رمضان مصباح الإدريسي
قبل الدعاء:
بدا السي أحمد- وقد التقيته هذا المساء- مكفهرا ؛وهو ذو الطبع الصابر الشاكر ,والوجه البشوش ؛حتى قبل أن يتقاعد من إدارة مدرسة ابتدائية  ,ينتهي إليها كل ضجيج الحي.
ماذا دهاك يا طيب؟  أجابني,هو أيضا , بسؤال:
هل جددت رخصة السياقة؟ قلت لا ؛أنا معتد بكونها « دائمة » قانونيا,وأنتظر أن أسمع ذات صباح بأن الرباح عاد إلى الصحاح.
أجهش بزفرة حادة:   قل لهم يا أستاذ هذا في هيسبريس؛ثم أضاف:والله لقد قضيت أذل يوم في حياتي؛ لا يلفظني زحام إداري الا لأدخل آخر. « آسدي يلا ما عندهوم شعر آشداهم لمشيط الراس؟
فكرت فبدا لي أن المسطرة انطلقت ؛وقد تكون هناك دفاتر تحملات فكيف أساهم في إيقاف هذا العذاب الذي يكتوي منه المسنون قبل غيرهم حتى تورمت أقدامهم؟
ختمت الحوار بقولي:  » آسي أحمد « لم يبق لنا سوى الدعاء عساه يستنهض همة بن كيران و الرباح لإيقاف مآسي المواطنين أمام نوافذ مكاتب التجهيز؛وليس أبوابها .
وان لم يكن ممكنا ألا يخفف الشباك الواحد من عناء تنقل المسنين الملزمين بتجديد الرخص قبل متم هذا العام؟ ألا يمكن أن يجمع المركز الواحد بين الطبيب والمصور والقابض والموظف الاداري؟
ولم العجلة مادامت بنيات الاستقبال و الانجاز لا تستجيب لكثرة الطلب؟

*******************
تضرعت إلى الله وقلت:
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء,ولكن اللطف فيه .لقد غلب غلاب,في غرب الأرض, حتى لم تبق في جيوبنا غير رخصة السياقة القديمة ,فأبطلها وكأنها شهادة زور,أو زوجة ملاعنة .
ولما قلنا آمين يا ابن الأكرمين ,ما العمل؟
هل تزوجنا الثانية بمهر الأولى  ؟
هل نجلس حيث نحن لتطوف علينا بها ,أم نرحل ,في كل أرجاء البلاد, إلى حيث فزنا بها,قديما,غادة عذراء,حمراء, » مسلمة لا شية فيها « ؛لنتتبع صكوكا إدارية ؛قد تصل وقد تتيه؟
استشاط غضبا ,واحمر حمرة فاسية ,غير قانونية ولا ديموقراطية ,وقال؛وفي جيبه رخصته ,حملت إليه حملا:
بل ترحلون صاغرين ,وفي جيوبكم مهور أخرى ,أضعافا مضاعفة ؛ولتفحصن من أعينكم وآذانكم؛وما خفي فيكم ؛ولنفرين الواحد منكم فريا, حتى نعلم مدى فحولته ,وأهليته للثانية ؛خصوصا وهي بيومترية ,صعبة المراس, لا تنقاد لمن قل ماله وباهه.
لنحشرنكم حشرا للفحص السريري, و حتى السري ؛ولن نقبل منكم صورا عدا ما تومض بها عدساتنا ,الغمازة اللمازة؛ وما تحمصه أفراننا,وتحلله مختبراتنا, لنحرق أعصابكم حرقا ,ونقتل وقت عملكم وراحتكم قتلا.
وحينما يسلم الباه ,وتتأكد الفحولة نسلمكم العروس ؛لكن بشروط.
قل يا ابن الأكرمين : ستلاحقكم الرادارات حيث سرتم ؛لنتأكد من خلواتكم , ومن كونكم أهلا للبيومتريات ؛قريناتكم الجديدات .
ثم أصبح الصباح ,وسكت غلاب عن كلام العذاب,وركب الرباح ففرحنا وقلنا :هو ذا الفارس لاح .
أيها الفارس هل لنا فقط في الأولى القديمة زوجة وحيدة؛ حتى يقضي الله ,ونغادر إلى دار البقاء ؛حيث لا ركوب ولا نزول؟ حتى فقه الجولان حكم ,ابتداء,أنها دائمة.
اللهم انك مجري الكواكب وميسر الفلك ,اللهم زين للرباح الأخذ بالخيرة:
إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
زوجوا شبابكم بما شئتم من بيومتريات ,أو حتى اطاليات وتركيات؛واتركونا وشأننا.
لا قبل لنا بمهور جدبدة ,ولا بفحوصات الباه ,ما دامت لا تعيد الشيخ الى صباه.
اللهم انك تعلم هل صدق عبدك بن كيران في تبرير غلاء المحروقات ؛فأنت أعلم به وبها .اللهم اجعله يصدقنا الفتوى:
هل إجبار الناس على طلاق الأولى جائز؛وقد أفتى مالك بأن طلاق المكره لا يجوز؟.وحتى الشاعر قال:
عشقتها شمطاء شاب وليدها      وللناس في ما يعشقون مذاهب
ان سياراتنا قديمة ,ورخص سياقتها قديمة ؛هكذا وافق شن طبقة ؛مالكم كيف تحكمون؟
لقد انتهيتم الى أن الحد من صدام السير يكون بالرفع الصادم لثمن البنزيل.
نعم الرأي لكن مالكم ورخص السياقة القديمة؟
لقد ألزمها ثمن البنزين ألا تحرك ساكنا.
اللهم أر عبدك بن كيران وعزيزك الرباح الحق حقا والباطل باطلا.
اللهم احكم بيننا وبين غلاب يوم القيامة ؛اللهم انك تعلم أنه شق علينا وعسر ميسرا.
اللهم انك تعلم أنه ألزمنا بمهرين لعروس واحدة؛وهذا لا يجوز في شرعك.
اللهم اجعل ملائكة العرش تطالبه ,أمام كل باب,برخصة جديدة.
ضحك السي أحمد وقال :كفى لقد قسوت على الرجل؛سامحه الله في ما يخصني.
هو هكذا السي أحمد,دائم الصبر والبشاشة والصفح.
Ramdane3@gmail.com
Ramdane3.ahlablog.com