Home»National»في دلالات الميزان و المصباح

في دلالات الميزان و المصباح

1
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم لدى جمهورا لناس أن المؤسسات الدينية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الدينية، وبعض الأحيان حتى الثقافية. تستعمل الرموز والعلامات كتعبير مختصر عن المهام أو الأعمال التي تقوم بها،أو من أجل تبليغ رسالة إلى الناس ،وكمثال على ذلك( صورة لعصفورين يغذيان فرخهما ،شعارا لشركة « نستلي ») أو شعار « الصليب » أو « الهلال » و هي رموز دينية…والأحزاب السياسية هنا و هناك (الوطني و العربي و الإسلامي و الغربي)تتخذ إشارات ورموزا،مثل صورة الحمار ،كشعار للحزب الديمقراطي الأمريكي(الحمار عندهم له أهمية سياسية،ربما أن هذا يدعو الحمير في العالم العربي إلى الاحتجاج و الاستنكار ،و القيام بمسيرات سلمية و منظمة للتعبير عن الغبن الذي يلحقهم من مالكيهم،وقد يصل بهم الأمر إلى رفع شعارات منددة و مستنكرة من أوضاعهم المتردية و المزرية.فمتى توجد جمعيات و منظمات تدافع عن حقوق الحمير في المعاملة بالحسنى في الأكل(لا يكون فيه التبن كمادة أساسية في كل الوجبات )و الصحة و العطلة و الرفق و الإحسان؟؟؟.. .كما أن بعض الأحزاب المغربية تتخذ شعارات دينية مثل المصباح و الميزان و الكتاب و القلم و غيره…فتدمج السياسي في الديني.فتلبس الثوب الديني مستغلة غفلة وحسن النية عند المواطن..

الميزان: إشارة إلى العدل و القسط و القسطاس،ورد الحقوق إلى أصحابها و نصرة المظلوم ،.فلقد قال الخالق سبحانه في سورة الرحمن » السماء رفعها ووضع الميزان،ألا تطغوا في الميزان،وأقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان »…الآيات 6 و7

هذا يعني أن الحزب الذي يدمج السياسة في الدين و لا يفصل بينهما،يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية و العدل في الحقوق و الواجبات . و رد المظالم عن أصحابها.هكذا نقرأ الشعار سطحيا على الأقل،فهل الطريق واضح كل الوضوح من الشعار إلى الواقع (الواقع هو الحقيقة الوحيدة بالنسبة للمواطن و ليس الشعار)؟؟؟.فالشعار عندما لا يطبق على ارض الواقع ،يصبح بدون معنى(ديماغوجيا فقط).

كل مغربي و مغربية يعرف جيدا و بدون لف أو دوران،الجواب عن السؤال المطروح.فالإجابة هي تحصيل الحاصل،كما هو الحال في الرياضيات و المنطق الرياضي،ولا نحتاج إلى أدلة كبيرة أو كثيرة للبرهنة عليها.ويكفي أن  نسأل أن حزب الاستقلال الذي شعاره الرمزي « الميزان »،وشعاره اللغوي » الوحدة و التعادلية »،وهي شعارات لا تخلو من نفحات دينية:هل حقق العدل و التعادلية بين المواطنين و بين الفئات الاجتماعية المتباينة في المستويات المالية و التعليمية و الثقافية و السكنية؟؟؟هل قرب المسافة الاجتماعية و الاقتصادية بين الفقراء و الأغنياء؟وبين الجهل و الأمية و التعليم و الثقافة؟؟؟هل ساعد المحتاجين من المرضى أن ينالوا نصيبهم في العلاج و الصحة بدون مقابل؟؟؟هل ساعد في القضاء على البطالة في صفوف المتعلمين و غيرهم؟؟هل منح للمعدمين من الرجال و النساء منحا تحقق لهم نصيبا من الكرامة؟؟ويمكن أن نتساءل إلى ما لا نهاية عن الذين لهم احتياجات خاصة في المال و السكن و الصحة و التعليم و الإنارة و الملابس والتغذية(لا الأكل) الخ …وعن الذين ولدوا في الحرمان وبقوا فيه ،وسيموتون في حسرة على الحياة التي لم تمنحهم شيئا يمكن ذكره.

المصباح:هو رمز للنور،فقد ورد في القران الكريم ،من سورة « النور » الآية 24 منه » الله نور السماوات و الأرض،مثل نوره كمشكاة فيها مصباح،المصباح في زجاجة….الآية)ونور المصباح هو الذي يقهر الظلام، وهو رمز كذلك للشفافية و الوضوح.وعندما يضاف له الشعار اللغوي »العدالة و التنمية »،فإننا نقول نفس الكلام السابق (إدماج السياسي في الديني.أي ممارسة السياسة بواسطة الدين).و لسنا في حاجة إلى تكرار ما سبق من التساؤلات.فكل الأحزاب تأكل من عجينة واحدة. لا فرق بين الديني و العلماني، و الثوري و المحافظ .فهل هناك عدل في توزيع الثروات؟؟و توزيع عادل في الحقوق و الواجبات؟؟والفقر و الغنى؟؟ و الصحة و التعليم و اللباس و السكن…؟؟

 الآن حزب « العدالة و التنمية » في الحكم.وما عرفه المواطن من خلال هذه الولاية غني عن التعريف:الزيادة في أسعار المحروقات، و المواد الغذائية و المواد ذات الاستهلاك الواسع،بما فيها مواد الدراسة من كتب و دفاتر و أقلام و محافظ.و الزيادة في الذعائر بشكل لا يتناسب نهائيا و مستوى دخل الأفراد العاملين و العاطلين( الراجلين و مستعملي الدراجات العادية و النارية و السيارات) والزيادة في أقساط التامين.و الزيادة في الضرائب المباشرة و غير المباشرة(التنبر وما شابه).و الزيادة في الضرائب على الدخل،والاقتطاعات من أجور الموظفين ومنح المتقاعدين،والزيادة في سنوات العمل الان62 سنة،وفي سنة  2020 سيصل الموظف الى65 سنة ليحصل على تقاعده إن أمد الله في عمره…وغيرها من الزيادات التي تبين أن الشعار الانتخابي ما هو إلا وسيلة للوصول إلى الحكم ،و أما ممارسته فشيء مخالف تماما.. .و الزيادة في التنصل من الحماية الاجتماعية للمستضعفين و رفع اليد عن حماية المستهلك،والتخلي عن معالجة المريض الفقير..ورفع اليد عن صندوق المقاصة(صندوق الدعم) في مواد المحروقات…

في الدول التي تحترم المواطن، فالأزمة الاقتصادية عندما تحصل، يشرب من مائها الخاص و العام، الفقير و الغني.وفي فترة الرفاهية،وزوال أسباب الركود الاقتصادي،تتحمل الحكومات الغربية مسؤوليتها اتجاه المواطن الضعيف و الفقير.وهنالك، يعتبر النجاح  للمشروع الاقتصادي ،هو نجاح لكل الفئات الاجتماعية.والرفاهية ،لكل فرد نصيب منها.فالدولة هي صورة المواطن و العكس صحيح أيضا.والحكومات وجدت لإسعاد المواطنين .فهل يحدث هذا عندنا؟؟هل لنا كمواطنين المصداقية و القوة القانونية لمحاسبة أية حكومة كان لها تدبير للشأن العام ،حسابا عن تقصيرها في معالجة المشاكل الاقتصادية للمجتمع و المواطن؟؟هل لنا القوة و القدرة وان كانت لنا الإرادة،أن نضع المقصرين والمبذرين و المهملين و الناهبين للمال العمومي وراء القضبان كسائر المجرمين من الفقراء؟؟

لو أن حكومة تدعي أنها من أجل الشعب و فئاته المغلوبة على أمرها،وفي ظل الظروف الراهنة (الأزمة الاقتصادية العالمية) هل يطالب الوزراء بزيادة في أجورهم ؟؟.بل إن الأزمة الاقتصادية تتطلب تعاونا من الجميع،وليبدأ الوزراء و البرلمانيون و الموظفون السامون بأنفسهم  بالتنازل عن شيء من مستحقاتهم المالية لفائدة الفئات المعوزة في إطار التضامن الاجتماعي؟ أسوة بالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام المجاعة(كان قوته من نفس قوت عامة المسلمين،وهو الخليفة المؤتمن على بيت مال المسلمين). لماذا يكون الفقير هو دائما، الذي يمتص دمه و جيبه،وهو الذي يؤدي ثمن الفشل الاقتصادي لأية حكومة،ولأي مسؤول فاشل في تسيير الشأن العام؟؟؟

انجاز:صايم نورالدين

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *