الدلالات الموضوعية للإنتفاضة الشعبية لفجيج
سعيد سونا
يعتبر إقليم فجيج من الأقاليم التي شهدت حراكا اجتماعيا حقيقيا قبل هبوب رياح الربيع العربي ، وقد عبرت ساكنة الإقليم طيلة العقد الفارط عن وعي نضالي جعل كل القوى الحية الوطنية والدولية تقف إجلالا للمعارك البطولية التي تخوضها الساكنة بتأطير من مجموعة من الإطارات النضالية التي شكلت نقطة ضوء في صيرورة تحريك الملف المطلبي للإقليم الذي يرزخ تحت كل أشكال الحكرة والتهميش والهشاشة والفقر الهيكلي… مما جعل الإقليم معزولا عن الكليشهات الزائفة التي يروجها صناع القرار ، ورغم أن الإقليم من أكبر الأقاليم شساعة على المستوى الوطني، ورغم توفره على كل المقومات البشرية والطبيعية التي تجعله ينال حضه من الأوراش التي تفتح في المملكة، وبالتالي فك العزلة عنه حتى ينخرط في ركب المشروع الإصلاحي الكبير التي تشهده بلادنا ، لكن تأبى بعض الجهات وفي إصرار غريب وغير مبرر على جعل الإقليم يراوح مكانه .
وتجدر الإشارة إلا أن في العقد الأخير شهدت كل مدن وقرى وواحات الإقليم انتفاضات شعبية بخلفية اجتماعية » نزوح بعض شباب عين الشعير إلى الجزائر ومصاحبة هذا النزوح باعتصام بطولي لساكنة الواحة الصامدة …انتفاضة ساكنتي بني تجيت وتالسينت …وكذا المعركة البطولية التي قادها رمز الإقليم النضالي الصديق كبوري بمدينة بوعرفة والتي كان أبرز عناوينها مقاطعة فاتورات الماء للسنة السادسة على التوالي ، مما جعل جهات تحن لسنوات الرصاص تزج بمنديلا إقليم فكيك في السجن ، لإخراص صوت المطالب المشروعة للساكنة والتي لايمكن التعبير عنها بصور ومقالات… ومما زاد في تكريس هذا الوضع النكوصي التعتيم الإعلامي والجهل المكعب بالمعدن الحقيقي لأبناء هذا الإقليم الإستثنائي ، والتي لن تزيده تلك الصورة الدونية التي تروجه عنه قوى الردة والإفلاس إلا ثباتا ويقينا بالنصر للعدالة الإجتماعية المنشودة لأبناءه .
الإنتفاضات متواصلة وهاته المرة من عاصمة العلم والعلماء فكيك وما أدراك مافكيك بلاد الفقه والتزهد ، فكيك محمد عابد الجابري تخرج يوميا عن بكرة أبيها في انتفاضة شعبية تزكي التعبيرات النضالية السلمية والحضارية المتواصلة بالإقليم على وقع مطالب اجتماعية … فكيف لعاقل أن يتصور أن مدينة بحجم وتاريخ فكيك لاتتوفر على مستشفى ، وتفتقد لمرافق تمتص البطالة التي غدت بنيوية ، وتعيش ساكنتها كل مظاهر الحصار والحرمان رغم وضعها الإعتباري كمدينة حدودية تستحق التفاتة سياسية حقيقية من لدن صناع القرار لوضع خارطة طريق لمشاريع قوية ببعد تنموي استراتيجي يلامس المعيش اليومي للمواطنين .
وفي انتظار ذلك هاهي ساكنة الإقليم تستمر في تلقين دروس الشموخ والصمود وعدم الإنحناء لثقافة اليأس التي نشرتها أوساط متداخلة تنتعش على جعل هذا الإقليم المكافح رهينا لكل أشكال الإقصاء ، دون فتح حوار حقيقي ناضج ومسؤول يتسوعب كل هاته المطالب بدون مقاربة استعلائية …
أكتب مقالي هذا وفي أذني الجملة التاريخية التي قالها عاهل البلاد في خطاب 9 من مارس » إننا لانريد جهوية بسرعتين » جملة توقف صداها عند مدينة وجدة ولم تقوى على مواصلة المسير لكيلومترات قليلة فقط ؟؟؟
أظن أن كل من سينتهي من قراءة هذا المقال من ساكنة العاصمة وما جاورها سيكف عن ترديد الجملة الشعبية المتداولة » راني فوك فكيك «
Aucun commentaire