هل فقد الفن رسالته؟
هل فقد الفن رسالته؟
تطلع علينا وسائل الإعلام خاصة الالكترونية منها، بما تروجه بعض الأفلام المغربية من فن رخيص يركز على الجسد من أجل استمالة الشباب وتحقيق الكثير من المال ولو حساب القيم وثوابت الأمة،حيث أضحى بعض المخرجين حتى لانعمم، لايتورعون في الترويج لأفلامهم الساقطة حتى لانقول الداعرة مع اعتذاري للسادة القراء،وهم بذلك يستغلون هامش الحرية الذي تنعم به بلادنا،هذه البلاد العزيزة التي لازالت الأغلبية الساحقة من أهلها محافظة على حيائها، وما يثلج الصدر،رغم هذا المسخ الفني، هو تصاعد الانتقادات لهاته الأفلام المهزلة من لدن العنصر النسوي الذي انتبه مؤخرا لهذا التوظيف المستفز للمرأة في كل شيء، انطلاقا من الإشهار الذي نادرا ما لاتجد بطلاه امرأة ورجلا، وصولا للأفلام سيئة الذكر التي بدأت تغزو الصالات السينمائية المغربية بدون حسيب ولارقيب،وإذا كان مخرجوا الأفلام يتحججون بحرية التعبير والقفز على الطابوهات كما يدعون، فلماذا اختاروا الطريق السهل موظفين فنانات غافلات مستغفلات من أجل دريهمات معدودات،فحبذا لو تفتقت عبقريتهم الفنية على مواضيع أخرى تشحذ فكر المتلقي وتتطرق لمواضيع ذات منفعة إنسانية وتنعكس بالتالي على سلوك الفرد والجماعة،وإلا فما هي رسالة الفن؟
ومن هذا المنبر الإعلامي المحترم، نرى أن الحاجة باتت ملحة إلى وضع ضوابط فنية إن صح التعبير على كل الأفلام المغربية خاصة على المستوى الأخلاقي،وعلى الحكومة في شخص وزارة الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، قبل أن يعم البلاء، ويدق آخر مسمار في نعش القيم.والغريب في الأمر هو أن المروجين لهذا الفن الهابط يدعون تشبثهم بالقيم والهوية الدينية،فلا تستغرب وأنت تسمع لفنانة مغربية من المشاركات في هذا الفن المستفز تقول :أفتخر بكوني مسلمة ولكن تلك المشاهد أملتها الضرورة الفنية،وهذا يذكرني بتلك الفنانة العربية المشهورة بمشاهدها المستفزة و التي حاصرها ذات يوم أحد الصحافيين بسؤال حول جرأتها في بعض الأفلام على شاكلة ما نحكي عنه في هذا المقام، فكان جوابها: إن الفنان لم يكن يقبلني شخصيا بل كان يقبل البطلة،وانظروا كيف يفكر هؤلاء، وأكاد أجزم بأنهم فقدوا الإحساس،ومع ذلك ينعتون كل من تجرأ على انتقادهم بالرجعي الذي يريد وضع قيود على فنهم كما يزعمون.لذلك نقول من أراد أن يتعرى فليتعرى في بيته بعيدا عن الناس، وليبتعد عن المجلات ووسائل الإعلام العمومية التي أصبحت في متناول الجميع وتؤثرعلى ناشئتنا، التي أصبحت تعيش نوعا من اللاتوازن الفكري والمنهجي، وهي المنهمكة في دراستها والمركزة على مستقبلها،ونضيف بأنه من أراد أن يبدع فأبواب الابداع مفتوحة لكل مجتهد ،فالذي أبدع فيلم عمر المختار والرسالة وصلاح الدين الأيوبي ،والمهاتما غاندي والكثير من الأفلام الخالدة، قادر على أن يبدع ما هوأجدى وأنفع، فما أعطى الله عز وجل الإنسان فكرا إلا ليميزه عن الحيوان الذي لايهتم إلا بإشباع بطنه وغريزته.
Aucun commentaire