Home»National»فصل المقال في ما بين النضال والتملق من الانفصال

فصل المقال في ما بين النضال والتملق من الانفصال

0
Shares
PinterestGoogle+

تقديم لابد منه :

من عادتي كلما كتبت موضوعا معينا بقصد  النشر ألا ألتفت إلى الوراء ، و أن لا  اكترت إلى ما يمكن أن يخلفه  من أثر ، أو ما يمكن أن ينتج عنه من نتائج .
و من عادتي أيضا ألا أهتم بمعرفة أراء القراء حول ما اكتب ، ليس ذلك انتقاصا من شان القارئ ، ولكن لإيماني العميق بأن للقارئ الحق في  أن يكون  متفقا  أو مختلفا .
بيد أن  ما لاحظته ، هو أنني كلما كتبت موضوعا  نقديا حول منطقة بوعنان بإقليم فجيج  ، لإثارة  واقع التهميش أو فضح بعض الخروقات التي ترتكبها السلطة المحلية أو جهات أخرى ،   إلا وينبري شخص معروف لدى الخاص والعام بالبلدة  للرد على ما اكتب ، ويوقع ردوده على كتاباتي بصفة  فاعل نقابي وجمعوي .
من أدبيات الصحافة  أن الجهة المعنية بالنقد ، هي التي من صلاحيتها تقديم توضيحات أو الإدلاء ببيانات الحقيقة لتفنيد ما تراه أكاذيب ومغالطات ، لكن بالنسبة للمقالات حول بوعنان  تحديدا ،  فان هذا الشخص المدفوع الأجر أو (كاري حنكو ) كما يقول المغاربة  بالدارجة هو من يرد .
انه يقوم بالرد بالوكالة حينما تطلب منه الجهات المعلومة ذلك بواسطة أداة التحكم عن بعد   ، ويتم  مده  بالمعطيات  التي يجب أن توظف في الردود .
في هذا المقال سأرد على ردود هذا الشخص  تنويرا للرأي العام الوطني ، لان استمراري في تجاهله ربما قد يجعل البعض يعتقد بمصداقية ردوده  .
و سأركز في هذا المقال على واقعتين  ، وأترك للقارئ اللبيب حق الحكم ، مع العلم أن أهل بوعنان يميزون بين من يناضل إلى ، جانبهم للدفاع عن حقوقهم مهما يكلف ذلك من تضحيات ، ومن لا هم له سوى الاسترزاق والعمل الجمعوي المشبوه لمراكمة الثروات .
كما أن أهل بوعنان يميزون  بحسهم النقدي بين من يختار النضال ويمارسه عن قناعة ، ومن يتطفل عليه  ويجعله وسيلة للتملق والتسلق .

الواقعة الأولى :

منذ سنتين تقريبا وبعد تأسيس فرع للنقابة الوطنية للطاقة والمعادن بمنجم زلمو بجماعة بوعنان في إطار الكونفدرالية الديموقراطية ، وبعد معاينة أوضاع العمال ، والوقوف على جملة من الخروقات المنافية لمدونة الشغل وقانون المناجم ، كتبت عدة مقالات ( منجم زلمو او جرمنال القرن 21  – قرية امباج او الدجاجة التي تبيض ذهبا – مطالب عمال كومبار بين البعد الاجتماعي والإنساني …)تناولت في هذا المقالات التنمية المجهضة بالمنطقة ، والاستغلال والبؤس ، كما تناولت مشاكل ساكنة قرية امباج بخصوص الإنارة والماء الشروب والصحة والتعليم والبيئة وغر ذلك من المشاكل ,
قامت عدة منابر إعلامية  مشكورة  بنشر هذه المقالات  ، فاستحسن سكان المنطقة ذلك وثمنوا المجهودات التي تبدل للتعريف بقضاياهم والدفاع على حقوقهم ورفع التهميش عنهم .
كان الجميع ينتظر توضيحات من المدير العام لشركة كومبار أو من المدير المحلي إلا أن هذا الأمر لم يحدث ، فالإدارة ليست لديها الشجاعة على الرد على ماجاء في المقالات من حقائق دامغة وبالحجج القطعية ، لكن الإدارة فوضت الأمر لأحد مرتزقة العمل النقابي والجمعوي للرد بالنيابة عنها بعد مده بالمعطيات .
في رد هذا الشخص على مقالاتي حول خروقات شركة كومبار لاستغلال معدن الباريتين بامباج اختار الانحياز للشركة ضدا على العمال الذين يدعي بهتانا تمثيلهم والدفاع عنهم .
لقد اعتبر هذا الشخص أوضاع العمال بمنجم زلمو بخير ، فأغلب العمال في نظره يتقاضون أحسن من الموظفين المرتبين في السلاليم العليا في الوظيفة العمومية ، واغلب العمال يمتلكون سيارات خاصة ، واغلب العمال متزوجين بأكثر من زوجة ، بل انه يعرف حتى عد قطع الصابون التي تسلم للعامل كل شهر وهلم جرا .

الواقعة الثانية :

يوم الأحد 2 مارس 2014 عقد عمال منجم زلمو جمعا عاما موسعا بمقر النقابة ببوعنان ، تدارسوا في هذا الجمع ملفهم المطلبي ، وعدم وفاء الشركة بالتزاماتها السابقة ،والتنسيق النقابي ،  وخرق مقتضيات مدونة الشغل ، وضرب العمل النقابي من طرف السلطة المحلية عبر تشكيل لجنة تسمى ب  » لجنة الحكماء » تضم في عضويتها شيوخا ومقدمين ومستشارين جماعيين ونواب الأراضي السلالية  ، هذه اللجنة أصبحت  تتدخل في التشغيل والترسيم والطرد …
إن هذه المبادرة التي أقدمت عليها السلطة المحلية ببوعنان واضحة المقاصد والمرامي  ، فهي وسيلة لخلق صراعات هامشية ،و تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام النقابات  .
لقد كتبت شخصيا مقالا حول هذا الموضوع  واعتبرت تشكيل هذه اللجنة تطاولا على اختصاصات هيئات يحددها الدستور ومدونة الشغل وهي مفتشية الشغل ولجان البحث والمصالحة والقضاء .
من الأعراف الديموقراطية أن الجهات المعنية بالانتقادات ملزمة بالتوضيح ، وبالنسبة لهذه الوافعة فان السلطة المحلية ببوعنان الممثلة في شخص قائد الملحقة هي الملزمة ببيان الحقيقة .
بيد ان السلطة المحلية التزمت الصمت ، ودفعت بدون كيشوط العمل النقابي والجمعوي ببوعنان ليرد محلها ، وأمدته بكل التواريخ والمعطيات ، إلى درجة أن من يقرأ رده على مقالي يعتقد أن هذا الشخص عضوا في اللجنة أو ممكن أن يكون رئيسا لها .
ليس من عادة النقابي بتاتا أن ينبري ضد مصلحة العمال ، وأن يتخندق في الضفة الأخرى  للدفاع عن تجاوزات الشركة  أو خروقات مختلف الأجهزة المتدخلة في مجال الشغل ، وحتى إن وجدت مثل هذه النماذج ، فهي  طفيليات دخيلة على العمل النقابي ، ولغايات في نفس يعقوب .
إن هذا النقابي والجمعوي بين مزدوجتين الذي اصبح مختصا بالوكالة للرد على ما أكتب ، يحاول جاهدا أن يخلق له موقعا في المشهد النقابي والجمعوي بكل الوسائل النظيفة وغير النظيفة ، حتى لو اقتضى الأمر خلق مشاكل وهمية ، ومصارعة خصوم وهميين .
إن مشاكل بوعنان لا حصر لها ، وهذا معطى يعرفه الجميع ، فمن الأجدر الكتابة حول هذه المشاكل ، لإثارة انتباه من يهمهم الأمر ،  لرفع التهميش وتحسين اوضاع الساكنة .

تحديات :

ان الكتابة ممارسة تستوجب الصدق والمصداقية ، وهو ما يجرني إلى القول بأن هناك مشاكل فعلية تعيشها بوعنان ومنطقة امباج  ، يجب طرحها من طرف كل مهتم بجرأة وشجاعة ، خاصة من طرف المهتم الذي  له المصلحة في التغيير ، كما أن هناك عدة تحديات يجب أن يطرحها كل من يريد الكتابة حول المنطقة ، وهذه التحديات هي كالأتي   :
– ما هي الجمعيات التي تستفيد من الريع الجمعوي و  تتوسل الصدقات من شركة كومابار لتوزيعه على الاعضاء المسيرين ؟
– من يستفيد من قطع الغيار والمحروقات وزيوت الشركة وحتى وسائل نقل الشركة  لجلب المواد المحجوزة من الجمارك من أغطية ومواد غذائية نجهل مصيرها ؟
– من سيدافع عن قرية امباج حينما ينفذ الاحتياطي من معدن الباريتين وتترك الشركة للسكان جملة من المشاكل : بيئة ملوثة وارض غير صالحة وانعدام لفرص الشغل وأمراض مزمنة …؟
– من سيكشف خروقات شركات المناولة العاملة بالمنجم والتي تستغل العمال / العطاشة أبشع استغلال ؟
-من سيدافع عن سكان قرية امباج وسكان بلدة بوعنان ليكون لهم الحق كباقي سكان المغرب ا في المستوصف والطبيب وسيارة الإسعاف  والشغل القار والأستاذ و القسم الدراسي والماء الصالح للشرب  …؟
– من سيناضل من اجل تمتع أبناء المنطقة بحقوقهم في شموليتها وخاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية : الصحة – التعليم – السكن – الماء الصالح للشرب – العيش الكريم ؟
– من سيعمل على تأطير أبناء المنطقة ويعمل على الرفع من وعيهم في جميع المجالات ؟
– من سيناضل من اجل رفع التهميش والفقر والظلم والجهل والأمية ؟
– لماذا لا تستفيد قبيلة أولاد الناصر من عائدات كراء الأرض السلالية للشركة منذ 1979 ؟ ما هو الثمن الحقيقي لكراء الأرض للشركة  ؟ من هم أصحاب الحقوق ؟ من يستفيد من هذه العائدات ؟
– لماذا نجحت السلطات المحلية في جمع نواب الأراضي في » لجنة الحكماء » ولم تستطع جمعهم فيما يخص الاستفادة من عائدة كراء الأرض التي تقدر بالملايين والتي من الممكن أن تساهم في تنمية قرية امباج وجماعة بوعنان ؟
هناك أسئلة كثيرة يمكن أن نطرحها على المهتمين الحقيقيين ، لكن اكتفيت بالقليل منها تجنبا للأطناب والإطالة على القارئ .

على سبيل الختم :

إن المؤهلين  لموجهة هذه التحديات المعروضة أعلاه ،  هم أبناء وبنات المنطقة المخلصين والمخلصات قولا وعملا   ، أبناء وبنات المنطقة الذين اختاروا درب النضال و التضحية بفناعات  راسخة ،وبمبادئ ثابتة ، بعيدا على الانتهازية والانتفاع الشخصي .
وللموضوع تتمة .

الصديق كبوري / بوعرفة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *