كيف نفسر صنع تلميذ لقنبلة ؟؟؟؟؟…. وتفجيرها داخل قسم دراسي…..
علمت من إحدى مصادر الأخبار, صنع تلميذ لقنبلة ,بعد أن تابع عبر احدى المواقع الالكترونية كيفية تركيبها. وهو الأمر الذي أعده ونفذه داخل قسمه, مما أدى الى وقوع بعض الجرحى.
الخبر يعتبر فاجعة اجتماعية, ونكسة تربوية فضيعة , وفضيحة أخلاقية غريبة, وانحلال أسري خطير.كم كتب الكتاب والمتتبعون الى ضرورة تقنين ما يصلنا من معلومات عبر وسائل الاعلام بمختلف مكوناتها , تهدد أمن المجتمع من شتى النواحي,من صور اباحية ومنتديات مخلة بالأخلاق ومعلومات تهدد سلامة المواطنين . ولعل هاته من تلك المعلومات التي تزود بها هذا التلميذ وفجر معضلة جديدة داخل مؤسساتنا التعليمية.
ولعل الجميع يتذكر , بل ولا زلنا بين الفينة والأخرى نسمع أو نقرأ عن صور فاضحة ملفقة لهذا المدير أو ذاك ,أو لهاته التلميذة أو تلك. الى درجة تلفيق الصورة واظهار الفتاة في صورة مشينة أخلاقيا, ثم نشرها بين التلاميذ …. إن ترك الاعلام الإلكتروني يسمم مجتمعنا بمعطيات ومعلومات مضرة, من العبث واللامسؤولية التي سنجني عواقبها الوخيمة. ولعل هذا الفعل الشنيع من ضمن مخلفات هذه الحرية العارمة التي ألمت بمجتمعنا وألقت بأبنائنا في عالم النهور والهيجان والنقمة من كل شيء.ولعلي ذكرت في احدى المقالات أنني لو كنت وزيرا للتعليم,لأوقفت المعرفة برهة من الزمان, والتركيز على التربية حتى نعيد النظر في جيل شب على العصيان وتعلم كل ما من شأنه النقمة على العيان.
– ما فائدة المعرفة , إن كانت لا تفيد شبابنا وتلقي به في الهاوية؟
– ما فائدة التعليم ,إن كان مستوى تلامذتنا يتراجع سنة عن سنة , بل يوما عن يوم؟
– ما فائدة التربية , إن كنا نعيد جيلا ناقما غاضبا غافلا تائها ؟….
ولعل مذيع الخبر تساءل عن دور الأسرة,كيف وصل إبنها الى هذه الدرجة من التهور , ليصنع قنبلة ويفكر في تفجيرها داخل قسم؟ أين هو تتبعها لسلوكياته؟ وأين هو تتبعها لسيرته داخل مؤسسته؟ وأين هو تتبعها لكيفية قضاء وقت فراغه خارج وداخل بيته؟
إن التباعد الذي أصبح يسود بين الإبن وأسرته ,من جراء عزلته وانفراده في حياته داخل بيته,قد خلق له جوا من الفراغ والتفكير في كل ما من شأنه الانتقام من مجتمع لم يوفر له ما يطمح إليه, من شعور بالفشل الدراسي وغياب الأمل في مستقبل غامض ….. كل ذلك زرع في نفسه إحساسا بشخصه الضعيف وقلة شأنه وشعوره بالهوان والخيبة.ليعكس سلوكا مفاده الانتقام والغضب على… ومن … كل شيء.
إن الاعتقاد السائد عند الكثير من الأسر بالتركيز على الجانب المادي والمالي من حياة ابنائهم,بزعمهم أنهم وفروا لهم كل شيء . وما على الأبناء سوى متابعة المشوار بما لديهم من إمكانيات ,مفتخرين على الدوام بماضيهم حيث كانوا محرومين من كل شيء ومع ذلك حققوا كل شيء.ناسين أن جيل اليوم مختلف عن جيل الأمس ومغريات اليوم مختلفة عن مغريات الأمس,وأصدقاء اليوم لسوا من نمط أصدقاء الأمس….
إن مجتمع اليوم غريب عجيب ,يجمع بين طياته الصالح والطالح. الحرية التامة المطلقة التي كان يتمتع بها جيل الأمس, كانت مرتبطة بسمو الأخلاق وعلو الهمم والجد والمثابرة والاحترام والتقدير للغير… والحرية في عصرنا هذا مرتبطة بتخطي كل الخطوط الحمراء والدوس على القيم النبيلة والنقمة من المجتمع والميوعة في العلاقات والميل الى الانتقام والعدوانية ….
نحن نعيش وضعية مجتمعية خطيرة ,مليئة بالعنف وانحطاط القيم والأخلاق وتردي الثقافات وتراجع الأسر في مهامها كضابط للبناء, بالتركيز على الماديات……فإلى أين نحن نسير؟ ومتى ترتبط العربة بالسكة الحقيقية؟
1 Comment
ان الحرية المتحدث عنها قد تحدث اضرارا في عقول ومعارف ناشئتنا في الحقل اللغوي والنحوي من جراء الاطلاع على مثل هذا المقال وغيره للكاتب المحترم وجدير به ان يراجع وينقح ما يكتب قبل الاسراع الى نشره على الشبكة العنكبوتية.اما الافكار المطروحة في المقال فهي من قبيل المستحيلات لأن العالم الافتراضي سائر وماض ولن ينتظر احدا وان كان العيب منا فلا مسؤولية لوسائل التواصل وهي -ككثير من المخترعات- سلاح ذو حدين وينبغي استغلاله على النحو الأمثل والتفكير في اساليب الاستثمار النافعة لمعطياته ومحتوياته