة – الإبل – البُدن – الخيل – الذئب – السائبة – الضأن – العاديات – العجل – العشار – الغنم. أما أسماء الحشرات الواردة في القرآن الكريم فقد وردت كالآتي: النحل– النمل– الفراش – الجراد– القُمّل- الذباب– البعوضة- العنكبوت.
في القرآن الكريم إشارة قوية للبشرية، مفادها أن الله تعالى ربط هذا الإنسان بالأرض ربطا شديدا منقطع النظير،وذلك حينما شبه الله الإنسان بالـنبات لتعلقهما الشديد بالأرض. قال تعالى في سورة نوح: »والله أنبتكم من الأرض نباتا »آية17. فهذه الآية الكريمة توحي بالوحدة بين الإنسان والنبات في هذه الأرض، وتعلن أن نشأة الإنسان من الأرض كنشأة النبات، من عناصرها الأولية تكون، ومن عناصرها الأولية يتغذى وينمو، فهو نبات من نباتها.. وكلاهما من نتاج الأرض، وكلاهما يرضع من هذه الأم!!
3 Comments
خلق الله الانسان وجهل له منهاجا يسير وفقه ولم يترك شيءا الا وجعل له ضوابطه، والبيئة جزءا مهما في حياة الانسان وجب علينا ، الاهتمام بها واصلاحها ، ونحن اولى بهذا من غيرنا. شكرا جزيلا للاستاذ خالد عيادي على هذا المقال الذي نبهنا الى بعض الامور الاسلامية القوية والمهمة والتي كنا نحسبها فقط جزءيات لكنها حقا ثروة فقهية هائلة.
شكرا مرة اخرى على هذه الاطلالات الشائقة والفرائد المعجبة من يراع استاذنا الفاضل الاخ الدكتور خالد عيادي. والحق ان القران الكريم والسنة المطهرة كليهما مليئان بالاشارات البيئية البليغة،وهذه كنوز تحتاج الى رجال ونساء ألمعيين فطنين يستخرجونها او يستكننونها. وظننا ان الاستاذ خالدا واحد منهم ان شاء الله تعالى.
الشريعة الإسلامية شمولية للبشرية جمعاء فهي الطريق الوحيد الذي يصلح للحياة المستقرة والسليمة فمن أشكال المنهاج الصحيح في الإسلام، هو علاقته الحميمة بالبيئة لذا وجب علينا التَّعامل الصحيح مع البيئة، كالمحافظة على النَّـظافة، وعدم استغلال الموارد الطبيعية بإسراف، وغيرها من النصائح الربانية في علاقتنا ببيئتنا.شكرا جزيلا لأستاذنا الفاضل خالد عيادي على هذا المقال الغاية في الأهمية.