قطار تنمية جماعة لبصارة بين أمل الوصول إلى المحطات المنشودة وهاجس التعثر( الحلقة الثانية ): محطة إعادة غرس أشجار اللوز الهالكة
قطار تنمية جماعة لبصارة بين أمل الوصول إلى المحطات المنشودة وهاجس التعثر( الحلقة الثانية ): محطة إعادة غرس أشجار اللوز الهالكة
محمد شركي
خلال حلقة أولى سبق نشرها على هذا الموقع حاولنا مصاحبة قطار تنمية جماعة لبصارة آملين أن يتحرك نحو محطات متعددة ، مع وجود هواجس تعثره وتوفقه في بعضها ، وكانت المحطة الأولى المنشودة هي محطة غرس أشجار اللوز . ومرة أخرى نذكر بأن هذه المحطة تدخل ضمن ما يسمى دعامة مخطط المغرب الأخضر ، ويتعلق الأمر بمشروع غرس أشجار اللوز بالجهة الشرقية بناء على اتفاقية شراكة بين جمعية لبصارة للتضامن والتنمية ، وبين المديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة ، وهي شراكة توجد ضمنها وكالة التعاون البلجيكية . ومعلوم أن الفلاحين بجماعة لبصارة يعتمدون بشكل كبير على أراضيهم الفلاحية التي هي مصدر عيشهم الوحيد، إلا أنها ونظرا لشح التسقطات المطرية خلال عقود لم تعد تلبي حاجياتهم وحاجيات ماشيتهم ، الشيء الذي أغراهم باحتضان مشروع غرس أشجار اللوز بأراضيهم عسى أن ينهض هذا المشروع بمستوى عيشهم البائس إلا أنهم صدموا في المحطة الأولى بخيبة أمل حيث ضاع الشطر الأول من غرس شجيرات اللوز بسبب سوء تدبير المقاولة الملكفة بالغرس ، ولم تنج من هذه الشجيرات سوى نسبة تقل عن 10٪ بينما يبست النسبة الكبيرة عكس ما كانت بعض الجهات تروج له إعلاميا من أجل ذر الرماد في العيون ، ومن أجل التمويه على الرصيد المالي الذي صرف للمقاولة مقابل نتيجة هزيلة جدا ومخيبة للآمال . وأمام ضغط الفلاحين عن طريق جمعية لبصارة للتضامن والتنمية التي طرقت أبواب المسؤولين على القطاع الفلاحي والقطاع الإداري في الإقليم والجهة فكرت المقاولة في تعويض شجيرات اللوز الهالكة التي لم تغرس وفق معايير دفتر التحملات ، وبعد فوات الأوان ، واقتنت صفقة أخرى من هذه الشجيرات يقدر ب25000 شجيرة جلبت من مشاتل مدينة مراكش . ولم تصل هذه الصفقة إلى الجماعة إلا بتاريخ 10/10/2012 بينما كان الموعد المحدد لها والمتفق بشأنه مع من يعنيهم الأمر هو 24/09/2012 . واستدعت المديرية الإقليمية للفلاحة كل من جمعية لبصارة للتضامن والتنمية لتشارك إلى جانب لجنة تسلم الأغراس والمكونة من ممثل عن وكالة التعاون البلجيكية، و ممثل المقاولة المكلفة بالغرس ، وتقنيي وزارة الفلاحة ، وممثل مكتب الدراسات ، وممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية . وبعد معاينة الصفقة وفحصها من طرف ذوي الخبرة والاختصاص تبين أنها مخالفة للمعايير والمواصفات المنصوص عليها في دفتر التحملات ، وحررت اللجنة تقريرا في الموضوع وقع عليه جميع الأطراف الحاضرة . وكان من المفروض أن تعود الشاحنة المحملة بهذه الأغراس غير الصالحة من حيث جاءت ، إلا أن ما حصل هو أن ممثل المقاولة أمر بإفراغ الشحنة ، وغرس الشجيرات المرفوضة متحديا قرار اللجنة المكلفة بالفصح والمراقبة ، علما بأن عملية إعادة الغرس أو عملية تعويض الشجيرات الهالكة جاءت متأخرة عن الموعد ، وصادفتها ظروف طبيعية يطبعها الجليد وانخفاض درجة الحرارة الشيء الذي لا يسمح بنجاة الأغراس خصوصا وأنها لا تتوفر فيها المواصفات المنصوص عليها في دفتر التحملات ، وهي لا تعدوا شجيرات بدون أعواد مساعدة على التجذر في حفرات الغرس حسب خبرة الخبراء في لجنة معاينة الجودة .وعلى إثر ذلك بادرت جمعية لبصارة للتضامن والتنمية إلى إخبار الجهات المسؤولة ، وهي المديرية الجهوية والإقليمية لوزارة الفلاحة ، والسلطات المحلية إلا أن هذه الجهات مع شديد الأسف والحسرة لم تحرك ساكنا ، ولم تتخذ أي إجراء لمنع غرس هذه الشجيرات غير الصالحة
. وأمام تصرف المقاولة بهذا الشكل المخالف لمساطر الاتفاق المبرم مع الشركاء سواء في عملية التشجير الأولى والفاشلة بشكل واضح أو عملية تعويض الشجيرات الهالكة والتي لا بسها التدليس والغش الواضح أيضا تخامر الفلاحين الشكوك بأن الأمر يتعلق بمؤامرة تشترك فيها عدة أطراف نظرا لسكوت وتقاعس الجهات المسؤولة عن مراقبة ومساءلة المقاولة التي حصلت على مستحقاتها المالية دون أن تنجز ما يقابل هذه المستحقات على أرض الواقع . ويغتنم الفلاحون المتضررون الذين انتظروا طويلا الاستفادة من مشروع التشجير هذه الفرصة لرفع أصواتهم عاليا كي تصل إلى وزير الفلاحة مباشرة من أجل إيفاد لجان تحقيق رفيعة المستوى من أجل معاينة تلاعب وتماطل المقاولة ، ومن أجل الكشف عن كل الجهات المتورطة معها في هذا التلاعب بمصالح الفلاحين . ولقد قرر الفلاحون طرق كل الأبواب بما فيها باب القضاء وباب الحكومة وباب ديوان المظالم ، وباب الديوان الملكي من أجل الانتصاف من مقاولة تمارس الغش والتدليس والتماطل والتسويف عليهم بعلم الجهات المسؤولة في الإقليم والجهة . وهكذا لم يغار قطار تنمية جماعة لبصارة محطته الأولى ، وهي محطة غرس شجيرات اللوز ، وإعادة تعويض الهالك منها . وإلى المحطة الموالية علما بأن القطار متأخر جدا ، ونعتذر للقراء على هذا التأخير الخارج عن إرادتنا . وفي انتظار أن تتحرك وزارة الفلاحة لمعرفة سبب تأخر القطار ، وعدم مغادرته لمحطة غرس أشجار اللوز نعد الفلاحين بجماعة لبصارة بتبني الدفاع عن قضيتهم بكل استماتة حتى تتحقق أحلامهم ، وما ضاع حق وراءه طالب .
6 Comments
من خلال تتبعنا لهذا الملف اصبح واضحا ان المديريةالاقليمية للفلاحة متواطئة مع المقاول وعود كثيرة .
قطعتهاالادارة على نفسهالاصلاح ما فسد.وهاهي الان تأتي عكس ما تدعيه.ان حصول المقاول على نسبة كبيرة من الصفقة دون وجه حق جعل الأدارة والفلاح رهينة بيد المقاول..
ان الأوان ليتدخل السيد الوالي لما عهدناه فيه من صرامة ليضع حدا لهذا العبث.
شكراللأستاذ محمذ شركي شكرا لوجدة سيتي والشكر كل الشكر للمجتمع المدني الحي .كان من الممكن ان يموت هذا المشروع دون ان ينتبه اليه احد.لكن يقظة المجتمع المدني وحرصه على المشاريع التي تنجز داخل نطاق عملها أقسدت على المتلاعبين بالمال العام فرحتهم.وهاهو الرأي العام المحلي والوطني يتتبع فصول مسرحية درامية قد تنتهي بسقوط المخرج والممثل في قبضة العدالة. د
جزاكم الله الأخ الكريم عن الفلاحين أحسن الجزاء.
إن مشروع تنمية سلسلة اللوز بالجهة الشرقية سيبقى وصمة عار على جبين مصلحة انجاز المشاريع بالمديرية الاقليمية للفلاحة بسبب سوء التدبير و التقصير في تتبع و مراقبة المشروع.
كيف يمكن للمدير الجهوي او الاقليمي للفلاحة توقيف عملية غرس الشتلات الفاسدة بينما مصلحة تخريب المشاريع تأمر المقاول بغرسها.
هذه المصلحة هي الصخرة التي تحطمت عليها آمال و أحلام كل الفلاحين.
هل من مغيث !!!
هي في الحقيقة واحدة من المحطات و ليست كلها، و التي يتم فيها هدر المال العام بطرق همجية لا تمت للحضارة و لا للضمير بصلة
السبب هو عدم المحاسبة، وعدم الضرب على أيدي المفسدين، الأمر الذي يجعل هؤلاء المفسدين يشرحون تقاعس الدولة في محاسبتهم على أنه رضى منها أو على الأقل عدم اكتراث من طرفها
ياما هدرت أموال طائلة من طرف وزارة الفلاحة و من كرف العديد من الهيئات الدولية التي حاولت دفع قطار التنمية، مند بداية الثمانينات إلى غاية اليوم، غير أن الحصيلة لم تكن في المستوى المطلوب، بل تخلفت عنه بصورة رهيبة
مشكلة القطاعات عامة في المغرب و قطاع الفلاحة خاصة مع الأرقام، بحيث لا يوجد هناك رقم
واحد ذا مصداقية و كأننا نسعى لتحقيق التنمية عبر الأرقام المدونة في السجلات و الدفاتر و التقارير و ليس عبر التمحيص و التدقيق في الواقع الذي غالبا ما يكذب تلك الأرقام و يتنافى معها
بعد الشكر الجزيل للأستاذ الفاضل محمد الشركي و لإدارة الموقع لوقوفهما مع الفلاحين في هذه المحنة، نوضح لكل رواد هذا الموقع أن هذه المهزلة ليست حكرا على جماعة لبصارة فقط و إنما امتدت إلى كل من:
مدار رأس عصفور الذي رفض المقاول انطلاق الأشغال بها إلى يومنا هذا، و ادارة المشروع مكتوفة الأيدي تتفرج، نفس الشئ بالنسبة لمدار مشرع حمادي الذي غادره المقاول مدة تزيد عن 6 اشهر دون أن يظهر له أثر.
السؤال المطروح هو: من يحمي هؤلاء الفلاحين من عبث المقاولين و من تقصير إدارة المفروض فيها ان تكون بجانبهم؟ و لماذا لا تتصدى الوزارة الوصية لهؤلاء الذين يتلاعبون بأموال هذا المشروع؟
مشروع تنمية سلسة اللوز بالجهة الشرقية الممول بشراكة مع المملكة البلجيكية هو مشروع يندرج في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر و قد رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 7ر8 مليون أورو من بينها هبة بلجيكية بقيمة 8 مليون يورو
المساحة الإجمالية المعنية: 6000 هكتار، التكلفة الإجمالية للمشروع: 92,5 مليون درهم، مدة انجاز المشروع: 7 سنوات.
وفي إطار الحكامة الجيدة و محاربة الفساد المالي و ربط المسؤولية بالمحاسبة نطالب كل المسؤولين بفتح تحقيق في الموضوع لكشف المتلاعبين بهذا المشروع و محاسبتهم و الضرب بيد من حديد على المتورطين منهم في نهب المال العام و إلا ستلقى المساحة المتبقية و المقدرة ب 5000 هكتار نفس المصير.