يقترحون معاقبة المواطن من أجل بقائهم في النعيم
بلغ ببعض البرلمانيين اقتراح إصدار عقوبة حبسية وغرامة مالية على كل مواطن لا يذهب للتصويت على فخامتهم كي يحصلوا على مقاعد في البرلمان و لم لا حقائب وزارية أو مناصب سامية.
هل بلغ بهؤلاء القوم الجشع و الطمع حدا لا يوصف حتى يلزموا الشعب رغما عن أنفه و كأننا لا زلنا في العهد الاستعماري الفرنسي و الاسباني …أي معنى يعطيه هؤلاء لتفسير معنى المواطن ؟أليس المواطن حر في اختياراته وحر في قراراته؟
هل المواطن هو كبش الفداء الذي يصنع به هؤلاء الثراء و الاستحواذ على أموال الشعب بلا رقيب و لا حسيب و على ممتلكات الدولة و الشعب؟
هل المواطن هو من يجب أن يعطي التزكية لمن يذهب إلى هناك من أجل تحصيل كل المكاسب و يطلب المزيد رغم أن ميزانية الدولة لا تتحمل ذلك الإسراف و التبذير في شراء الهواتف و استهلاك البنزين و تمويل السفريات داخل الوطن وخارجه و العبث في الحضور و الغياب ،و الإسراف في الوظائف السامية لأبنائهم فقط ؟.
هل من الوزراء الحاليين و البرلمانيين من قرر الاستغناء عن معاشات البرلمانيين و الوزراء و مدراء دواوينهم و مستشاريهم؟
هل منهم من قال أن ما يتقاضونه كثير مقابل جلوسهم نائمين أو متغيبين عن التصويت عندما يتعلق الأمر بقضايا تمس المواطنين في تقلدهم أو في توظيف أبنائهم أو وضعية المستشفيات؟
هل نصوت من ينصب نفسه عدوا للشعب عندما يعلن تذمره من مصاريف الدولة على التعليم و الصحة و يدعو إلى بيعهما إلى الخواص؟ و لا يعلن تذمره من الذين يستحوذون على أملاك الدولة بثمن بخس،و لا يفعل أي شيء يبين ايجابيته اتجاه ما يضر بالمواطن؟
نحن لا نريد لا وزراء و لا برلمانيين عندما تحدث النكبات الاجتماعية (فيضانات و زلازل ) في مناطق من المغرب يتفرجون بل و يشاركون في الرقص و التبندير إمعانا في احتقار المواطنين و السخرية منهم، و يرون الأموات ينقلون في شاحنات مخصصة للنفايات و كأن الرسالة التي يرسلونها إلينا أن المواطن قيمته تلك النفايات؟
بل ماذا فعل البرلمانيون و الوزراء الحاليون بعد الفضائح المدوية في أزبال الدول الأوروبية؟ألم يبلعوا ألسنتهم؟
الأسئلة كثيرة و الفضائح الأخلاقية و المالية أكثر، و لسنا في جرد كل ما اقترفه أبناء وطننا من أعالي القوم وكبرائهم من غزوات واستيلاء على خيرات البلاد و استعباد العباد،بل لنقول أن عهد المواطن المستحمر و المستبقر و المغفل و المستبلد قد رميناه في المقابر بلا مراسيم الدفن و لا صلاة الجنازة، لا مأسوفين على وجوده إطلاقا،وعليكم أنتم أن تكونوا أذكياء في إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة و ما أكثرها،وأن تكونوا مثقفين و مستقيمين و أصحاب خبرة ،وزهادا في كثرة الكلام وفي السطو على المال العام ، ومضحين في سبيل الآخرين،لا أصحاب تهريج و كلام و ضحالة ثقافية و فكرية،كل رصيدكم كلام وسب و قذف و كلام ساقط ومواضيع تافهة تتحدثون فيها ،وبعضكم رصيده أموال فقط و يريد المزيد، و لا شيء من المواطنة الحقيقية.
كل ما أبنتم عنه هو الشره و الجشع و التدافع و التنافس العدائي و العدواني في البحث من المكاسب و الغنائم و المال و الجاه و السلطة، في غياب الرقيب الأخلاقي و القانوني و المحاسبة و العقاب على من تطاول على حقوق الوطن…فالساحة فارغة من أي علامة ممنوع المرور…نقول لكم ما قاله الشاعر طرفة بن العبد :
يالك من قنبرة بمعمر خلا لك الجوف ابيضي و اصفري
و نقري ما شئت أن تنقري قد رحل الصياد عنك فابشري
ورفع الفخ فماذا تحذري لابد من صيدك يوما فاصبري
و المواطن حر في الذهاب إلى التصويت أو الامتناع عن الذهاب ،حتى لو فكرتم في الغرامات المالية و الحبس و السجن و الاعتقال و كل الأسماء التي توحي إلى العقاب…كل من اقترح هذا المقترح يبين شراهته إلى السلطة و الجشع إلى المال الحرام و يبين أن همه الوحيد هو الوصولية و الانتهازية…و يرى المواطنين كقطيع من الأغنام و البقر و سائر البهائم…
فق أيها الأخ أنت من أهل الكهف غير الصالحين…أما الصالحون فقد ورد ذكرهم في كتاب الله العزيز…
ونقول لأشباه المواطنين من هؤلاء حتى لو كانت لكم القدرة على قطع الرقاب فلن نصوت لكم …لأنكم لا تفكرون إلا في أنفسكم وذويكم وأبناءكم و في نعيمكم و مكاسبكم أنتم فقط…أما الآخرون فلهم الكلأ والتبن و الماء المتسخ الموبوء…
.يذهب فقط من كان مقتنعا أن من تقدمونه كمرشح هو من يمثل المواطن،وهو من الأصلح للإصلاح و الأجرأ على قول الحق وهو من يتحمل المسؤولية في الدفاع عن المواطنين لا قولا بل فعلا، وهو من يحاسب المتورطين و الفاسدين ، و هو من لا يهرب وقت التصويت على إهدار المال و حقوق الموطنين في العمل و الصحة و التعليم و الخدمات الاجتماعية…قدموا مرشحا من هذه الفصيلة والشعب المغربي معكم…أما الركوب على الأمواج وقضايا المواطنين فلن تجد نفعا، لان المواطن يعرف أنها ليست إلا فرقعات انتخابية ، سرعان ما تطفأ عندما تحقق أهدافها و توصلكم إلى الكرسي…
فإذا كان غير ذلك نقول مع المطرب الجزائري المحبوب بن زركة (تبقى بالسلامة وطني و امشيت تبقى بالسلامة يا وطن الناس)
فأي تنمية بشرية و أي تقدم و أي رفاهية اقتصادية أي مستوى نمو إذا كان ثلث المواطنين يعيشون تحت عتبة الفقر؟؟؟؟
ملحوظة: من خطاب صاحب الجلالة نفهم انه ملك للمغاربة المصوتين و المرشحين و غير المصوتين ، وانه على نفس المسافة من الأحزاب و الأشخاص، و ليس له تفضيل حزب عن آخر، وحزبه الوحيد هو الوطن و لن يكون غير الوطن…
Aucun commentaire