وجدة: عرس التكريم والعرفان لهيئة التفتيش وكل العاملين في الميدان
تحول حفل التكريم والاعتراف بالفضل لكوكبة من المفتشين المحالين على التقاعد بوجدة إلى عرس تعليمي كبير يوم الأحد 29 أبريل 2012 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية. فقد خلفت هذه الالتفاتة الطيبة لهذه الفئة من أسرة التعليم ارتياحا كبيرا لدى كل الحضور من مفتشين و إداريين ومدرسين ونقابيين وجمعويين. هذا اللقاء الحميمي كان فرصة للعناق الحار المفعم بمشاعر الود والاحترام بين جيل الرواد والمؤسسين لقطاع التربية والتعليم بالجهة الشرقية والجيل الذي لا يزال مرابطا في مهنة الصبر بمختلف فئاته، حاملا المشعل في الميدان لتنوير وبناء الأجيال. كانت البداية مع كلمة ممثل نقابة المفتشين بالجهة وهي صاحبة فكرة حفل التكريم، شكر فيها كل الجهات الرسمية التي دعمت الفكرة وبالخصوص أكاديمية الجهة الشرقية والمجلس العلمي المحلي لوجدة ومركز الدراسات. تلا ذلك مداخلة قيمة لفضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة نوه فيها بدور المفتش الذي كان يعرف قديما في ثقافتنا الإسلامية بالمحتسب والذي كان يجيز الطلبة في المساجد ويسمح للمتفوقين منهم بالجلوس في الكراسي العلمية، أما القاص غير المجاز فلم يكن من حقه الجلوس لإعطاء الدروس. وطالب فضيلته المكرمين بالاستمرار في العطاء والتأطير والتأليف والإفادة من خبرتهم لأن العالم في الإسلام لا يتقاعد. واغتنم فضيلته الفرصة لتثمين دول جميع فئات أسرة التعليم التي تملأ مساحات واسعة في المجتمع مثل الوعظ والخطابة و العمل السياسي والمجتمع المدني ، متأسفا لنظرة المجتمع الحالية لرجل التعليم وخاصة في الابتدائي، قائلا إنه يفتخر بكونه بمشواره معلما في الابتدائي في العالم القروي.
بعدها أعطيت الكلمة للأستاذ محمد أبو ضمير مدير الأكاديمية الحالي الذي اعتبر هذه اللحظة متميزة واعترف بفضل المفتشين الرواد الذين اشتغلوا في ظروف صعبة ووضعوا اللبنات الأولى لقطاع التربية والتعليم و لبناء المجتمع المغربي الحديث، مؤكدا أن حضور أسرة التعليم في فضاءات المجتمع دليل قاطع على تلك الآثار الإيجابية التي أبوا إلا أن يبصموا بها المرحلة. « إنهم أساتذتنا وخيرة أبناء هذا الوطن، تعلمنا منهم عمق الرؤية والسير إلى الأمام رغم العقبات والصعوبات… » يقول الأستاذ أبو ضمير.
ثم تعاقب على المنصة بعض هؤلاء الرواد بالجهة ومنهم الأستاذ محمد الديب أول مدير للأكاديمية بالجهة الشرقية الذي تحدث عن واقع التفتيش فجر الاستقلال، ثم الأستاذ محمد السهلاوي عميد المفتشين في مادة الفرنسية وأول نائب إقليمي لنيابة جرادة، ثم الأستاذ شكري الناجي النائب الإقليمي السابق لوجدة والذي أبى إلا أن يحضر اللقاء قادما من قلب سوس العالمة ليتقاسم الفرحة مع أصدقائه وإخوانه في المهنة ويعرب عن تعلقه بمنطقة وجدة التي تعلم منها الكثير كما يقول. و مثل الوزارة في هذا اللقاء كل من الأستاذ خالد فارس المفتش العام للشؤون التربوية الذي أعرب عن امتنانه لفئة المفتشين الذين يسدون خدمات جليلة للمنظومة التربوية باعتبارهم الزمرة الموكول إليها إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية. كما حضر اللقاء الأستاذ أقضاد الحسين المفتش العام للشؤون الإدارية بالوزارة. وقدمت بالمناسبة جوائز رمزية وشواهد تقديرية للسادة المفتشين المحالين على المعاش في مختلف التخصصات.
محمد السباعي
Aucun commentaire