كلمة فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة بمسجد الفتح (دوار لهنادسة دائرة بني خالد)
كلمة فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة بمسجد الفتح (دوار لهنادسة دائرة بني خالد)
محمد شركي
تعرف الجهة الشرقية بتميز احفال أهلها بمناسبة المولد النبوي الشريف . ومما تتميز به هذه الجهة احتفال بواديها المعروفة بالأحواز بهذه المناسبة العظيمة بحفاوة كبيرة . وتتنافس القبائل والدواوير في إظهار الفرحة بهذه المناسبة حيث تقام الأمسيات ،وتحيى الليالي في بيوت الله عز وجل ويطعم الطعام بها حرصا من ساكنة أحواز الجهة الشرقية على إظهار التعظيم والإجلال لشخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم . وعلى غرار الاحتفالات التي أقيمت في كل جهات الأحواز هذه السنة ، أقامت ساكنة دوارلهنادسة بدائرة بني خالد باشوية بني درار حفلا بهيجا بمسجد الفتح بعد ظهر يوم أمس الأحد حضره فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة ، وعضو المجلس العلمي الأعلى ، ومدير معهد البعث الإسلامي . وكعادة فضيلته في مثل هذه المناسبة ركز على دلالة الاحتفال بشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بمناسبة مولده الشريف . ونظرا لأهمية كلمة فضيلته ، وتعميما للفائدة نقدم فيما يلي خلاصة لها:
انطلق فضيلته من فكرة مفادها أنه لا بد أن تحدد أهداف الاحتفال بمناسبة المولد الشريف ضمن برامج يعد بدقة من أجل التعريف بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال وصفه الخلقي والخلقي ـ بفتح وضم الخاء ـ كما وصفه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، وكما جاء وصفه في كتب السيرة ، وكتب الحديث الشريف الصحاح ، ثم من خلال التعرض لأحواله المختلفة ومواقفه … كل ذلك من أجل تيسير الاقتداء والتأسي به وهو أمر إلهي وفرض على الأمة الإسلامية . ووقف فضيلته عند قضية الاقتداء والتأسي عندما تكون شخصية المقتدى به مجهولة عند المقتدين إذ لا يمكن لمن يجهل صفات وأخلاق و أحوال القدوة ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم أن يزعم الاقتداء الصحيح به . وانطلق فضيلته في الحث على التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم من منطلق كون حبه واجبا دينيا ، ولا يمكن أن يحصل حب النبي صلى الله عليه وسلم مع الجهل بصفاته وأخلاقه وأحواله لأن المعرفة بها تزيد العارفين حبا فيه . ونبه فضيلته إلى خطورة انحراف حب النبي صلى الله عليه وسلم إلى حب غيره من البشر كما يحدث أحيانا عندما يحاول البعض صرف الناس عن حب النبي الكريم إلى حب غيره من عامة الناس خلال المبالغة في الرفع من قدر وشأن هذا الغير حتى تصل المبالغة أحيانا حد وصف غير النبي الكريم بأنه أعظم إنسان ،وكأن أصحاب هذه المبالغة استقصوا آراء مليار وثلث أو ونصف من المسلمين فأجمع هذا العدد على عظمة غير النبي من الأشخاص الذين يقدسون ويمجدون كذبا وزورا ، ويكون تقديسهم وتمجيدهم عبارة عن صرف الناس عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب شرعا ،لأنه لا يصح إيمان أحد حتى يكون هذا الرسول أحب إليه من نفسه وولده ووالده وماله والناس أجمعين . فالذين ينشغلون بحب غير الرسول الأعظم ، ويشغلون الناس بذلك ، وهو ما يصرفهم عن حبه صلى الله عليه وسلم يتعين عليهم مراجعة إيمانهم . وحث فضيلته على تناول حياة الرسول الأكرم بدقائقها وتفاصيلها عوض الاكتفاء بالانطباعات العامة والعابرة عنه ، فلا بد من الكشف عن كل أحوال النبي صلى الله عليه وسلم لتمكين الناس من معرفته ومحبته بغرض الاقتداء والتأسي به . وضرب فضيلته مثلا للذين يصفونه وصفا عاما في بيته مع أزواجه أمهات المؤمنين ، وهو ما لا يفيد الأمة في المعاملة الزوجية الشرعية إذ لا زال في الأمة على سبيل المثال من يتحدث عن الزوجة بالقول : » المرأة حاشاك » أو ما شابه ذلك من الأوصاف والنعوت التي تشي بالقدح خلافا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان ينادي أزواجه بأسمائهن ، بل ينعتهن بنعوت حسنة تدخل السرور على أنفسهن وهو بذلك قدوة كل الأزواج المسلمين . وعرج فضيلته على ما له علاقة بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حب صحابته الكرام ، وهم الجيل الذي شرفه الله عز وجل بتنزيل القرآن الكريم وأجرأته من خلال صحبة الرسول الأكرم اقتداء . وحذر فضيلته من الوقوع في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال النيل من صحابته والاستنقاص من شأنهم كما هوا حال البعض الذين ينالون بالتجريح والقدح في خيرة صحابة الرسول الأكرم، وعلى رأسهم الصديق والفاروق وذو النورين ، وهي عادة قبيحة دخيلة على المجتمع المغربي المسلم حيث بدأت ظاهرة القدح في هؤلاء وفي أزواج النبي الكريم وخصوصا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في بعض جهات الوطن ، وفي بعض البوادي والقرى من قبل جهات مشبوهة ومغرضة ثبت تاريخيا أنها تكره صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان لهم الفضل في نشر الإسلام في أكبر حيز ممكن . ووقف فضيلته عند قضية كراهية كل من كان له دور في نشر الإسلام بدءا بالطعن في الصحابة الذين رووا عن النبي الكريم من أمثال الصحابي الجليل أبي هريرة الذي روى أكثر من خمسة آلاف حديث إذا ما استهدف صاحبها بالطعن، واستهدفت ضاع جزء مهم من السنة النبوية الشريفة ، ومن أمثال الإمام البخاري رحمه الله الذي يعد كتابه في الحديث أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل ، والذي إن استهدف أيضا بالطعن استهدف القرآن الكريم واستهدف الدين الإسلامي برمته . وعلى غرار طعن بعض المغرضين في الصحابة الكرام بمن فيهم الخلفاء الراشدون الثلاثة ، وأمهات المؤمنين ، ورواة الحديث ، وأئمة الحديث ، فإنهم يطعنون أيضا في بعض الإمارات الإسلامية كإمارة بني أمية ،وإمارة آل عثمان الأتراك لمجرد أنها إمارات نشرت الإسلام في ربوع شاسعة من العالم . ومثل فضيلته للإساءة إلى آل عثمان بالمسلسل التافه المعروف « بحريم السلطان « التي يفتري على السلطان الكبير سليمان القانوني المعروف بتدينه وخدمته العظمى للإسلام . وركز فضيلته على ضرورة ترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحب صحابته في نفوس الناشئة ، وتربيتهم على ذلك ، لأننا اليوم أمام أجيال تجهل الكثير عن نبيها عليه السلام، وعن رموز هذا الدين من عظماء الصحابة وعظماء أمراء المسلمين في مختلف حقب التاريخ الإسلامي، الشيء الذي يؤثر سلبا على تدين هذه الأجيال . وختم فضيلته بالتنبيه إلى ضرورة تحويل الاحتفال بمناسبة المولد إلى فرص لتجديد إيمان الأمة من خلال ربطها عاطفيا بنبيها الكريم عن طريق التعريف به بشكل دقيق يخول لها الاقتداء والتأسي به وبصفوة صحابته الكرام رضوان الله عليهم الذين تربوا على يديه الشريفتين ، وفضلهم الله عز وجل حتى أن ملء الأرض لا يعدل مد أحدهم أو نصيفه كما جاء في الأثر .
وأخيرا نأمل أن نكون قد بلغنا بشكل مختصر كلمة فضيلة العلامة ، ونسأل الله عز وجل أن ينفع بها الأمة ، وأن يجازي صاحبها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
Aucun commentaire