أليس منه حق التلميذ من أسرة فقيرة ولوج المعاهد العليا ؟؟؟؟؟؟
لعل إثنان لا يختلفان أن أكثر طلاب العلم كانوا من الفقراء,وأن أكثر من ولجوا المراتب العليا في الإدارة كانوا من الفقراء , وأن أكثر المتفوقين دراسيا كانوا من الفقراء . يا ترى وما السر في هذا؟
تعليمنا كان يساوي بين الفقير والغني في البرامج والمنهاج والولوجيات. برامج كانت موحدة بين الجميع وعلى جميع المستويات. كتب مدرسية تحسب على رؤوس الأصابع , منطلقة من السهل الى الصعب ومعتمدة نسقا ينطلق من تعلم القواعد العامة ثم الخاصة ,وتعميق الذاكرة والذكاء في آن واحد وباعتماد مقاربة شمولية تروم إعداد نشء مثقف يمتلك كفايات تساعده على مواجهة الحياة العامة برصيد معرفي متين ولغة فصحى ورصيد عميق.
فما الذي تغير وغير حالنا من حال الى محال؟
– عمد الساهرون على شؤون التربية والتعليم في ما مضى الى إفراغه من محتواه,عن طريق سياسات تعليمية نخبوية , تتجلى في المحطات التالية:
1- اعتماد منهاج دراسي يقوم على أساس تعليم التلميذ المفاهيم العامة وترك التفاصيل لما بعد. بحيث أصبح التلميذ يدرس المضامين بشكل كلي ولو دون فهم وتفصيل وتحديد لمعامل المفردات وتركيبة الكلمات ونسق الجمل . مما أفرز لنا تلاميذ يملكون كما من العموميات وقليلا من التدقيقات . ولعل ما يؤكد ذلك عدم قدرة تلميذ السنة النهائية ثانوي على كتابة رسالة عادية,في مقابل تلميذ الخامسة ابتدائي سابقا , والذي كان متمكن من إعراب وتحويل قطعة بكاملها…..
2- اعتماد سياسة تعليمية تقوم على التعريب في المراحل الابتدائية ثم الثانوية والعودة من جديد الى الفرنسة في أعلى المستويات. النتيجة تلميذ متعثر ولغة ركيكة وتخلف دراسي مهول.
3- إفراغ الجامعات من دورها عن طريق احدث المعاهد العامة والخاصة وربطها بسوق الشغل مباشرة , على حساب الجامعات التي أصبحت ملجأ لكل من أغلقت في وجهه جميع الأبواب.
4- اعتماد خصخصة التعليم , بتشجيع التعليم الخاص ومنحه امتيازات خاصة , كالإعفاء من الضرائب وعدم التزامه بالبرامج الرسمية واعتماده سياسة ضخ نقط المراقبة المستمرة وتفخيمها , لجلب أكبر عدد ممكن من المسجلين وبرسوم شهرية في الكثير من الأحيان بمبالغ خيالية لا تسمح بولوجها إلا لمن وسع الله عليه أو توسع بطرق ما …. فضيق على الآخرين.
5- السماح بالساعات الإضافية الخاصة وخارج حصص العمل , وما أفرزته من ضرورة التمييز بين التلاميذ الذين يعتمدون هذه الحصص من المحضوضين وغيرهم من عامة التلاميذ من الفقراء والمعوزين.
6- اعتماد المعدلات في اختيار التلاميذ الحاصلين على الباكلوريا لولوج المعاهد , مما سمح لذوي الحظوظ من أبناء الأغنياء التفوق من خلال الساعات الإضافية أو شراء نقط المراقبة المستمرة من المؤسسات الخاصة.
7- …………..
كل هذه العوامل وغيرها أفرزت لنا نمطين من التلاميذ . نمط من التلاميذ المتفوقين من الفقراء اللذين أصبحوا قلة ممن تمكنوا بفضل ذكائهم الخاص من مجارات التلاميذ المنحدرين من الأسر الغنية الذين احتجزوا أغلب المناصب ,إضافة الى التحصل عليها أحيانا بطرق إلتوائية بعيدا عن مسطرة الانتقاء المعروفة. وفئة عريضة ممن حصلوا على نتائج مستحسنة أو متوسطة أو ضعيفة ممن يلقى بهم الى سلة المهملات داخل الكليات أو مراكز التكوين أو الشوارع والطرقات.
وضع أزم وضعية تعليمنا ,لأنه أفقده كنهه وكينونته,وأفقده قاعدته العريضة التي كانت مشكلة من أبناء الفقراء, الذين كانوا يكدون ويجتهدون ويحصلون.أحبطوا وهمشوا … فأصبحوا قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في كل وقت وحين …. فهل من معين ؟؟؟؟؟؟؟
Aucun commentaire