مامصير البقالين الصغار في ظل انتشار الأسواق الممتازة
تعززت مدينة وجدة بافتتاح سوق ممتاز,ا لمعروف بكاريفوربالقرب من كلية الطب والحي الإداري,وإذا كان هذا المرفق سيشكل قيمة مضافة إلى جهة الجامعة ونواحيها,وحي المحلة وزنكوط واحياء طريق سيدي يحيى,باعتبار أن الساكنة ستقصده للتبضع والفسحة,فانه بالمقابل,سيؤثر سلبا على الحركة التجارية,للبقالين والمخابز والجزارين وغيرهم ممن لهم علاقة بالبضائع المعروضة بالسوق الممتاز,,كما حدث بالفعل عند افتتاح أسواق السلام ومرجان ومطرو سابقا’ففي هذه المرة سيتكرر المشهد التراجيدي من جديد,وسينخفض إقبال الزبناء على اقتناء البضائع من البقالين المجاورين,مما سيدفع الكثير منهم إلى إغلاق دكاكينهم,للركود الذي سيصيب تجارتهم فموجة العولمة المتوحشة تقترب ,وهذا هو منطقها الذي لايرحم ,الكبير يبتلع الصغير ,فادا كانت هذه المشاريع الكبيرة توفر فرصا للشغل,فإنها في المقابل تضر بوتيرة الرواج من بيع وشراء لدى البقالين الصغار,إذ أجواء الإغراء الحديثة,تدفع بالموظفين والمستخدمين وعموم الساكنة لاقتناء مستلزمات البيت مباشرة من الأسواق الممتازة,ليقتصر شراء بعض الحاجيات على البقالين المجاورين,وهي قليلة,وأحيانا عن طريق السلف,وهي من اكبر الأخطاء التي يمارسها الموظفون ومن على شاكلتهم في حق البقالين المجاورين,فعندما يتسلمون رواتبهم يسرعون الخطى إلى الأسواق الممتازة ,وعندما تنقضي الأجرة ,لايجدون أمامهم إلا البقال ,والذي كعادته لايبخل عليهم ,بالسلع وحتى النقود,ولأنه لايمكن الاستغناء عنه ,فقد تنحصر المشتريات على بعض المواد البسيطة مثل قنينات الغاز والحليب,وهكذا أصبح نمط التبضع والاستهلاك,اقرب ا إلى نموذج الشعوب الغربية,وهو فرع أو انعكاس ل لاقتصاد الهيمنة والأنانية المفرطة ,لكونه لايلتفت لقيم التضامن والتكافل وحسن الجوار,التي تطبع علاقات الإفراد داخل المجتمع العربي والإسلامي ,فالفرد في هذه الدول أي عندنا يتعامل مع البقال بهدف الترويج عنه والتواصل,فلا اعتبار للأنانية التي تستبدل التعامل مع البقال الجار لمجرد وجود تخفيضات لبضع سنتيمات,في الأسواق الممتازة,فلا ندعو إلى مقاطعتها,فهي أصبحت واقع ,والواقع لايرتفع,سيما ووان تحولات ,الاقتصاد العالمي المعولم,,بدا منذ عقود في فرض أنماط من السلوك في العيش ,عصفت بكثير من الحرف والمهن ,وأنواع من التجارة,ومنها تجارة البقالين,والتي أصبحت تقاوم خطر الانهيار,بعدما كانت القلعة التي يحتمي بها المواطن أمام عاتيات الزمن,فالكل يتباهى بأنه أصبح يتبضع من الأسواق الممتازة,والتي صارت تغطي كل جهات المدينة,بل ا اكتسحت حتى بعض المدن الصغيرة وهو مايؤشر لمزيد من المضايقات التي تنتظر حياة البقالين في المستقبل القريب.اا
Aucun commentaire