وجدة: محاضرة في موضوع » نحو تنزيل صحيح للقرآن الكريم في واقع الأمة ».
احتضنت قاعة المحاضرات بمركز الدراسات الإنسانية والاجتماعية بوجدة، عشية الجمعة 23 مارس، محاضرة فكرية بعنوان » نحو تنزيل صحيح للقرآن الكريم في واقع الأمة » من تأطير الدكتور عبد الرزاق الحمزاوي، عضو المجلس العلمي المحلي لتنغير- وليس للرشيدية كما أعلن-.
في البداية استعرض المحاضر أحوال المسلمين حاليا، وكيف في خضم هذه الأزمة فقدوا البوصلة لإيجاد حل للخروج من هذا الانحطاط.
وللنهوض بعد هذه الأزمة لا بد من العودة للقرآن الكريم وتنزيله تنزيلا صحيحا، وذلك لا يتأتى إلا بثلاث أشياء:
1- تجديد الفهم للمصطلح القرآني: حيث اعتبر الدكتور الحمزاوي أن ذلك أصبح ضرورة شرعية وإنسانية، وأعطى مثال للمصطلحات التي يجب تجديدها، كالعبادة والاستقامة، والعلم، حيث قال: » أن العلم الذي لا يغرس شجرة الخشية من الله في نفس الإنسان، هو نوع من الجهل،بل هو الجهل المركب الغليظ.
2- التنزيل على المستوى الفردي: حيث أكد المحاضر على منهج المتلقي الذي ينقسم إلى قسمين: الأول خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، أي استقبال الوحي، والثاني هو تلقي الشهود، أو الخاص بالفرد المسلم، الذي يجب عليه تلقي الآيات القرآنية كأنه يشاهدها حية تنزل عليه، أي أنه هو المخاطب، مختتما كلامه في هذه النقطة بالقول: » لم تظهر في هذه الأمة حاليا معجزة القرآن، لأن المسلمين تعاملوا مع القرآن بمنطق التبرك والتقديس، لا بمنطق كونه دستور حياة وداء لكل الأدواء.
3- التنزيل على المستوى المجتمعي: ويقصد به الدكتور الحمزاوي أن على المنزِّل أن يراعي أدواء الأمة والقدر أو الجرعة والطريقة والوقت المناسب للتنزيل، منبها إلى ضرورو استحضار قواعد فقه الواقع، ولعل أهمها: » قاعدة اعتبار المآل »، مذكرا أن كثير من تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم كانت تحترم هته القاعدة، ويكون فهمنا سطحيا إذا لم نراع هذا المبدأ، مؤكدا أن تنزيل النص يحتاج إلى بعد نظر يراعي مصلحة الأمة.
وانهى الدكتور الحمزاوي محاضرته متسائلا: هل استوعبنا كلام الله؟ أم أن المنطق هو » وما قدروا الله حق قدره؟ »، مشددا على أن خروج الجيل الأول للأمة الإسلامية كان بسبب القرآن، مستنكرا بالسؤال: » أي منكر يرتكبه من يبعد القرآن عن مناهجنا، ويحارب لغته؟ مشبها هذا الفعل بالمذابح الحضارية الفكرية والتي هي أبشع وأخطر بكثير من المذابح الدموية.
من وجدة: محمد شلاي
Aucun commentaire