ماتقيش حماري
في السيرك يدربون الأسود والفيلة والفهود ونحن ندرب الحمير على اجتياز الحدود. لو استمر « سيرك عمار » إلى الآن ,لانضم إليه أكثر من حمار وأتان. مذ كان الحمار حمارا وهو يعاني المهانة والاحتقار. رغم كل المجهودات التي يبذلها للتقريب بين جيوب الشعبين الشقيقين , مازال المركز الحدودي المغلق يُدعى « زوج بغال » دون وجه حق. أليس من العدل أن يُسمى « زوج حمير » اعترافا بذكاء الحمير التي خضعت للتدريب لتنخرط في التهريب؟ تهريب البنزين الذي تستفيد منه الأحصنة.
لفرط انخراطها في نشاط التهريب , فقد حفظت هذه الحيوانات الأليفة الطريق و أقلعت عن النهيق خوفا من الجندي أن يفيق. ولتثبت أن لها كامل الأهلية فقد انضمت الى نادي الحيوانات الليلية: تبدأ الاستعداد للرحيل مع الشمس الأصيل. تنطلق مُحمّلة ببراميل تغدو خماصا تحت جنح الظلام وتروح بطانا والناس نيام .و رغم كل الأخاديد المحفورة فكمية البنزين دائما كما العادة موفورة.
كيف تقوم بكل هذا الجهد وتُنعت بالغباء؟ ستلجأ -على ما يبدو – إلى بريجيت باردو لتدعمها في حملة الاعتراف بالذكاء. فقد أدركت أخيرا أن كلّ من أراد الاستقواء خطب وُد ّالغرباء.
والغريب أن المشتغلين بالسياسة من الجانبين منشغلون عن هذا الحيوان النجيب .لم يخطر ببالهم إلى الآن تأسيس حزب شعاره الحمار (لن يكونوا الأوائل فقد سبقهم الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى هذا الاكتشاف والاعتراف ).حزب يستلهم مبادئه من هاته الكائنات المعروفة بالصمت والصبر والمثابرة ويسهم في تعويد مناضليه على العمل والبذل والقطع مع سنوات السبات والثرثرة . حزب يفي بالوعود وتكون من أولوياته الدعوة إلى حذف التأشيرة والعودة إلى فتح الحدود . سيعود ربما يوما ما للحمير الفضل في توأمة بوكانون وأحفير . أليس من العار على جيران – تسيل في عروقهم من الأنساب أنهار- إذا أرادوا تبادل الزيارات أن يُقلعوا من مطار وعلى مرمى حجر توجد الديار؟
إذا سارت الأمور بهذه الوتيرة , سنقرأ قريبا في شريط الجزيرة الإخباري نبأ تأسيس جمعية « ماتقيش حماري ». وفي انتظار ذلك اليوم ستواصل الحمير الزرق تأدية واجبها دون كلل ولا عياء. وستستمر المحروقات في توطيد العلاقات بين شعبين يجمعهما الدين واللغة والتاريخ و الجغرافيا ويعيشان الفرقة بسبب مخلفات حرب الرّمال في الستينات و مخطّطات حزب الجنيرالات.
1 Comment
MERCI ENCOR MR HAFID