الاحتفال باليوم الوطني لجمعيات الآباء بأكاديمية الجهة الشرقية كشف النقاب عن واقع مؤسف
الاحتفال باليوم الوطني لجمعيات الآباء بأكاديمية الجهة الشرقية كشف النقاب عن واقع مؤسف
محمد شركي
قدر الله عز وجل وما شاء فعل أن أوجد بمقر أكاديمية الجهة الشرقية مساء هذا اليوم لغرض يعنيني ، فصادف ذلك احتفال الأكاديمية باليوم الوطني لجمعيات الآباء والأمهات والأولياء الذي يصادف الثلاثين من شهر شتنبر ، وحدثتني نفسي أو دفعني فولي التربوي لحضور جانب من هذا الحفل إلى جانب الفعاليات الحاضرة على اختلاف توجهاتها قصد الوقوف على انشغالات هذه الجمعيات ، وبالفعل كانت المدة التي قضيتها في مقر الحفل كافية لاكتشافي ما لم يدر بذهني ولم أتوقع سماعه ، وجئت من مقر الحفل بما جاء الهدهد من سبإ .
وأود بداية أن أعلق على التسمية التي أقرتها الوزارة وهي : « جمعيات الآباء والأمهات والأولياء » حيث أضيفت كلمة أمهات إلى التسمية السابقة . وبغض الطرف عن خلفية هذه الإضافة حتى لا أخوض في قضية لها حساسيتها بحيث يتربص البعض بمن يثيرها تربص السباع الضارية بالفريسة القاصية أقول إن من أضاف هذه الإضافة لا يعرف أسرار اللغة العربية التي تطلق لفظة آباء على الرجال والنساء على حد سواء كما جاء في قول الله تعالى : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبرأحدهما أو كلاهما )) فالمقصود في الآية الكريمة الأب والأم ، وجمعهما الله عز وجل في لفظة الوالدين دون أن يثير ذلك ما صارت تثيره لفظة الآباء وحدها في هذه الجمعيات . وكدليل آخر من القرآن الكريم يقول الله عز وجل في معرض الحديث عن قسمة التركة : (( فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث )) حيث جمع أيضا الأب والأم في لفظة أبويه دون أن يثير ذلك الحساسية التي أثيرت في جمعيات الآباء عندنا ، وربما اضطرت الوزارة إلى تكرار لغوي لا يستقيم في اللغة العربية لتحاشي حساسية هي في غنى عنها في زمن الحساسيات المفرطة وسوء الظن وسوء التأويل . وكان الأجدر والأولى بها أن تعطي مثالا لباقي الوزارات في احترام اللغة الوطنية ، ولغة القرآن الكريم، وهي وزارة العلم والمعرفة ـ يا حسرتاه ـ . ولقد كان حضوري هذا الحفل مناسبة لمعرفة حساسيات أخرى غير حساسية التسمية عندما فوجئت بوجود ثلاث فيدراليات أو كنفدراليات لهذه الجمعيات . وما كادت الكلمة تعطى لاثنتين منها لتعطى بعد ذلك للإدارة التربوية ممثلة في إدارة الأكاديمية والنيابات حتى ضج بالاحتجاج ممثلو الفيدرالية الثالثة التي لم تدل بدولها، ولم تعرض مداخلتها كما فعلت سابقتاها . واغتنمت فرصة وجود الأستاذ محمدين قدوري عضو إحدى الجمعيات بالقرب مني، فسألته عن عدد فيدراليات أو كنفدراليات جمعيات الآباء كما يسأل الناس عن عدد أهل الكهف والرقيم ، فكانت ابتسامته معبرة ثم أكدتها كلمته التي أسف فيها من تشرذم الجمعيات تحت مسميات شتى مع أن همها واحد .
وبدا لي أن حال هذه الجمعيات كحال فصائل الثوار في ليبيا وسوريا الذين يجمعهم الهدف الواحد ، وتفرقهم الأطماع والمصالح . وأكد طغيان عقلية المصالح مع شديد الأسف انقسام هذه الجمعيات على غرار انقسام الأحزاب والنقابات ، ودأب الأحزاب أن كل منها بما لديه فرح ، ولا غرابة أن تكون كل فيدرالية أو كنفدرالية بما لديها فرحة ، وقد عكست ذلك مداخلات كل منها ، وكان خطابها يشي بأنها ممزقة كل ممزق كما جاء وصف حال قوم سبإ في كتب الله عز وجل بعد كفرانهم بالنعم . ولقد كشفت لي إحدى المداخلات سر إضافة الوزارة لفظة أمهات إلى تسمية الجمعية حيث عبر صاحب المداخلة عن أسفه من قلة وجود الأمهات في الجمعيات الشيء الذي يعني أن ذلك يعد مطلبا من مطالب هذه الجمعيات ، لهذا تعمدت الوزارة مخالفة تعبير اللسان العربي الذي توجد فيه قاعدة الاستثقال المانعة من ظهور ما يستثقل لغويا حتى لا يؤول كلامي تأويلا بعيدا كتأويل أهل الباطن أو أهل الباطل . وفضلا عن انفصام عرى هذه الجمعيات وشتات رأيها كما عبر عن ذلك نوع خطابها ، فقد جاءت كلماتها عاكسة لأمور نظرية مفارقة للواقع . وصدق الأستاذ محمدين قدوري الذي قال إن وجود الجمعيات على الوثائق مفارق لحقيقة واقعها حيث يستدعى لتكوين مكاتبها ما يزيد عن ألف من الآباء والأمهات والأولياء وهم بعدد الأبناء البنات حتى لا أثير حساسية أنثوية على مستوى الأبناء كما أثيرت على مستوى الآباء ، فلا يلبي الدعوة إلا عدد قليل قد لا يتجاوز العشرين ، الشيء الذي يثير تساؤلات جادة حول مصداقية هذه الجمعيات من حيث تمثيليتها كما عبر عن ذلك الأستاذ قدوري بصراحة وصدق ومسؤولية يشكر عليها، وهذا مؤشر على غياب ثقافة الوعي بجمعيات الآباء عندنا حيث يقف الآباء بعيدا عن المؤسسات التربوية وكأنها لا تعنيهم ، بل كل ما يعنيهم منها أنها تتولى أمر أبنائهم عندما لا يكونون عندهم في بيوتهم .
ولعل هذا ما جعل جمعيات الآباء تصاب بداء الدكتاتورية حيث يتشبث بعض الأعضاء بها كتشبث بعض الرؤساء العرب المستبدين بكراسي الرئاسة مدى الحياة وحتى بعد مغادرة أبنائهم المؤسسات بعقود ، وبعد عقم نسائهم . وربما وجد منهم من راودته فكرة توريث عضويته لأبنائه أو حتى لحفدته لأن ثقافة الإقبال على مثل هذه الجمعيات لا زالت غائبة في مجتمعنا . وإلى جانب عادة غياب رغبة الآباء في الانخراط في هذه الجمعيات ربما بدافع الهروب من المسؤولية أو الخوف من الإنفاق أو الرغبة في قضم الأشواك بأفواه الغير ، وهي عقلية سائدة فينا مع شديد الأسف والحسرة عبرت تدخلات بعض المتدخلين الشبه بين خطاب جمعيات الآباء وبين خطاب النقابات مع أرباب العمل ، والتي لا تتجاوز المطالب مع أن مهمتها لا علاقة لها بالمطالب ، لأنها شريك يساهم ويعطي ويقترح عوض أن يطالب ، و لأنه لا يشتغل لدى الإدارة الممثلة للوزارة ، وإنما يساندها ويعاضدها . ولا يستقيم منطقا أن يطالب شريك شريكه وهم شريكان من أجل تحقيق هدف واحد ، والمطلوب منهما أن يوفر الواحد منهما ما لم يتسن للآخر توفيره في تكامل لا يستدعي العتاب والمحاسبة والمن والأذى من أحد الشريكين تماما كما لا يمكن أن يمن أحد الزوجين على الآخر بالتضحية من أجل الأبناء . ولقد كان سرد بعض المتدخلين لما قدمته جمعية من هذه الجمعيات من قبيل إصلاح المراحيض وما شابه ذلك مخجلا يكاد الجبين يتصبب عرقا لسماعه ، وكان حاله كحال أب أنفق على أبنائه ، وأخذ يمن على من يعينه عليهم .
وانحدرت التدخلات إلى الحضيض حينما طالب أحد المتدخلين بتوفير المؤسسات لمقرات لهذه الجمعيات،مع أن متدخل آخر رفع تدخله من مستوى النقاش حيث حق له أن يعلق بأسف على تداعيات قرار وزيرالتربية الأخير بتطبيق التوقيت الذي أراد فرضه على حساب إنجاز جمعية آباء مدرسة المنتزه البلدي التي وفرت قاعتين من أجل ما يزيد عن 80 تلميذا وتلميذة في سن التعليم الأولي ، فصادر قرار الوزير القاعتين لفائدة توقيته على حساب تلاميذ التعليم الأولي المعوزين والفقراء الذين حرموا من ارتياد هذه المؤسسة من أجل أن يصول ويجول معالي الوزير صولة فاتح الثغور. ولقد هزتني كلمة عضو هذه الجمعية خصوصا عندما عبر بعفوية قائلا : » لن أطيل عليكم لأنني غير متعلم ولأنني سأتكلم بالعامية » ومع أن كلمته كانت بالعامية، فقد كانت أفصح من بعض الفصحى المتعثرة ، والتي كانت تؤلمني في حاستي اللغوية الحساسة ، كما أنها كانت تعبيرا عن استخفاف الأمي المتحدث بالعامية وببراءة من حشو وإطالة المتحدثين بالفصحى في نظري حيث ربط الإطالة بالفصحى ، والإيجاز بالعامية ، وصار خير الكلام ما قل ودل في العامية ولم يعد في فصحى أصابها العي . وغادرت قاعة الحفل قبل نهايته، وأنا أتذكر أغنية المطرب الجزائري رابح درياسا : » آش داني روحت اليوم نزور » . وأنا أغادر قاعة الحفل دعاني السيد رئيس القسم مشكورا إلى الانتظار قليلا لحضور حفل الشاي، فشكرت له دعوته الكريمة ، وأنا أردد في نفسي لقد رشفت ما يكفي من كأس الألم والحسرة على واقع جمعيات الآباء والأمهات والأولياء في جهتنا ووطننا .
2 Comments
نشكرك على هذا المقال حيث تناولت فيه الدور العقيم لهاته الجمعيات الدنكشوتية التي تناسلت بألقاب مختلفة لغرض في نفوس من أطلقوها،و كذا احتفاظ بعض من فرضوا أنفسهم رؤساء فيها بمناصبهم حتى و لو لم يكن لهم ولد بالمؤسسات التي يمثلون فيها جمعية الآباء.و الشيء الذي أغفله كل من أفرد الحديث عن هاته الجمعيات هو الحديث عن المال الذي جمعوه من المؤسسات التعليمية من التلاميذ المسجلين ..أين تصرف تلك الأموال ؟ و أعتقد أن غياب مراقبة رؤءساء جمعيات الآباء يدفع بهؤلاء إلى التصرف في مال التلاميذ كيفما يشاؤون
je suis tout a fait d accord avectoi si chargui comme exemple reel prenant le college de abbi iinnane lazaret l association des parents a depasser leur mondat l annee derniere exactement en mois de fevrier mais le president de l association n a ^pas voullu faire l assemblee general j usqua nos jours il continnu a depensser l argeant adroite et agauche sans controle allahou yarana mqadmi et ben sassi