حفل الفلاحين يخيب آمال مكونات المجتمع البركاني
احتضنت مدينة بركان الأسبوع الماضي المهرجان الأول للفلاحين. والذي كان بالفعل فرصة للتعريف بالإقليم و بالمقومات التي يزخر بها إن على المستوى الفلاحي أو السياحي مع ما يعقب ذالك من استثمارات تنعش الإقليم. المهرجان تخللته تظاهرات رياضية و فنية و معارض فلاحية و أخرى للصناعة التقليدية أثثته مجموعة من التعاونيات من مختلف ربوع المملكة عرفت الساكن المحلي بتراث مختلف المناطق المغربية.
للوهلة الأولى لا يمكننا الجزم بنجاح أو فشل التظاهرة من حجم مهرجان الفلاحين الأول.، وفي ذات الوقت لا يمكن انكار اهميته بالنسبة لمدينة مثل مدينة بركان ، ومع ذلك لا بد من ايراد بعض الملاحظات ، يمكن تفاديها مستقبلا ، نذكر منها على سبيل المثال :
رغم كون المهرجان عرف تنظيم عدة أنشطة موازية للمعرض الفلاحي. الا انه ومن خلال نظرة أولية يظهر لنا غنى في البرنامج، غير أن المهرجان شابته مجموعة من النقائص ضربت المهرجان في الصميم و أثرت على قيمته. فالسمة الغالبة هي غياب برنامج عام للمهرجان حيث تم التعامل بعشوائية واضحة ، و استنساخ تجارب سابقة كالمعرض الفلاحي “AGRI BERKANE EXPO 2012″ الذي جاء نسخة مطابقة عن معرض سابق نظم قبل 5 أشهر في مدينة بركان.
كما اهتم المنظمون بالصناعة التقليدية و خصصوا لها عدة أروقة لعرض المنتجات ، مبادرة وجب التنويه بها غير انه كان من باب أولى الاهتمام بالصناعة التقليدية المحلية و إعطائها أولوية بدل تقزيم مشاركاتها و تخصيص أماكن للعرض لا تليق بها و إدخالها في منافسة غير متكافئة مع جهات أخرى، والتي قطعت أشواطا كبرى في مجال التسويق إذ دخلت العالمية مقارنة مع الصناعة المحلية التي مازالت تلتمس الطريق و غياب تعاونيات وازنة في الإقليم رائدة في العمل التعاوني ما ساهم في تقزيم المشاركة المحلية.
بالاضافة الى هذه النقائص التي عاشها المعرض، كانت حصة الثرات البركاني الذي غاب هو ايضا عن منصة الحفل بحيث لم يتم التعامل مع الفنانين المحليين بالشكل الذي يليق بهم، لتكون طعنة قاتلة للتراث المحلي الذي كانت تنتظره ساكنة الإقليم، ينضاف الى كل ذلك تغيب الإعلام المحلي الذي يلعب دورا مهما في التعبئة و التعريف بكل ما له صلة بالمدينة و الإقليم قصد تسويقه محليا و وطنينا و عالميا. أمر محير يجعل الجميع يطرح عدة علامة إستفهام.
على اي كل ما نتمناه هو ان يتم تفادي هذه الهفوات مستقبلا ، لنقول للمسئولين عن هدا الحفل لا خاب و لا ندم من أستشار و بالتالي فان إشراك الساكنة و المجتمع المدني أصبح ضرورة قصوى.
م.ق
Aucun commentaire