إن الهدر المدرسي أصبح ظاهرة مثيرة للجدل إلى درجة أن مع بداية كل موسم دراسي نجد طابورا طويلا من الآباء وأبنائهم مصطفون أمام مصالح النيابة أو عند أبواب مكاتب المديرين ،يستعطفون المسؤولين لإرجاع أبنائهم إلى مقاعدهم الدراسية.من الآباء من استفاق من غفلته وإهماله بعد فوات الأوان، ومنهم من قهرته الظروف المادية والحقيقة أن هذه الظاهرة هي وليدة المنظومة التربوية  والإقتصادية والتي لم تأسس أي منهجية لحلها .والغريب في الأمر أن هذه الظاهرة لم تحظى بأي دراسة حقيقية وممنهجة لحلها ورغم كل هذه الصعوبات نجد بعض المؤسسات التعليمية تأخذ على عاتقها هذا الحمل الثقيل والذي يصعب فيه اتخاذ قرار الحسم  وسط جدال بين الحفاظ على جودة التعليم والرفع من معدلات النجاح والفوز بالجائزة الكبرى في آخر الموسم الدراسي، وبين إرجاع المفصولين الراغبين في العودة إلى الدراسة وانتشالهم من براثين الجهل والإنحراف.

فيبقى السؤال قائما والجواب جدلا ،إما أن نحارب الجهل أو نرفع من جودة التعليم؟

وبالمناسبة أحيي الأطر الإدارية والتربوية للثانوية الإعدادية بدربنيابة تاوريرت على المبادرة الشجاعةعلى تنظيم حملة تحسيسية لفائدة التلاميذ غير الملتحقين والمنقطعين والمفصولين للإلتحاق بالفصول الدراسية.

نتمنى من الوزارة الوصية أن تنظر إلى هذه المعضلة بعين الجد لأن المنظومة التربوية تنزف ، ومن لا يوقف النزيف يموت حتما.

زهير إبن أحمد