تكريم بنكهة خاصة بثانوية المهدي بن بركة التقنية بوجدة …..
أقدمت مكونات ثانوية المهدي بن بركة التقنية بوجدة على تنظيم حفل تكريم للأساتذة المحالين على المعاش وبنكهة خاصة ومتميزة.لم أكن أنتظر أن يقام الحفل بهذا المستوى ,لكنني انتظرت أن ألاقي الكثير من زملاء الدراسة والعمل من أساتذة قدموا الكثير,ولا زال البعض منهم على نفس العهد.
عندما قلت » أقدمت مكونات » ثانوية المهدي بن بركة ,نظرا لما ميز الحفل من مشاركة متناسقة منسجمة شاركت فيها إدارة المؤسسة في شخص مديرها الرجل اللبق الخلوق السيد شحلال,وطاقمه الذي يشتغل في هدوء ونكران للذات وجمعية الآباء التي تساهم باستمرار بفضل مكتبها الذي يترأسه السيد الغول ذلك الرجل الأنيق المبتسم , حتى أنك تكاد لا تفرق بين رئيس المؤسسة ورئيس جمعية الآباء.حفل حمل كل ملامح النجاح والفلاح ,لما تضمنه من برنامج لتكريم ستة عشر(16) أستاذ وأستاذة… مدرسون وإداريون ,إضافة الى تكريم السيد محمد البور نائب التعليم السابق بنيابة وجدة أنكاد.تكريم حمل علامات الفرح وإشارات الحزن على فقدان جيل بكامله من خيرة المدرسين .
أفتتح التكريم بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم,ثم كلمة لرئيس المؤسسة مليئة بالترحيب لحضور متميز من رئيس المجلس العلمي السيد مصطفى بن حمزة والسيد التهامي موسي نائب التعليم بنيابة وجدة أنكاد والسيد محمد البور نائب التعليم السابق بنفس النيابة وعدد هام من المفتشين والمديرين والأساتذة والإداريين والمتقاعدين والعاملين سابقا بنفس الثانوية. ليستعرض السيد المدير كلمته مذكرا بالدور الذي لعبه هؤلاء المتقاعدين خدمة للتربية والتعليم ,وأن بصماتهم ستبقى معالمها شامخة .
ولعل المثير في كلمة السيد رئيس المؤسسة :
– إشارته إلى تفاني رجال التعليم بالمؤسسة في دعم التلاميذ المقبلين على الامتحانات الإشهادية , فتأكدت من أن الآية الكريمة قد تنطبق عليهم مع الفارق بطبيعة الحال , في قوله تعالى » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه… » ولعل هؤلاء الأستاذة بهذه التضحية مأجورين من العلي القدير , كما يساهمون في تحقيق التكافؤ بين أبناء الأغنياء القادرين على الدعم والتقويم بمقابل مالي ليس في مقدور أبناء الفقراء , بل تعد هذه المبادرة مساهمة منهم في الحد من هذه الظاهرة السلبية التي ألمت بتعليمنا من خلال حصص الساعات الإضافية وبأثمنة أحيانا خيالية…
– إشارته الى إحالة أستاذين على المعاش ومع ذلك استكملوا السنة الدراسية من باب التطوع. وفي هذا المجال, أقول لهم بارك الله فيكم وأصلح لكم أبناءكم ورزقكم الصحة والعافية.عمل مأجور وجهد مأثور.
– إشارته وبحزن عميق الى مغادرة أستاذين المؤسسة الى دار البقاء. أرجو من الله العلي القدير أن يرحمهما ويكرم مثواهما ويرزقهما الفردوس الأعلى.
الكلمة الثانية كانت للعلامة السيد مصطفى بن حمزة هذا الإنسان الذي كرس حياته ووقته لخدمة المجتمع بتفاني وإخلاص وبعيدا عن الذاتية والمظاهر الخادعة. الكلمة كلها توجيهات نيرة لرجال التعليم عامة والمحالين على المعاش خاصة ,لمسايرة الركب والمساهمة في نقل مكتسباتهم الثمينة والتي لا تقدر بثمن , الى مجتمع متعطش وفي حاجة الى تغذية عقله وروحه بالمعارف على تعددها وتنوعها, ولعل إشارة السيد العلامة الى دور رجل التعليم في نقل المعرفة داخل المساجد للتعريف بحضارتنا ونشر المعرفة العلمية بين كافة شرائح المجتمع, حتى يخلفوا من ورائهم » علما ينتفع به » وليس علما جافا بقي أدراج عقولهم , لينتقل معهم وينتهي بانتهائهم.
الكلمة الثالثة كانت السيد موسى التهامي نائب التعليم بنيابة وجدة أنكاد , والذي رحب بالحاضرين وأثنى على المتقاعدين, كما زكى كلمة السيد مصطفى بن حمزة , بالتركيز على دور رجل التعليم ومقامه في خدمة التربية والتعليم مستشهدا بنصوص من الأدب العربي عن قصص من دراسات المؤلفات.
الكلمة الرابعة كانت للسيد الغول رئيس جمعية الآباء والتي حملت عبارات الاعتراف والامتنان لجيل ترك بصمات وراح الى عالم جديد تاركا إرثا من حديد.
قبل كلمة أحد المحالين على المعاش وهو السيد اسماعيلي والذي يمتلك احتراما وتقديرا من كل الحاضرين …. كانت المفاجأة الكبرى عندما أعلن السيد عدلي لمنور مفتش التعليم وممثلا للسيد رئيس المجلس العلمي عن إجراء قرعة لاختيار اثنين من بين المحالين على المعاش لأداء مناسك العمرة ,فكانت الفرحة الكبرى لهذه المبادرة والإلتفاتة الطيبة من هذا المجلس وهذا الرجل الطيب الذي كلما حضر مناسبة لرجال التعليم ,إلا وكرمهم بمثل هذه المكرومات التي يتمنى كل محال على المعاش أن تكون هي نهاية مشواره ….. إنها زيارة بيت الله الحرام.
أختتم الحفل بحفل استقبال على شرف الحاضرين ومناسبة غالية التحم فيها الماضي بالحاضر… ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل…….
3 Comments
نشكرك الأخ مقدم على هذه التغطية الشاملة للحفل المقام تكريما للزميلات والزملاء المتقاعدين ودمت في خدمة قضايا التعليم ومتابعا دقيقا لشؤونه جهويا ووطني ….جازاك الله خيرا
لعل معظم هؤلاء الاساتذة المحالين على المعاش كانوا اساتذة لي فانا دفعة 1994 علوم اقتصادية اغتنم هذه الفرصة لاشكرهم كلهم فبهذه المؤسسة تعلمت الالتزام والانضياط واحترام الوقت ولا تفوتني المناسبة لاشكر ايضا السيد الطاهري الحارس العام انذاك للخارجبة على صرامنه التي جعلت منا رجالا ونساء في المستوى فتحية اجلال و اكبار لكل من علمني حرفا
كما جاء في المقال هناك من المتقاعدين من عملوا سنة كاملة تطوعا و أظن أن ذلك لم يكن ليقع لولا حبهم لعملهم و أيضا دفئ المكان طبغا ليس بالمكيفات الهوائية و انما بالاشخاص الذين نعمل معهم بتقديرهم وتشجيعهم لنا وأيضا بمن نعمل من أجلهم أبناؤنا وتلامذتنا الأعزاء
هنيئا لكل الأساتذة الأجلاء المتقاعدين وتحية تقدير واحترام للسيد مدير المؤسسة المختار شحلال الذي لا يبخل في مقاسمة كل العاملين في المؤسسة افراحهم وأيضا أقراحهم
ختاما أقول أن هذه المؤسسة العريقة لها سحر عجيب فلا يمكن لأي شخص درس او عمل فيها أن يغادرها دون الاحساس بمرارة الفراق متمنياتي للمؤسسة بمزيد من التالق وللمتقاعدين بالصحة وطول العمر