ونعم التكريم للسيدات والسادة المفتشين المحالين على المعاش…
كنت في وقت ما أعتبر تكريم موظف ما بعد تقاعده , شكلية من الشكليات وعابر من العابرات. لكنني عندما سمعت مرارا من بعض المكرمين إثر إحالتهم على المعاش احساسهم المرهف وشغفهم حضور هذا التكريم ,الى درجة أن الكثير منهم يعتبر هذا الحدث…أهم حدث في حياته. بل منهم من يرفض حضور التكريم , لعدم قدرته على فراق أصدقاء مهنة المتاعب الذين قضى معهم زهرة حياته وأفناها الى جوارهم.لكل هذا قرر فريق من المفتشين عدم التفريط في هذا الحفل الرمزي لا أكثر واعتباره يوما يستحق التكرار سنويا, للاحتفاء بزمرة من رجال التربية والتكوين.
هذه السنة وبالضبط يوم السبت 30 مارس مساء , كرم جمع من مفتشي التعليم ,اضافة الى بعض نواب الجهة وعلى رأسهم السيد محمد البور والذي تغيب عن اللقاء , ولم أعلم الى حد كتابة هذه السطور سبب غيابه, لما يكن له الجميع من احترام وتقدير ولما عايشناه معه من نزاهة وأنفة وعزة وكرامة وتعبير.
كما كرم السيد مدير الأكاديمية السابق السيد محمد أبو ضمير الذي غادر الجهة الى أكاديمية دكالة عبدة,ونائب تاوريرت سابقا السيد جمال مزيان الذين غادرنا الى نيابة تازة وترك آثارا عميقة في نفوسنا, والسيد عبد الرحمان البعداللوي الذي غادر نيابة بركان نحو سيدي قاسم ولم تسعفه الظروف لحضور حفل التكريم , والسيد عمراوي بوبكر نائب التعليم بجرادة والذي عاد من جديد وبكل شهامة وعزة الى منصبه الأصلي كمتشف لمادة الاجتماعيات بعزة وكرامة.
حفل تكريم بحضور وازن للسيد مصطفى بنحمزة الذي عودنا على اتحافنا بنصائحه النيرة وتوجيهاته الفاضلة التي تزكي حرصه على استمرار رجل التعليم في البذل والعطاء وعدم الخنوع الى الراحة والسكينة التي تنسيه كما من العلم والمعرفة , راكمها خلال سنين وأعوام.وكانت المفاجأة عندما قدم له الفريق المنظم للحفل هدية رمزية لكنها عربون محبة وتقدير,عندها كنت أتابع نظراته فأحسسه بعبراته مما أسال عبراتي أيضا وعبرات مقدم الحفل السيد عبد القادر الكوال,لما يمثله بالنسبة لنا كرمز للاستمرارية وفعل الخير ونكران الذات, وله من الله كل الجزاء.
حضر الحفل السيد رئيس الجامعة وبعض أساتذتها, والسيد مدير الأكاديمية السابق والجديد وكل نواب الجهة باستثناء السيد عبد الله يحي لالتزمات خاصة, فناب عنه زمرة من الاخوة الأعزاء في شخص السيد شيلح والسيد موساوي والسيد رئيس مصلحة الموارد البشرية , بينما غاب عن اللقاء النائب الجديد لنيابة دريوش دون أن نعلم سبب غيابه ولم نتوصل بأية مكالمة منه…… وجمع من المقتشين الذين أحيلوا على المعاش أو المزاولين , وعدد مهم من رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية والنيابات , وعدد كبير من المديرين من مختلف مستوياتهم ,وممثل عن وازارة الأوقاف, وممثلي بعض النقابات, وممثلين عن الاعلام , ومدعوين آخرين يسمحوا لي إن لم أذكر صفتهم أو تمثيليتهم,المهم أنهم حضروا وشرفونا بحضورهم,بل كان لحضورهم دعم لنا للاستمرار في هذا العمل التطوعي الاعتباري المليء بالمشاعر والحساسية.
بعد تلاوة بينات من الذكر الحكيم, تناول الكلمة السيد مصطفى بنحمزة معبرا عن سعادته بهذه السنة الحميدة وداعيا رجال التعليم الى بذل مزيد من العطاء رغم انتهاء مهامهم الرسمية الى مهام تطوعية لنقل خبرتهم الى غيرهم وعدم الاحتفاظ بها داخل فكرهم,كلمة كلها وعظ وإرشاد .
ثم تداول على المنبر بعض المتدخلين , في شخص السيد مدير الأكاديمية السابق والسيد محمد ديب مدير الأكاديمية الجديد الذي أتمنى له كل التوفيق في مهامه الجديدة بعد خروجه من عالم الحسابات الى عالم القرارات.كما تناول الكلمة السيد موسي التهامي النائب الجديد لنيابة وجدة أنكاد ,وكلمة للسيد درويش مفتش اللغة العربية نيابة عن باقي المفتشين المحالين على المعاش ,عبر فيها عن اعتزازه وامنتنانه, للجهود التي بذلتها لجنة تنظيم الحفل لتقديمه في حلة تليق برجال قضوا سنوات طوال وأحيلوا من طرف وزاتهم كما يحال اللباس المتقادم .
ليختم الحفل بتوزيع هدايا رمزية ,آمل أن تكون اعترافا بمجهودات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ,وأفنوا عمرهم في خدمة وطنهم ومؤسساتهم التعليمية التي قدموا لها كل ما يملكون ولا حول ولا قوة لهم بما لا يملكون. ثم حفل استقبال على شرف المدعويين.
على هامش الحفل قدم الفريق المنظم مقترحات تجلت في:
– مشروع تخصيص يوم عالمي للمفتش,فيه يكرم وفيه ينظم المفتشون نشاطا ما.
– مشروع احداث خلية بمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة ,يعهد لها مهمة تنظيم ندوات وعروض ولقاءات من باحثين ومتتبعين ودارسين.
آمل أن يكون حفل التكريم في مستوى المحتفى بهم,وآمل أن يكون لكل غائب عذره,كما آمل عمرا مديدا وعيشا رغيدا وحياة سعيدة لكل من أنهى مشوار الرسميات, ليعيش ما تبقى من عمره في مجال أكثر حرية وأكثر تطوعية . والله الموفق.
1 Comment
ايوا كثروا هاد التكريمات و ديما نشكر على البذل و العطاء وفي الاخير نقول التعليم في ازمة اذن من اين جاءت الازمة و الكل مشهود له بالبذل و العطاء و التفاني في خدمة الصالح العام يبدو لي اننا لسنا امام تكريمات و انما امام لكريمات ة