إحياء رمزي لرمز الكرة الوجدية في الذكرى الثالثة والعشرين لوفاته
حسن الزحاف /
رحل في صمت يوم 19 فبراير من سنة 1992، كما سبقه العديد من الرياضيين الحقيقيين ممن عاشوا في الظل من رفقاء دربه، وممن أعطوا لكرة القدم الوجدية وسلبتهم الكثير، تلازمهم الحسرة حتى الموت، لما وصلت إليه : »الجلدة الملعونة » من فوضى واستغلال وعبث…
رحل بهدوء وقد أخفى استغاثته المكتومة وألمه الكبير ، رحل بكبرياء كما عاش بكرامة، كريما، تقيا، نبيلا، شامخا ومحبا للناس وللخير…
ثلاثة وعشرون سنة مضت، وفي نفس هذا اليوم ، ونفس الشهر، 19 فبراير، رحل عنا المرحوم مصطفى بلهاشمى وترك عالم الكرة، عالم المولودية الوجدية التي عاش أهم محطاتها النضالية بعد أن أسسها ولعب لها وسيرها لمدة تزيد عن خمسين سنة…
حلت اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لوفاة المرحوم السي مصطفى بلهاشمي، ثلاثة وعشرون سنة بالتمام والكمال، مرت على وفاة رجل القلب الكبير الذي نشأ وترعرع في أحضان عائلة شريفة عناوينها الكبرى الصدق والحب والكرم والتفاني في خدمة المولولدية الوجدية على امتداد أزيد من نصف قرن، لم تتوقف خلالها طاقته على التفكير والتعبير والتضحية…
لست أنسى ذلك اليوم، حين زرت المرحوم مصطفى بلهامشي، وهو على فراش المرض، كان رحمه الله صامتا وهو يلقي نظراته الخاطفة على الوجوه أمامه من أهل الكرة الوجدية، وهي توقظ فيه كل الذكريات الجميلة، ذكريات حين عاش أهم المحطات النضالية الوطنية، حين لعب الكرة في عنفوان شبابه، حين أسس المولودية الوجدية، حين ناضل لأجل كرة القدم المحلية والوطنية، لما كانت الأحلام والآمال ومواعيد حياته تحتكم لزمن الكرة ، حين كانت عقارب ساعته تدور على إيقاع المولودية الوجدية، لما كان يسهر بنفسه على عملية تكوين اللاعبين داخل مدرستي المولودية والشهاب باعتبار التكوين وحده الكفيل لاستمرار العطاء والمردودية الكروية المطلوبة، لما كان اللاعبون يأتونه في كل وقت وحين ويجدون تضحياته من أجلهم ومن أجل المولودية لا توزن بالمال ولا بالذهب…
إذا كان الجحود هو نصيب هذا الرجل الذي لم ينعم بحياة النجوم ولم يمنح ما يستحقه من تكريم رغم تميزه وصدق أدائه وتحكمه في أدوات عمله ، بعدما تنكر له الكل، فإنني لا أملك من موقعي كإعلامي سوى أن أشرع مساحات هذا الحيز في أفق بلورة إحياء رمزي لمسير شكلت وفاته منعطفا خطيرا في حياة الرياضة الوطنية، عامة والمولودية خاصة، وأتوخى عبر تصميم هذه الأسطر لفت أنظار جميع المسؤولين وكل من يهمهم الأمر، لاسيما أن الأمر يتعلق بمسير قدم خدمات جليلة للكرة محليا وجهويا ووطنيا قيد حياته وحتى بعد مماته، فاللهم لا نسألك رد القضاء ، بل نسألك اللطف فيه وفي أحوال النسق الرياضي بهذه المدينة المناضلة.
Aucun commentaire