المسـتـرزقــون  بالترفـاس
فجيج : محمد بوزيان بنعلي

في يوم الأحد السابع من أبريل 2013 ، غادرت مع المغادرين فجيج من محطة الخامسة صباحا .. كانت الحافلة مكتظة فوق العادة ، حط أحدهم جزءا من ثقله على كتفي الصغيرة .. سأله جاري عن وجهته ، ردّ عليه بصوت أجش : أسترزق الله .. فهمت أنه من أهل الترفاس الذين يخرجون كل صباح  .. فكانت هاته الأرجوزة :

يسترزقــون اللــه في الـتـرفـــاس        ويـخـرجــون قـبـل كـل الـنــــاس
تـقـلّهـم حـوافــل مـكـتـــظّـــــــــة        رغـــم المــراقـبــة والـمـشــقّــــة
فـهـذا واقـــف عــلـى رأسـي وذا        يـطـأ رجْلي ، يـا أخـي مـا هـكـذا
حافـلـة الـيــوم كـمـا بالأمــــــــس        بـيـن وُقــوف وقـلـيــل جُــلْــــــس
رقـابــتــــــان : شـرطــــة ودرك        لم يـفـلحوا في ضبـط ما قـد ملكوا
لا تـرْكـبــــــنْ حـافـلـة إذا لــــــم        تـكـنْ صبـورا أو ثـقــيـلا كـصـنـم
ثـم تـراهــم يـنـزلـون قـبـلـنـــــــا        كـل يـنـادي رزقـُـه مـنْ هـا هـنــا
قـواعـد اللـعـبـة تـبـدأ هـنـــــــــــا        مـحـتـرف يـعـرف أيـن تُـجـتـنـــى
والهاوي عينه إلى الأرض هوتْ        ويـده تـنـكــشُ مـا الـعـيْـــــن رأتْ
والـعـرْق مـنـهـم حـادر والـظـهْـرُ        لطول مـــا انـحـنـى يـكـاد يــــذرو
وفي المسـاء يرجعــون شــُرّعــا        مـدجّـجـيـن تـرْفـســا مُــنــوّعـــــا
فأبيــضُُ لـوحــده ، وأحـــمـــــــرُُ        أشـهـى لـمـن عـلـيـه نـقـدا يـقـــدرُ
رزق يـسـوقـه الـرحـمـن مـنّــــة        لـفـئـــة مــن الـشـبــاب جــلّـــــــة
إنْ نـزل الـمـطر فـي أغُـسـطـسْ        ثـم يـنـايـر تُــســـرُّ الأنــفــــــــسْ
فـلا عـدمـنـا غـيـثـا في شهريْــن        تـرعـاهـمـا في العـام ألــف عـيْـن
فكم أُقـيـلـتْ عـثـــرة بالـتـرفــاسْ        وكم همـومـا فـرّجـتْ ووســـواسْ
خـيـرات أرض الله مسـتـفـيضــة        تـحـتـاج للــعــزم وللـشـكـيـــمــــة
تعرضـوا لهـا يُـصبْـكـم خـيـرُهـا        وتـدركـوا بالحـزم قـمـة الـسـهــــا
ولو أرادوا لأعـــدّوا لــه عــــدّة        كـذا أشــار ربـنــا في الـتــوبـــــة
فـيا شــبـابُ شمــروا سـواعـــدا        بالـجـدّ تـبـنـون غـدا قـواعــــــــدا
ولا يـفـكّـرْ أحــد فـي الـهـجــرةْ        إن اللــبـيـب مـن يـرى بالـعـبـــرةْ
لـعـلْـمـكـمْ إنّ أوروبـّا تـحـتـضـر        هـمـومـهـا كـثـيـرة لا تـنـحـصـــرْ
ومـنْ لـه فـي الـديـن أدنى هـمّـة        يـخـتـرْ بـلاده بـرغــم الـعـســـرةْ
فـيطلب العيش الكريم بالـكـفـاف        ويعـبـد اللـه ويـرجــو ويـخــــاف
فــمـا بـيـوت الـمــسلـمـيــن إلاّ..        والـغـيْـث يـزكـو قـطـرة وطــــلاّ
إنْ تخلدوا للأرض حتما تضعفوا        وتألـفـوا الـعـجـز ولـن تستخـلـفـوا
مـن هـمّـه الـرقــاد والـقـعــــــود        وجـــب فـيـه الـجـلـــد والـحــدود
فـجـدّدوا الـروح وهـبـوا للعـمـل        فـلـن تُـنـال الـرغـبـات بالـكـســل
وليـكـن التـرفـاس نقطة انـطـلاق        لـعـمـل يـبـقـى لسـاعــة الـفــراقْ
عـما قـريب يـنـقـضي أتقعدون ؟        تنتظـرون ما تـجُـدْ بـه الـسـنـونْ
وهـل هـنـاك أشـرف مـن عـمـل        بالـيـد مـثـل الأنـبـيـاء الـكُـمّـــــل
مـن ســرّه أن يُـرى في الـجـنـان        مـع الـنـبـي المصطـفى العدنـاني
فـلـيـشْـكـر اللـه بـكـل عـمـــــــل        يـأتـي بـكـسْـب طـيـب مـتـصــل
فهـل فتى يسمعـني ويستجـيـبْ؟        وكـلّـنـا عـلـى فـعـالــه رقـيــــب
قد حصحص الحق فخذ به وطـرْ        إلى الـمعـالي صامدا ثـم اسـتـمـرْ
وصـل يـا ربـي عـلـى الـمـخـتـار        مـا كُـوّر اللـيـل عـلـى الـنـهــــار