زائر من تازة لمهرجان العلوم بوجدة
مهرجان العلوم أو حوار » الفيلسوف » و » المهندس »
زائر من تازة
على سبيل التقديم
نظمت مؤسسة عمر بن عبد العزيز بوجدة مهرجانها الثالث للعلوم من 7 إلى 12 أبريل 2013 في الوقت الذي كان فيه معظم شبابنا يتناقلون بكثير من اللهو و قليل من الجد » كذبة أبريل » كان شباب المؤسسة، وهم خليط من طلبة الأقسام التحضيرية و مدرسة المهندسين و كلية الطب يتناقلون المفاهيم العلمية و يبسطونها للعلوم من مختلف الأعمار، أثثوا – على إثرها – فضاءات وجدة فمن فضاء ثانوية عمر بن عبد العزيز حيث منتدى الإعلام و التوجيه إلى فضاء 9 يوليوز حيث فضاء الطفل مرورا بساحة 16 غشت التي احتضنت مقهى العلوم و انتهاء بساحة جدة االتي كانت فضاء للتجارب العلمية من المتناهي في الصغر إلى المتناهي في الكبر. لقد انتظمت هذه الفضاءات في خط مستقيم كاستقامة المنظمين .. أو كاستقامة نبل أهداف المهرجان.
الجميل في الأمر أن « الدهشة » بالمفهوم الهيدغيري ساقت كل الناس إلى الأروقة منبهرين بسلطة العلم و جمال المعرفة .. إنه عشق العلم بلغة شباب همهم الوحيد تقديم أطباق علمية يطعمون بها كل زائر فيجدون لذتهم في ذلك
.في سيمياء الأسماء ( أو صناع الحدث )
لكل صنعة بديعة صانع ماهر، فمن صناع هذا الحدث ؟ من أدهش ساكنة وجدة و أحراشها ؟ من هؤلاء الذين تجمهر حولهم هذا الحشد من الناس ؟ من أقنعهم أن العلم هو سحر العصر ؟
الحقيقة الوحيدة هي أن هذا المهرجان هو حوار » الفيلسوف » و » المهندس « ، أليس غريبا أن يكون الاسمان على وزن واحد : جمال / جواد ؟ أليس الجمال حليف الجود و النوال في صناعة الحب ؟ ثم بعد هذا و ذاك أليس غريبا أن يكون الجمال يوسفيا، و يكون الجود متعديا. أما و قد انضافت إليهما « رجاء » و هي من نفس الوزن، انضاف الكمال إلى الجمال و النوال، فتم محاق بدر الحب المشع الذي تجلى سناه على المتحلقين حولهم من طلبة حولوا أسماءهم إلى صفات أخلاقية كما الحمض النووي الذي يختزل المعلومات عن صاحبه : فأيوب الصبر و خالد الذكر و رشيد العقل و عصام الوفاء و رجاء و آمال المستقبل و مريم الصدق و بشرى الخير … و اللائحة طويلة، إنهم جمع بصيغة المفرد أو مفرد بصيغة الجمع…
كلها أسماء غير مدبجة و لا مزينة بأية صفة كالدكتور أو العالم أو غير ذلك لأن المعرفة لا تعرف، فهم معارف بذواتهم و صفاتهم و هم مستغنون عن التعريف بنبل الرسالة التي يحملون.
على سبيل الختم :
· لم يكن المهرجان سوى توقيع الروح في زمن الشرق الآتي فتجلى في جغرافيا مدينة اسمها » وجدة » .
· لم يكن المهرجان سوى ولوج للحياة من منفذ المعرفة و العلم فتواصلت النفوي و تعالقت القلوب و تحلقت في المدارج الروحانية حيث تتجلى المقولة النبوية » خير الناس أنفعهم للناس »
· لم يكن المهرجان سوى اختزال للحياة.. إنها معادلة ثلاثية الدعائم : تنظير فيلسوف و تخطيط مهندس و تنفيذ عمال
· لم يكن المهرجان سوى رسالة مفادها أن الموارد البشرية موجودة تنتظر حسن التدبير و زمن التفعيل .
بقلم : ذ – عزيز السليماني
1 Comment
نعم، كما تشهد على ذلك كذلك ثانوية من العيار الثقيل يقارب عمرها 100عام من الزمان، شيدت في عهد الحمايةالفرنسية.